دارت الجلستان الثالثة والرابعة من جلسات اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري الذي اختتم اعماله بنجران يوم السبت الماضي عن دور القطاع الخيري الصحي ومؤسسات المجتمع المدني في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، وعن التوعية والتثقيف الصحي، والتأمين الصحي. وتناولت المشاركات النسائية مواضيع الجلسات بكثير من الاهتمام والتحليل حيث استهلت المداخلات الاستاذة سميحة آل صمع التي تحدثت عن أهمية التثقيف الصحي، وأهمية متابعة التقارير، وإقامة مراكز ثقافية في كل مستشفى ومركز صحي، وبالنسبة للتأمين الصحي طالبت بوضع ضوابط صارمة حتى لا تتحول العملية إلى عملية نصب كبرى يقع المواطن ضحية لها. وطرحت الدكتورة عالية المعجل خلاصة ما توصلت اليه مع الدكتورة هويدا القثامي فيما يتعلق بالشأن الصحي في المملكة فقالت ان ثورة نظم المعلومات الصحية ومقاييس درجة الخطورة الاكلينيكية جعلت من امر التنبؤ بنتائج التدخلات العلاجية والجراحية احصائيا امرا ممكنا بحيث يطرح بين يدي المريض والمعالج نسب الخطورة والنتائج المتوقعة للمساعدة في اتخاذ قرارات طبية مبنية على المعلومات والبراهين لكننا نحتاج الى باحثين متفرغين ومتخصصين في الوقاية فهم من اهم مقومات التوعية الصحية بمعناها الشمولي المتكامل والذي يتضمن التثقيف الصحي للجميع قبل المرض وبعده، وطالبت بالمزيد من التنسيق بين قواعد البيانات المختلفة لكي تمثل نظم تسجيل وطنية تمكن المهتمين من الحصول على احصائيات دقيقة يبنى عليها قرارات صحية وتوعوية مناسبة. وطالبت مدير عام جمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان سامية بن عامر بتقديم الدعم اللازم للجمعيات الخيرية لانشاء الفصول الدراسية لمن ترعاهم من اطفال تحول ظروفهم الصحية او الاجتماعية دون تلقي التعليم الذي يحتاجونه كما ناشدت وزارة الصحة والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية إيجاد آلية تكفل لجميع المواطنين حقهم في الرعاية. من جانبها، انتقدت الدكتورة مي الخنيزي ضعف دور الجمعيات الخيرية في التطوع بالعمل الصحي ورأت ان التأمين الصحي لايزال في مرحلة الطفولة وهو يحتاج إلى عناية خاصة. اما الدكتورة نادية فنتيانة فقد دعت الى تطوير التأمين الصحي حتى يستطيع المرضى الحصول على الأدوية بشكل عادل، منوهة الى ان نظام التأمين القائم حاليا جعل من خدمات التأمين الصحي خدمات تجارية بحتة. أما بدرية العثمان مديرة مركز الأميرة جواهر لمشاعر الخير فطالبت بإضافة خدمات الرعاية الصحية للمسنات، وتمكين الجمعيات الخيرية من تقديم هذه الخدمة. وتحدثت بهية عبدالحميد من معهد الإدارة عن الجمعيات الخيرية وضرورة تطويرها بالنسبة لمجال الرعاية الصحية، ووضع قواعد معلومات يتم تبادلها بين المؤسسات الصحية، ومشاركة جميع أفراد المجتمع في الأيام العالمية الصحية، كما تحدثت عن حقوق المرضى ولائحتهم التي لا تصل للجمهور، ودعت إلى تثقيف المرضى وتوعيتهم صحيا. وتناولت المداخلات الأخرى حق المريض في التوعية والتثقيف وضرورة معرفته بالدواء الذي يتعاطاه، وأضراره ومضاعفاته، ايضا تناولت دور مؤسسات المجتمع المدني في المجال الصحي، وتقديم مشروعات صحية لكل مؤسسة كما دعت المداخلات إلى تشجيع الأوقاف الخيرية في المجال الصحي ودعم الجمعيات الخيرية، والعناية بصحة المرأة والأطفال، وتوعية النساء بكيفية الرعاية الصحية لأطفالهن، ونشر التثقيف الدوائي للمواطن خاصة في العلاج بالمضادات الحيوية وأدوية الاكتئاب.