الدمام – نعيم تميم الحكيم رؤساء الأندية: نوعي لاعبينا، والمسؤولية مشتركة مع الجهات التربوية والإعلامية اللاعبون : لغة التعميم مرفوضة والتصرفات المخلة حالات فردية وشاذة الحبيب: برنامج لنشر القيم الأخلاقية من خلال الرياضيين قريباً طالب تربويون الرئاسة العامة لرعاية الشباب بضرورة التصدي بحزم لتصرفات بعض اللاعبين التي رأوا فيها هدما للقيم الأخلاقية والتربوية . وأشاروا في خطاب تم رفعه لمدير مكتب رعاية الشباب في محافظة جدة حصلت «الشرق»على نسخة منه إلى أنهم لاحظوا تهاوناً من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجاه «القصات الغريبة» التي يظهر بها لاعبو كرة القدم في مبارياتهم مما يشكل هدما للقيم التربوية التي تسعى المؤسسات التربوية لترسيخها في نفوس النشء. وأضافوا في تقريرهم « إن لاعبي كرة القدم بحكم بروزهم يعتبرون قدوة للنشء الذين يقلدون حركاتهم وتصرفاتهم لذا فإن خروج اللاعبين على شاشات التلفزة بقصات وحركات (كالضرب باليد من لاعب على أرداف الآخر وغيرها من التصرفات غير اللائقة) التي تهدد القيم التربوية المستمدة من شريعتنا الإسلامية التي هي أساس هذا الوطن ودستوره حيث تنص المادة السابعة من نظام الحكم «يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة». وطالبوا في خطابهم الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تساند مؤسسات التربية بدلا من غض الطرف عن تصرفات بعض اللاعبين اللذين خرجوا في بعض المباريات بقصات شعر غير لائقة، وتصرفات غير مقبولة ثقافيا واجتماعيا وتربويا تهدم ما تربى عليه النشء في المؤسسات التربوية وفقا لنظام الحكم في مادته الثالثة عشرة «يهدف التعليم إلى غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء، وإكسابهم المعارف والمهارات، وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم، محبين لوطنهم، معتزين بتاريخه» . معتوق الشريف وأعربوا عن أملهم في أن يكون هناك تحرك من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب قريبا، لاسيما من قبل مكتب جدة حفاظاً على القيم الاجتماعية والتربوية والإنسانية . وضمت قائمة التربويين مدير إدارة الإرشاد الطلابي في تعليم جده سابقا رئيس مركز حي الصفا التابع لجمعية مراكز الأحياء سالم عبدالله الطويرقي، ووكيل مدرسة عبدالرحمن الداخل الثانوية في جدة معتوق عبدالله الشريف، والمشرفين التربويين خالد الحربي، سعيد الحربي، صالح الغامدي، والمعلمين عدنان الجهني، أحمد ناصر، مازن غبره، إبراهيم السلامي، حجي الشمراني. ساهر الرياضي ماجد قاروب وعلق رئيس اللجنة القانونية في الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور ماجد قاروب على الشكوى قائلاً «أية شكوى تتضمن نقدا بناء وهادفا يسعى للإصلاح والتطوير ويتفق مع القوانين واللوائح ولايتعارض مع خصوصيتنا الإسلامية بالقدر الكافي واللازم للممارسة الرياضة وفق المعايير فهو محل ترحيب المسؤولين في الرئاسة وأولهم أمير الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد الذي قال عندما استلم منصبه «أنا خادم لكل الشباب في المملكة»، مؤكدا أن الشكوى إذا تضمنت لفت النظر لخلل ما فسوف ينظر لها ويتم العمل للحد منها. وكشف قاروب أن الرئاسة تعكف حاليا على تطوير لائحة أطلق عليها مسمى «ساهر لضبط مخالفات الوسط الرياضي» مفيدا أن هذا النظام يتضمن تطوير لائحة الانضباط لتطبق في العام المقبل، مشيرا إلى أنهم يعملون على تطوير عدد من اللوائح لتتفق أو تقترب أكثر مع اللوائح الدولية والعالمية، مشددا على أن هدفهم من التطوير «الوصول