مقامك في دار الهوان هبال فقم قام ناعي في جداه نوال بهون فراعي الهون ما نال طوله وصيور تنهات النوال سوال وكن لشدات المعاني مصادم فلا كدر الا مقتفيه زلال وكم شدة تلفيك الى حد راحه وكم راحة تازي عليك وبال وكم عايل ٍ دوم يخلا مخافه ومستسلم ٍ دوم ٍ عليه يعال وكم ترى البرجوس يخشى وكم ترى نعاج الخلا يعبا لهن حبال وكم قاعد ٍ في غرس ابوه وجده وقد زولوه العالمين وزال وكم واحد ٍ ما تطا الناس حبله وكم اعضد وصار طريق نعال فلا تكره الاخطار يا ناس خيافه فمن قدر الباري زواله زال الاقدار ما عنها انهزام وكلما تعدل ولو طال اعتداله مال يجيك على غير اختيارك حوادث مقدر ٍ منها فوادك ذال وكم قاعد ٍ بالظل قد زال ظله وياقاعد ٍ بالشمس جاك ظلال فلا تكن مفراح الى نلت طوله جزوع ٍ الى يوم نبا بك حال ومن يطلب العليا ترى فيه شاره مع الصبر ما الغالي عليه بغال ولا طلب العليا بيدني منيه والاعمار تفنى لو بقن طوال وكل ٍ على ما قدر الله والفتى من العمر له رزق ٍ عليه يهال فكم جلعد ٍ راعي شبور قصيره عن الجود ماجود ٍ جداه محال يعيش على رزق ٍ قصير وكم ترى اخا الجود في نعما مقامه حال وليس يلام امرئ على بدعه الثنا وكفيه من غالي القماش خوال له العذر لام الله رجل ٍ يلومه وسيع الى ما عاد داه هزال يلام الذي يتلي الردا ما يبي الثنا وعنده من جل الفوايد مال ينميه ما يلهيه شن عن حسابه ولامنه يوم ٍ قد صخا بخلال ارث لاعدا عدو ٍ ولو بقى له حفرة فيها التراب يهال الشاعر: جاء في تقديم هذه القصيدة "مما قال رميزان التميمي" هو رميزان بن غشام من آل بو سعيد من آل مزروع من بني تميم من شعراء القرن الحادي عشر الهجري حيث تولى إمارة روضة سدير في عام1057ه وتوفي عام 1079ه.ويعد من أقدم الشعراء ولا يكاد يختلف على عصره وشعره اثنان،لتواترها وتدوينها. مناسبة القصيدة: يبدو من سياق النص أن هناك من تحدث عن الشاعر بما يسيء في مجلس من سماه (ناصر) وبالتالي قال شاعرنا هذه القصيدة دفاعاً عن مبادئه واعتزازاً بنفسه وقبيلته بدلالة قوله: فيا مخبر ٍعني منى الضيف ناصر إلى قل من غبر السنين خيال لجا الغيض مني بالحشا يوم قيل لي عدوك في نادي صديقك قال بك الزور قراض القفا بالنقايل وترى كل ماله من بلاده ضال دراسة النص: الأبيات مجتزئة من قصيدة تبلغ ثلاثة وستين بيتاً وفقاً لما جاء في مخطوط لجامع مجهول وقد قسم الشاعر قصيدته الى جزءين جزء يندرج تحت الحكمة وهو ما أوردناه وجزء يندرج تحت الفخر واعتزاز الشاعر بنفسه وقبيلته،وقد استهل الشاعر قصيدته مخاطبا شخصاً مجهولاً وهو أسلوب يتبعه الشعراء لجعل الخطاب مفتوحاً وكأنه موجه لكل شخص وكأنه المعني بهذا فيما هي في حقيقتها إيضاح لمبادئ وقيم يؤمن بها الشاعر يريد أن يؤكدها للمتلقي قبل أن يدخل إلى غرض القصيدة،فالشاعر يؤكد أن ليس من العقل والحكمة أن يقيم الشخص في مكان يجد فيه الاهانة، ليتخذ الخطاب صيغة النهر والأمر بالمغادرة أو الموت طالما ينتظر نوالاً فمن رضي الاهانة لن يدرك مجداً ولن يعدو طلب النوال أن يكون سؤالا ليحثه على مواجهة الشدة مؤكداً ان الفرج بعد الشدة وان تحمل الصعاب هو الوسيلة الناجعة لإدراك لين العيش بينما من يطلب الراحة في البداية ستصبح وبالاً عليه ،ثم يتحدث بلسان عصره الذي يرى أن لا حياة إلا لقوي فمن يتجاوز على الناس ويعتدي عليهم سيجد أنهم يخافونه ولا يعتدون عليه،فيما الشخص المسالم الذي لا يفعل ذلك سيأتي من يعتدي عليه ويسلبه حقه، فكثير ممن كان مسالماً مستقراً في أملاك آبائه وأجداده قد أتاه أناس أخرجوه منها،ومؤكداً على تقلبات الزمان بين القوة والضعف والتي لم يسلم منها أحد فكثير من الناس كان عزيزاً قوياً مرهوب الجانب ثم وطأته الأيام فأصبح أهون من الطريق تحت حذاء سالكه،فلا يجب تجنب صعاب الأمور خوفا منها فما قدره الله واقع لا محالة فالأقدار ليس للإنسان منها مفر والحوادث لا تأتي اختياراً وإنما هي مقدرة ومن سنة الحياة التغير والتحول بين الشدة واللين والأهم في كل ذلك أن لا يفرح الإنسان بمجد أدركه ولا يجزع من شدة أصابته،كما أن من يطلب العلا يعرف من صبره وتضحيته بالغالي والنفيس وهي لن تكون سبباً في موته قبل أجله المحتوم،ويضرب مثالاً للرجل البخيل الذي لا يرجى منه خير فمهما عاش في سعة من الرزق فهي فترة قصيرة وإنما الكريم هو من يتنعم بالعيش،ولا يلام الإنسان الذي ينظم قصائد المدح وهو لا يملك شيئاً من مال وإنما يلام من يتبع الهون ولا يريد السمعة الطيبة وهو يملك الأموال التي ينميها للورثة وليس له منها في النهاية سوى التراب .