" أعتذر للآباء والأمهات فما كان مقبولاً أن يراني أبناؤهم وأنا أنطح اللاعب الإيطالي بحركة رياضية غير لائقة " كلمات قالها اللاعب الفرنسي ذو الأصول العربية زين الدين زيدان في لقاء تلفزيوني عقب حركته الشهيرة التي طرد بسببها في المباراة النهائية لمونديال 2006 أمام منتخب ايطاليا. وبقدر اعتزازنا بالعديد من نجوم الوطن المضيئة التي أعطت صورة حسنة عن الرياضة ودورها الكبير في تربية النشء، إلا أن هناك قلة أخرى لا تدرك مسؤوليتها تجاه المجتمع خاصة الصغار والنشء الذين رسموا في مخيلتهم صورة إيجابية عنهم، وصاروا يقلدونهم في تصرفاتهم المسيئة. ولا يدرك هؤلاء النجوم أنهم غرسوا من خلال سلوكياتهم مبادئ وقيما رديئة في نفوس الكثير من معجبيهم من النشء. وللتدليل أتذكر أن أحد الأصدقاء اتصل بي قائلاً بحسرة " ماذا أقول لأبنائي عن نجمهم المحلي المحبوب وقد قام بهذا السلوك المشين؟!. أنا من اشترى لهم فانلاتهم الرياضية التي تحمل رقم اللاعب." الأطفال يقلدون النجم في حركاته وتصرفاته حتى طريقة لبسه لملابسه ليست الرياضية فقط. وهناك جمعيات إنسانية ترى أن النجم وسيلة سريعة وفاعلة لإيصال رسائلها وتحقيق أهدافها، وبالتالي تستعين بالنجوم المحبوبين المشهود لهم لأجل هذا الغرض. هل سيكون ولي الأمر سعيداً وأبناؤه يشاهدون بعض النجوم يرتكبون مخالفات مرئية ومسموعة. أحد اللاعبين قام واقفاً على قدم واحدة تدوس على رأس لاعب من الفريق المنافس !!، وآخرون ارتكبوا مخالفات لا تقل فظاعة. الكذب والتمثيل صار صفة لبعض النجوم للحصول على ركلة جزاء غير شرعية أو ركلة حرة غير مستحقة، حتى أنهم يحاولون التأثير على الحكم لأجل طرد لاعب منافس. الطلاب في المدارس يتأثرون بما يرونه وما يسمعونه فتجدهم يقومون بنفس الحركات والسلوكيات السلبية التي اكتسبوها من نجومهم. هل هذا هو دور النجم؟!. اللاعب سفير لبلده وهل نعتقد أن من يتابع الدوري السعودي تتكون لديه انطباعات إيجابية عن المجتمع السعودي؟!. أشك في ذلك. هذا الكذب غير شائع في الملاعب الأوروبية فلماذا ينتشر لدينا وهل عاداتنا وثقافاتنا تسمح لنا بذلك؟. اللاعب الخلوق ماجد عبدالله صوب تجاه المرمى ودخلت الكرة المرمى فأشار حكم المباراة بيده تجاه منتصف الملعب مع صافرة طويلة محتسباً الهدف. نفس اللاعب - وليس حارس المرمى - اتجه إلى الحكم وأخبره أن الهدف غير صحيح وأن الكرة دخلت من الجانب بسبب قطع في الشبكة الجانبية. وبالفعل تم إصلاح الشبكة وإلغاء الهدف!. كيف سنقارن هذا التصرف الرائع بما يقوم به بعض النجوم اليوم من كذب. إبننا وأخونا اللاعب، أنت فرد منا وعضو في مجتمعنا وقد أنعم الله عليك بالشهرة التي قد تكون نقمة عليك فاحرص على النهوض بمجتمعك خاصة النشء وكن لهم القدوة الحسنة. وعليك أن تدرك أنك ملك لجماهيرك وأن سلوكك وتصرفاتك محاسب عليها من ملايين المعجبين، فبادل حبهم لك بحب أكبر واستشعر دورك النبيل تجاههم. دعهم يتذكرونك بكل خير واعلم أنهم سيكبرون وسيقيمون ما كنت تقوم به من أعمال وعندها سيستمر الإعجاب بك أو سينتهي، وعندها تكون خاتمتك غير حميدة حتى ولو كنت نجمهم السابق الذي تسعدهم أهدافه.