يقول الجميلي والجميلي فيصل ورأسه من لبس العمامة باد يبيد الفتى ما بين يوم ٍ وليله يبيد وهو ما يحسب انه باد الأيام أبادني وابادن هجرس وابادن شداد ابن عاد وباد(1) أنا كلما خايلت بالعين مربع والى انه قبلي للرجال مراد إلى قلت هذا مربع ٍ ما يجونه والى أن جررهم درس ٍ واجداد محى الله يا صبيان مخلي قلوصه من العقل و إلا باليمين قياد محى الله قيدٍ غرني من زمالتي منين واثر حدا المناين باد تناولتها وأنا من الموت خايف إلى خطاها عن خطاي ابعاد وقفت ورجلي ينثر الدم زندها وأنا أقول هذا للإله مراد ترى سبب قتلي على الماء حمامه مخضبة ورقا ربوة واد إن مت حطوني على جال منهل عذي الجبا دب الزمان يراد حطوا على قبري ثمانٍ صفايح يبيد الفتى وأسمالهن اجداد باغ ٍ إلى مرت علي ضعاين ضعاين بدوٍ واردين بلاد يقولون راع القبر ياما من الصخى وراع الصخا دب الزمان إيراد وأنا صادرٍ علقت حوضي بمنكبي ونطحني ورد ٍ في دلاه جداد(2) وان كانت الدنيا لكم مثلها لنا عزي لكم يا واردين جداد الشاعر : هو فيصل الجميلي من قبيلة جميلة التي ذكرها ابن فضل الله العمري في القرن الثامن الهجري وهي تقطن وادي الهدار والافلاج ويخلط بعض الرواة بين غنام الجميلي وفيصل الجميلي وقد حققت في مقال سابق أن غنام هذا هو شاعر النص الذي وجه إلى حماد من بني بدر القاطنين في وادي نعام ذلك الوقت وقد قاضاه عبد الله بن زنيرير ،كما أن في بيت من قصيدة عبد الله بن زنيرير دلالة على أن غنام يكنى بأبي حسين وليس حماد: فليت الصبا يا أبا حسين جلوبه بسوق الغلا يحكم علينا بيوعها كما أن إشارة الشاعر رميزان التميمي (ت.1079ه)إلى بيت للشاعر فيصل الجميلي في قوله: قلته على بيت الجميلي فيصل والأمثال يرثاها من الناس فاهمه يعد عن ألف ٍ بالتلاقي وكم وكم قرا الآلاف في عسرٍ من الدهر زاحمه دلالة على أن عصر فيصل الجميلي سابق لعصر رميزان من أهل القرن الحادي عشر الهجري و رميزان معاصر للشاعر غنام الجميلي وبالتالي يخطئ كل من يربط بين نص غنام ونصوص فيصل الجميلي أو أن حماد ابن لفيصل،وقد ورد في بعض الروايات أن قصر سلمى في الافلاج قد أسسه فيصل الجميلي وأعتقد أن هذا لا يعدو أن يكون وهما من العامة كونه اختلط عليهم وجود قبيلة جميلة في زمن قديم ولا يذكرون من القبيلة سوى فيصل الجميلي فنسبوه له،ولكن قصائده تدل على انه بدوي يمارس الغزو وحيداً،كما يرجح لدي أن الشاعر فيصل الجميلي من أهل القرن العاشر. دراسة النص: ورد النص في عدد من مجاميع الشعر الشعبي وبصيغ متعددة تختلف بالنقص والزيادة سواء في الأبيات أو في بعض التراكيب والمفردات، وهنا اعتمدت على ما جاء في مخطوط العمري رغم ما يلاحظ عليه من تكرار القوافي وتشابه بعض الاشطر ولكن قد يكون لهذا دلالة على قدم النص واختلاف الأبيات على الرواة الذين أخذ عنهم المدونون وهذا شيء ملاحظ وشائع في النصوص القديمة والتي لم تدون إلا متأخرة،وقد بدأ الشاعر قصيدته واضعاً عليها الوسم الخاص به(يقول الجميلي والجميلي فيصل) وهو أسلوب مشتهر عند الشعراء القدماء،ثم يتحدث عن تقدمه في العمر وكيف الأيام تمضي بالإنسان دون أن يشعر بذلك وأن هذه الدنيا لن يخلد فيها أحد،ثم يتحدث بشيء من الحكمة بأن لا ينخدع الإنسان بهذه الدنيا فمهما تمنى أو أدرك شيئاً منها فلا يظن أن ذلك خاص به فقط بل سيجد كثيراً ممن سبقوه عليه،ثم يتحدث عن قصة حدثت له عند ارتياده أحد الموارد المائية في الصحراء، فقد تعرض لموقف صعب وشارف على الهلاك أن لم يكن هلك بالفعل، بدءاً من البيت التالي: محى الله قيدٍ غرني من زمالتي منين واثر حدا المناين باد فالأبيات تدل على أن الشاعر قد عقل راحلته وأثناء اقترابه من المورد بقصد اجتذاب الماء طارت حمامة من ذلك المورد فأفزعت الراحلة وكان من سوء حظ الشاعر أن جزءا من القيد قد لحق به تلف فلم يقاوم قوة الضغط من قوائم الراحلة التي انطلقت مذعورة في الصحراء وأثناء عدوه خلفها تعرضت قدمه لإصابة نزفت على إثرها الدماء وأعاقته عن اللحاق بالراحلة فبقى وحيداً يرثي نفسه بعد أن شارف على الهلاك بعد أن أوصى في قصيدته أن يوضع على قبره ثماني صفائح لا تتعرض للتلف يستدل بها عليه،عسى أن تمر به ضعائن البدو فتذكره بما كان يشتهر به من كرم،ثم يختم قصيدته مشبها الدنيا بمورد ماء يرده الجميع ويصدرون عنه وأنها لا تدوم لأحد. هوامش: 1-جاء عند منديل الفهيد(رحمه الله): الايام بذني وبذن هجرس وشداد بذنه وقبله عاد نهار وليل ذا لذا طروده غدن بلذاتي وهن اجداد 2-روي لي هذا البيت هكذا: صدرت وعلقت دلوي بمنكبي وخليتها لورد ٍ دلاه اجداد وهو دوك يا من هو عليه مشارف صقور ٍ وغربان ٍ وفيه حناد