راى راجموهان غاندي حفيد الزعيم الهندي الكبير المهاتما غاندي في الجدار والمستوطنات التي تبينها (اسرائيل) في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة «تعبيرا عن الظلم الواقع على الفلسطينيين وأنهما يوما سيزولان». وجاءت أقوال غاندي هذه خلال زيارة قام بها مساء أول من أمس الى قرية بلعين الفلسطينية التي انتهجت ومنذ خمسة اعوام، طريق جده المهاتما غاندي في مقاومتها للجدار الذي اقامته (اسرائيل) على ارضها سالبة الاهالي مصدر عيشهم، حتى باتت القرية نموذجا للنضال الشعبي ضد الظلم والاحتلال وسياساته التوسعية. وجاءت الزيارة في اطار جولة شاملة قام بها طيلة أول من أمس ولغاية الساعة الحادية عشرة ليلا وشملت مدينة الخليل وبلدتها القديمة لا سيما نقاط التماس مع المستوطنين والمنطقة القريبة من مستعمرة «كريات اربع»، ومدينة بيت لحم، وقرى نعلين وبلعين غرب رام الله. ورافق الضيف الهندي امين عام المبادرة الوطنية الدكتور مصطفى البرغوثي، حيث استمع لشرح مفصل من اعضاء اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار حول الفعاليات التي ينظمونها ضد الجدار والانجازات التي حققوها بفعل نضالهم الدؤوب، الى جانب دور المتضامنين الاجانب في هذا النضال الذي اثمر قرارا من المحكمة العليا الاسرائيليية بتغيير مسار الجدار واعادة مساحات واسعة من الارض لاصحابها. كما استمع لشرح مفصل حول الممارسات الاسرائيلية في قمع التحركات الشعبية، والتي تجلت في الآونة الاخيرة في حملة الاعتقالات الواسعة لكافة الناشطين في فعاليات مقاومة الجدار وبضمنهم منسق اللجنة عبدالله ابو رحمة، والعشرات من ابناء القرية. واثنى غاندي على نضال اهالي بلعين قائلا «أن أخبار بلعين ونضالها باتت معروفة في مختلف ارجاء العالم، وأن ما يجري هو نموذج للنضال الشعبي الجماهيري المعاصر»، واعداً بالعمل على من اجل ايصال صوت الشعب الفلسطينية الى كافة المناصرين للعدل واخراج العالم من سباته ازاء ما يجري في فلسطين، وحتى يكون له دور في استعادة الشعب الفلسطيني لحقه في الحرية والاستقلال والعيش الكريم. من جانبه، اعتبر البرغوثي: «أن زيارة غاندي لقرية بلعين خطوة ذات دلالات رمزية من جانب أحد أحفاد المهاتما غاندي الذي قاد نضال الهند للتحرير من الاحتلال والوصول إلى الاستقلال، كي يطلع على ما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في سائر الأراضي الفلسطينية من اعتداءات يومية من قبل المستوطنين المتطرفين وقوات الاحتلال». يشار الى ان اهالي بلعين وفي اطار فعالياتهم النضالية الاسبوعية قاموا مؤخرا بتجسيد شخصيات المهاتما غاندي والمناضل الاسود مارتن لوثر كينغ، والزعيم الجنوب افريقي نلسون مانديلا، بزيهم التقليدي، وساروا جنبا الى جانب امام التظاهرة الاسبوعية باتجاه موقع الجدار التوسعي قبل ان تعتدي عليهم قوات الاحتلال كعادتها بمختلف وسائل القمع.