بالرياضي السعودي إلى أن يتعامل بلغة واحدة وهي لغة القانون الدولي المطبق إلزاما في جل ومعظم مبادئه من خلال الاتحادات الدولية والقارية في كل دول العالم وهو ماسيتعود عليه الرياضي والمشجع السعودي». مفهوم الرياضة وأشار قاروب إلى أن اللوائح ستطبق لتعزيز وتأكيد مفهوم الرياضة الذي يشدد على القيم والأخلاقيات والمثل العليا، وتؤكد على التنافس الشريف وعلى أخلاقيات اللعب. ودعا قاروب الأندية الرياضية ومسؤوليها للقيام بدورهم ومحاربة كل عمل مخل وفرض قيم الانضباط والاحترام والسلوك القويم ومنع الأفعال العنيفة والسلوك العنيف والاعتداء ومحاولات الاعتداء. وأبان قاروب أن اللوائح تمنع أيضا دخول من عليهم شبهات أو أحكام قضائية للوسط الرياضي وتجرم محاولات التأثير على النتائج والتلاعب فيها وتمنع كل أنواع الغش والتزوير والتدليس. محاربة الفساد وطالب رئيس اللجنة القانونية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، الاتحادات الرياضية في كل أنحاء العالم بما فيها المملكة محاربة أي نوع من أنواع الفساد الأخلاقي والمالي والإداري والسعي لتعزيز ثقافة الاحترام والقانون والانضباط والأخلاق الحميدة، مشيرا إلى أن هذا أمر ينعكس من قضاة الملاعب وهم الحكام والمراقبون وأيضا أعضاء اللجان القضائية وخاصة الانضباط والأخلاق إذا تحدثنا عن رياضة كرة القدم، داعيا لضرورة تكاتف الجهود لنشر المبادئ الأخلاقية واحترام القانون في الوسط الرياضي . الأخلاق الرياضية عبدالعزيز المرزوقي و أكد رئيس لجنة الأخلاق واللعب النظيف في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ورئيس نادي الاتحاد سابقا الدكتور خالد المرزوقي على دور الأندية في تكثيف الحملات التوعوية وجعل شعارهم الوحيد «معا للعب النظيف» بهدف محاربة التعصب والاحتقان بين الجماهير، وأبان المرزوقي أنهم سبق وناقشوا في لجنتهم عملية رزع الأخلاق الرياضية والتنافس الشريف كمفهوم ليس بين اللاعبين فحسب وإنما لكافة فئات المجتمع الرياضي. مشيراً إلى أن رزاعة مثل هذه الأمور تحتاج لوقت ولابد أن يتعاضد الوسط الرياضي والتربوي مع كافة وسائل الإعلام لتطبيق هذه القيم والأخلاق الحميدة، مشددا على دور رؤساء الأندية في إشاعة مفهوم اللعب النظيف ومفهوم اللاعب القدوة. الالتزام بالقيم ودافع رؤساء الأندية عن أنفسهم حيث أكد رئيس نادي الاتحاد اللواء محمد بن داخل الجهني أن ناديه يشدد على لاعبيه بضرورة الالتزام بالقيم والأخلاق وتعليمات وأنظمة الرئاسة، مشيرا إلى أن لاعبي نادي الاتحاد ملتزمون .وأبان الجهني أن النادي يقوم بعمل محاضرات توعوية للاعبين ويؤكد عليهم بضرورة البعد عن القصات الغريبة والتصرفات غير المقبوله. واعتبر الجهني حركة اللاعب محمد أبوسبعان أنها خطأ غير مقصود ضُخم من قبل الإعلام، واللاعب اعتذر وبيَّن أنها كانت حركة عفوية، مشددا على التزام اللاعبين . تشديد العقوبات عبدالعزيز الدوسري ورفض رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري تحميل المسؤولية كاملة للنادي، مؤكدا أن الأندية تقوم بأدوارها لكن ماذنب النادي إذا قام اللاعب أثناء المباراة بتصرف غير مقبول. وأضاف « حتى لو تمت معاقبته فإن التصرف صدر وبالتالي فإن النادي سيظل مدانا» مشددا على أهمية تعاون كل الجهات وتشديد العقوبات». وخلص الدوسري إلى القول «مهما بذل النادي من الجهد في التوعية فإنه لايكفي كونه يعمل وحيدا، فالبيئة هي الأكثر تأثيرا في الشباب وهي من تساعدهم على استخدام الكلمات النابية والتصرفات غير المقبولة» ، وأشار رئيس نادي الاتفاق إلى أن تعميم العقوبات