أيا من لورقاً تالي الليل روجعت بجبارة ٍ فيما علا من فروعها تغني بصوت لا دري عن مصيبه او البين شاظ ٍ لامها عن ربوعها فذارت عن عيني كرا النوم مثلما تذير من عين الجوازي رتوعها فقلت لها ان كنتي تغنين طربه فلابد عيناك ان تجارا دموعها فان كان غاضك فايت ٍ فات ما انثنى إلى حيث يدعي البرايا رجوعها مضى ذا ويا غادي على عيدهيه جمالية ٍكثر السرا ما يصوعها عليها ابن غميزان الهتيمي مهذب منقل امثال ٍطريف ٍسموعها تنوقتها يوم ٍ وتلفي جماعه جميلية ٍ رد النقا ما يروعها حموا فرعة الهدار بالسيف والقنا وشم ٍ شغاميم ٍتغارا طلوعها فاختص غنام منى هاشل الخلا الى سنتة قل الجدا من رموعها ومنوة خطار ٍ لفوا عقب هجعة مقاديمها تشكي حفاها وجوعها يرحب بهم بتحية ٍثم ينثني ينبه بيضاً بالعشا في سروعها ويثني لهم بتحية ٍولباقه ونفس الفتى تعتاد ما في طبوعها وقل له شكواه الذي دز صوبنا الى الله شكواً ما قصى من صروعها شكا قبلك الزغبي ذياب بن غانم مطفي من نار المعادي طلوعها(1) مقدّم من غلبا هلال آل عامر منسلت من ارقاب المعادي دروعها شكا قل سمعٍ والضروس تناصلت وعينيه ماله من قداها دموعها وزهدت فيه البيض ثم اتركنه وهو كان ستر البيض عن ما يروعها (2) وقبلك شكا ريف المقلين أجود مقدم اسلاف ٍكبار ٍجموعها(3) فمن عاش بالدنيا لو بسطت له فلا بد ما يشكي الردى من قطوعها فليت الصبا يا أباحسين جلوبه بسوق الغلا يحكم علينا بيوعها(4) ونشريه بارقاب الزناجا وسبق وباموالنا واللى بقى من خلوعها ولكن ما قد فات ما عاد ينثني الى حيث ينصب للبرايا شروعها وصلوا على خير البرايا محمد عدد ما اضا برق ٍتلالا لموعها صلاة ٍوتسليم ٍوازكى تحيه من الله ما أذن لشمس ٍطلوعها الشاعر: جاء بخط غير واضح عند سليمان الدخيل في "مخطوط كتاب البحث عن أعراب نجد وما يتعلق بهم" ان اسمه "عبد الله ابن زيزير" وأعتقد أن الاسم مصحف عن (زنيرير)من (زنر) كما نجد في بيت من قصيدة (غنام بن رشود الجميلي) دلالة على أن شاعرنا من"أولاد بدر" الذين منهم بادية ومنهم من استقر في القرى: من أولاد بدر ٍ شمعة البدو والقرى الى شب من نار المعادي شموعها حيث وجه غنام قصيدته إلى( حماد) فقاضاه شاعرنا (ابن زنيرير) والأرجح انه ينتمي إلى نفس قبيلة (حماد) الذي هو من (أولاد بدر) والنسب إليهم (بدري)وهي قبيلة من (بني وائل) لها تواجد في (وادي نعام وبلدة الحريق) في القرن الحادي عشر الهجري ،و عصر شاعرنا مقترن بعصر غنام الجميلي ،أي من أهل القرن الحادي عشر الهجري والذي تطرقنا له في مقال سابق (يمكن الرجوع له)، كما أن مسير النجاب الذي حدده كلا من الشاعرين يتفق مع المسافة بين الافلاج ووادي نعام فالنجاب ينطلق صباحاً ولا يصل إلا في صباح اليوم التالي أو في مساءه حيث يقول غنام الجميلي: فدع ذا ويا غادي على عيدهية جمالية يطوي الزيازي هبوعها وصابحت او ماسيت عنا جماعه كرام اللحا رد النقا ما يروعها كما ان قول الشاعرين(عنا جماعه) (وتلفي جماعه) يدل على انتسابهم جميعا إلى أصل واحد وهذا ما يؤكد قول علماء النسب. دراسة النص: لم يورد هذه القصيدة غير سليمان الدخيل والآخرين