أكد رئيس قسم الهندسة الميكانيكية، مدير مركز التميز للتعاون البحثي مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور عمرو القطب في حديث ل "الرياض" أن الجامعة هي الجهة التعليمية الوحيدة في الشرق الأوسط التي نجحت في عقد تعاون بحثي مشترك مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المصنفة في المركز الأول عالمياً في مجال الهندسة والتقنية. وأشار إلى أن رؤية جامعة ام أي تي هو نشر التقنية في أنحاء العالم واختيار أفضل جامعة من كل منطقة أو دولة، وزاد: تهتم أم أي تي بنقل العلم والتقنية بفعالية حفاظا على سمعتها، واختيار جامعة الملك فهد جاء بناء على خبرتها البحثية، الاستعداد في استقبال التقنية بشكل فعال، الامكانيات البشرية والمادية، الاجهزة والاستعداد الذهني لتقبل أفكار الآخر والاستعداد للتغير بين منسوبي الجامعة. وأضاف الدكتور عمرو القطب خلال ورشة عمل نظمتها الجامعة مؤخراً بالتعاون مع MIT بعنوان "إدارة المخاطر في تطوير وتصميم المنتج، أفضل التجارب والتحديات الحالية"، أن الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية توازي أضعاف إنتاج البترول"، مشيراً إلى أن عدم وجود تقنية تجعل من الطاقة الشمسية ذات جدوى اقتصادية، مشيراً إلى أن مركز التميز البحثي يسعى لايجاد تقنيات تخفض من تكلفة إنشاء محطات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية ويسعى للبحث عن تقنيات جديدة لتحلية المياه مخفضة لاستهلاك الطاقة بشكل كبير مما يؤدي إلى تخيفض في تكلفة إنتاج المياه لتصل قيمة المتر المكعب من المياة إلى أقل من 100 هللة. وزاد: نحاول إيجاد تقنيات تخفض من تكلفة إنشاء محطات توليد الكهرباء بالطاقة الشمية لتصل إلى الربع أو الثمن بحيث تصبح جاذبة للاستثمار وذات جدوى اقتصادية. وفي سؤال عن تقنيات خاصة ببيئة المملكة، قال د. القطيب: "إن خصوصية المشاريع بين الطرفين تركز على التقنيات التي تناسب طبيعة المملكة مثل تقنية الطاقة النظيفة في تحلية المياه التي تناسب طبيعة مياه الخليج والبحر الأحمر وتقنيات الطاقة الشمسية التي تناسب ظروف المملكة العربية السعودية المناخية والبيئة. مضيفاً إلى أن صفائح الطاقة الشمسية تتأثر بالغبار وتتسبب في انخفاض في أداء الصفائح الشمسية مما يؤدي إلى هبوط إنتاج الكهرباء وينتج عن ذلك خسائر كبيرة بسبب الغبار والبحث في تقنيات حديثة تمنع التصاق الغبار في الألواح الشمسية التي تقاوم نوع الغبار وكثافته والتركيب الكيميائي والتركيز على أحدث التقنيات في النانو والانتقال الحراري وعلم المواد". وفي ختام حديثه أكد د. عمرو القطب "أن كل المشاريع عبارة عن أداء لنقل التقنية وثقافة البحث العلمي واهم مخرج تغيير ثقافة البحث العلمي الحالي إلى ثقافة بحث علمي نحو الابتكار وتطوير التقنيات المفيدة". الجدير بالذكر أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقعت اتفاقية تعاون بحثي وأكاديمي مع MIT في 14 حزيران (يونيو) 2008 بعد عامين من التفاوض، وتضمنت الاتفاقية القيام ببحوث مشتركة بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب من كلتا الجامعتين وذلك في مجالي تحلية المياه والطاقة المتجددة وتقنية النانو والتصنيع، إضافة إلى التعاون الأكاديمي لاستحداث وتطوير مواد من شأنها إثراء الجانب الإبداعي في التصاميم الهندسية ودمج التخصصات المختلفة ويشارك حالياً 200 باحث موزعين بالتساوي بين الجامعتين على أن يستمر لمدة سبع سنوات يقوم خلالها الباحثون بالانخراط في 16 مشروعاً بحثياً وثمانية مشاريع أكاديمية. ويهدف هذا التعاون إلى نقل التقنية الحديثة في المجالات الحيوية للطاقة والمياه من خلال تنفيذ المشاريع بمشاركة الباحثين من الطرفين حيث تسعى الجهود البحثية إلى استحداث تقنيات حديثة ومتطورة تسهم في تحسين أداء وتخفيض تكلفة إنتاج الطاقة والمياه، إضافة إلى التحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة والتقنية ونشر المعرفة والتقنيات المتطورة في المجتمع السعودي, ويتضمن التعاون المشترك بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة MIT إلى تبادل الزيارات التي تتيح الفرصة لباحثي وطلاب جامعة الملك فهد لإجراء البحوث والتجارب العلمية في MIT وكذلك لتعميق الاستفادة من التعاون في نقل التقنية بفاعلية عالية، حيث يتاح للباحثين الاطلاع على أحدث التقنيات في المجال البحثي والتدريب على مختلف الأجهزة المتطورة والاستفادة منها للخروج بتقنيات مستحدثة وذات فائدة كبيرة، كما يتيح ذلك للباحثين التدرب في مجال تطوير صناعة الطاقة والمياه على المستوى العالمي، ويعد هذا التعاون من أنجع السبل الحديثة لنقل وتوطين التقنية في المملكة العربية السعودية ويحدث نقلة نوعية في نشر العلوم الحديثة في المجتمع السعودي.