على الجميع وعدم المجاملة سيساهم في القضاء على هذه الممارسات السلبية في الوسط الرياضي. توعية اللاعبين عبدالعزيز العنقري واتفق رئيس نادي الأهلي السابق عبدالعزيز العنقري مع رأي الدوسري بأن الأندية تبذل جهودا، لكن هناك قصورا من وسائل الإعلام في التوعية إضافة لعدم قيام اللجان المخولة بمحاربة ذلك بتطبيق اللوائح بشكل صارم عليهم جميعا، داعيا الأندية للقيام بدورها في توعية اللاعبين وأنها ركيزة أساسية في العملية التوعوية. لغة التعميم وأبدى اللاعبون استياءهم من لغة التعميم مؤكدين أن بعض التصرفات تصدر من قلة قليله ولاتشمل كل اللاعبين وقال الكابتن حسين عبدالغني «كل لاعب يحرص على تقديم صورة اللاعب النموذجي لكن شد المباريات والحماس الكبير لهما دور في زيادة التوتر» كما أن اللاعب مطالب بضرورة مراعاة القيم والأنظمة. موازنة التصرفات عيسى المحياني وأشار لاعب الاتحاد نايف هزازي إلى أن اللاعب يجب أن يدرك أنه قدوة ويسعى لموازنه تصرفاته، مشددا على دور النادي في التوعية قبل إنزال العقوبة، مرحبا بالمشاركة في أية حملات توعوية لمحاربة أي تصرف خارج عن الروح الرياضية . وأقر الكابتن عيسى المحياني بوجود بعض التصرفات لكنه أشار إلى أنها فردية ولغة التعميم على كل الوسط مرفوض، مؤكدا على ضرورة أن يكون هناك تعاون بين الرئاسة ووزارة التربية ووسائل الإعلام والأندية في التوعية مع أهمية معاقبة المتجاوز حتى نضمن عدم تكرار أي تصرف يخالف الشرع والعادات والقيم الأخلاقية . برنامج متكامل طارق الحبيب وكشف الاستشاري النفسي الدكتور طارق الحبيب عن تبنيه لبرنامج لنشر القيم الأخلاقية في الوسط الرياضي بالتعاون مع كبار نجوم الرياضة في المملكة سيعلن عنه في وقت قريب . وقال الحبيب ل «الشرق» :»أعمل حاليا بالتنسيق مع مجموعة من اللاعبين لإعداد برنامج متكامل لنشر القيم الأخلاقية من خلال اللاعبين».وأرجع سبب حرصه على هذا البرنامج كون اللاعبين يعتبرون قدوات للنشء بل هم أكثر تأثيرا في المجتمع لذلك لابد من استثمارهم بشكل صحيح بحيث يعكسون قيم وأخلاقيات الشباب المسلم. وشدد الحبيب على أن اللاعب عندما يكون قدوة في الملعب وخارجه فسيكون له أثر كبير على تصرفات الشباب والنشء، وأكد على أهمية تعاون الرئاسة مع باقي الجهات التربوية والإعلامية لتقديم اللاعب القدوة في تصرفاته وأخلاقه وتعامله ليعكس صورة إيجابية عن الوسط الرياضي . مستنكرا انتشارها .. المنيع ل الشرق: استمرار هذه التصرفات يجعل حضور المباريات مكروها استنكر عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع انتشار تصرفات مخلة بالأخلاق والآداب وخارج عن إطار الشريعة الإسلامية . وقال المنيع ل «الشرق» : «انتشار مثل هذه الأمور مؤشر خطير يدل على انحدار القيم والأخلاق وتحول الرياضة من التنافس الشريف إلى التعصب الأعمى ، وشدد المنيع على أن استمرار مثل هذه الظواهر التي تشكل خطرا على قيم وأخلاق أبنائنا في الوسط الرياض يجعل الحضور للمباريات أمرا مكروها، وقد يصل ليصبح الذهاب إلى الملاعب أمرا محرما نظرا لما يحدث من ممارسات سلبية من سب وشتم وقذف وحركات لا أخلاقية في بعض الأحيان». ودعا المنيع الآباء والأمهات لحسن تربية الأبناء، مطالبا العلماء والدعاة وخطباء المساجد والتربويين ووسائل الإعلام بالتصدي لهذه الممارسات السلبية في المجتمع الرياضي . مناديا الرئاسة العامة لرعاية الشباب بوضع عقوبات رادعة بحق كل من تحدث منهم تجاوزات غير أخلاقية سواء أكانت لفظية أم فعلية، مبينا أن التهاون في تنفيذ العقوبات أو التخفيف منها يؤدي إلى استفحالها وتمادي فاعلها.