نقلوا عنه(5)، والقصيدة تأتي رداً على قصيدة سبق وأرسلها غنام بن رشود الجميلي ، وقد اختار شاعرنا مدخلاً جميلاً لقصيدته حيث ناسب بين قصيدة الشكوى وبين الحمامة الورقاء التي يعز عليه ان تردد صوتها الشجي الحزين بعد ان نام الجميع مما أثار قلق الشاعر وأجفل النعاس عن عينيه ولا يعلم ان هناك مصاباً أصابها او أنها فارقت منازلها، ثم يوجه خطابه لها ان كان هذا الصوت طرباً فإنه سيأتي يوماً وتبكي حزناً وان كان حزناً على فراق فما ذهب لن يعود، لينتقل بعد ذلك لمخاطبة النجاب الذي سماه (مهذب بن غميزان)والذي حمله قصيدته وحدد مسيره بيوم إلى أن يصل قبيلة (جميلة)وهي القبيلة التي لا يرهبها إعلان الحرب عليها، وقد حدد مكان سكناهم في (وادي الهدار) وهو مازال معروفاً بهذا الاسم في منطقة (الافلاج)، ثم يخص غنام والذي هو في سنة القحط مقصداً للضيوف القادمين بلا موعد في وقت متأخر من الليل بعد أن أرهقهم الجوع وحفيت أقدامهم، فيستقبلهم مرحباً، ويوقظ زوجته لتولم لهم العشاء على وجه السرعة، ثم يعود لهم باشاً مرحباً وهذا طبع أصيل في نفسه قد اعتاد عليه، ليدخل إلى موضوع القصيدة وهو الرد على مشاكاة غنام التي أرسلها ومنها قوله: وقل له كبدي من زمان وجيعه وذا اليوم ارى قد بان عني صدوعها وقل له راس العود مني قد انحنى والاذنين مني قد حلوا سموعها فنجد شاعرنا مواسيا ل(غنام) يقول إلى الله عز وجل المشتكى من مشاكل كبر السن ، وانه قد سبق غنام في الشكوى من ذلك فارس بني هلال (ذياب بن غانم الزغبي)الذي شكا من ضعف السمع والبصر وانخلاع الأضراس، وكيف أن النساء قد أعرضن عنه بعد أن كبر سنه وقد كان فارسهن وحامي ذمارهن، وكذلك شكا منه(أجود بن زامل)وهو الحاكم المشتهر بالكرم، مؤكداً على ان هذه هي سنة الحياة، ولو أن الصبا سلعة تجلب وتباع لدفعت الموالي والخيل والأموال ثمناً له. هوامش: 1-يحمل هذا البيت دلالة من القرن الحادي عشر الهجري تؤكد المتواتر من الروايات في الجزيرة العربية والروايات في ليبيا وتونس، من أن ذياب بن غانم من قبيلة زغبة من بني هلال وليس كما ورد عند ابن خلدون من انه من بني ثور. 2-يشير الشاعر إلى قول ذياب بن غانم في بعض الروايات: لا وا سنوني من جماتي تناصلت لا وا دماغي تقل لقمة زاد ويشير أيضا الى قصة ذياب بن غانم مع المرأة التي سمعت عن فروسيته فدفعت جمالها ثمناً لمن يريها ذياب فوجدته وقد كبر سنه على غير ما توقعت ان تراه فقالت: لا وا جمالي يا ذياب بن غانم ما عاد لي يوم الرحيل جمال لانته بزينٍ تعشق البيض زينك ولا من ذرا قومٍ ولا لك مال ومع ذلك لم يسكت لها ذياب بن غانم بل رد عليها بقوله: حنا اليا شبنا غدينا عوارف واخذت من شبانكن غزال وانتن ليا شبتن غديتن سوارف ولا فالكن للطيبين بفال 3-في هذا البيت دلالة على أن أجود قد عمر وقد تجاوز التسعين تأكيداً لمن حدد مولده في عام 820ه. 4- دلالة على ان غنام يكنى بابي حسين وبالتالي اسمه(ابو حسين غنام بن رشود الجميلي). 5- أقول :وهذا يؤكد ما نادينا به سابقاً بأنه مازال هناك مصادر مطوية في العراق نقل عنها سليمان الدخيل ولم تصلنا حتى اليوم.