لا شك ان وصول الهلال الى ثمن نهائي دوري ابطال آسيا قبل نهاية مرحلة المجموعات بجولة واحدة وفوزه قبل ذلك بلقب دوري (زين) قبل نهايته بثلاث جولات يؤكد تميز هذا الفريق محليا وخارجيا. ليس من السهولة على اي فريق ان يحسم لقب بطولة تشارك فيها فرق من العيار الثقيل مثل الاتحاد والشباب والنصر والاهلي وغيرها من فرق دوري (زين) السعودي للمحترفين، ولا نظن ان تجاوز مرحلة والانتقال الى اخرى في مسابقة كبيرة كدوري ابطال آسيا تتنافس فيها فرق محترفة تنتمي الى دول متقدمة كرويا وقبل جولة من النهاية بالامر الهين. هناك بعض المجموعات لا يزال الصراع فيها محتدما وملتهبا من اجل خطف بطاقتي التأهل مثل فرق المجموعة الثانية التي تضم الاتحاد وفرق المجموعة الثالثة التي من بينها الشباب، لذلك عندما نشير الى تميز الهلال وافضليته بعد النتائج الايجابية التي حققها آسيويا مع فرق المجموعة الرابعة والتي اهلته للصدارة والعبور الى المرحلة الثانية فاننا لا نكذب او نتجمل. الهلال اصبح فريق (غير) وبات يختلف عن الآخرين وذلك بفضل العمل الاحترافي الذي انتظم صفوفه على كافة المستويات وحرص ادارة الامير عبدالرحمن بن مساعد على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. مدرب الفريق البلجيكي غيرتس الذي يعتبر من افضل المدربين الذين عملوا في السعودية تعايش مع الاجواء الجديدة بسرعة ونجح في توظيف امكانات لاعبيه بشكل جيد واحدث نقلة نوعية في مستوى واداء الفريق وذلك بفضل التجاوب والتعاون الذي وجده من الجميع . ويتفق الكثيرون على ان مدير الفريق سامي الجابر يعتبر من اكبر المكاسب التي قدمتها الادارة الحالية واكد خلال الفترة التي عمل فيها انه من المدراء المتميزين الذين يتمتعون بقوة الشخصية ويدركون مهام ومتطلبات عملهم بشكل احترافي. التعادل الذي خرج به فريق الاتحاد 1-1 مع ضيفه الاوزبكي بونيو دكور في الجولة الماضية يصعب مهمته في الجولة الاخيرة امام الاستقلال على الرغم من احتلاله المركز الثاني وربما يطيح به من المنافسة الآسيوية. في البطولات التي تلعب عادة بنظام الذهاب والاياب يشكل الفوز على الارض مسألة مهمة للاستمرار في المنافسة واذا افتقد أي فريق لهذه الخاصية فإن مصيره لن يكون بأفضل من مصير الاهلي السعودي والجزيرة الاماراتي. وقبل ان يحين موعد مباريات الجولة الاسيوية الاخيرة لمرحلة المجموعات في السابع والعشرين من ابريل الجاري سنكون على موعد بعد غد الثلاثاء مع (ديربي) العاصمة بين الهلال والنصر في ذهاب نصف نهائي دوري الابطال على كأس خادم الحرمين الشريفين. واللقاء هذه المرة سيكون مختلفا شكلا ومضمونا عن غيره من اللقاءات السابقة ولن يخلو من الندية والقوة والاثارة كما هو متوقع، فالنصر المحبط سينزل بثقله لمداواة جراحه ومصالحة جماهيره بعد خروجه المذل من البطولة الخليجية والهلال المنتشي لن يقبل بالجلوس على الرصيف في أي بطولة قبل ان يصل لمباراتها النهائية او يفوز بلقبها. الم أقل انها ستكون قمة مختلفة هذه المرة؟.