تحتفي دول العالم في السابع من أبريل من كل عام باليوم العالمي للصحة حيث يركز هذا اليوم الذي يصادف يوم الأربعاء المقبل 22 ربيع الآخر على ظاهرة التوسع العمراني والصحة حيث تم اختيار هذا الموضوع اعترافاً بالآثار التي تخلفها تلك الظاهرة على صحة الناس في جميع أنحاء العالم، ولفت الانتباه لهذا الموضوع وإشراك الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني في إطار جهد مشترك لوضع الصحة في صميم السياسة الحضرية. وقال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن الحملة الخاصة بهذا اليوم تحمل شعار "1000 مدينة، 1000 حياة"، وذلك خلال أسبوع سيتم خلاله فتح القطاعات العامة وتسخيرها للاضطلاع بأنشطة صحية سواء كانت أنشطة تقام في الحدائق أو لقاءات مفتوحة أو حملات تنظيم من أجل تنظيف محيط المدن أو غلق أجزاء من الشوارع أمام المركبات ذات المحركات، وقال بأن الهدف هو رفع مستوى الوعي حول التحديات المرتبطة بالصحة مع التوسع العمراني والحاجة الماسة للتصدي لها من خلال التخطيط الحضري والعمل المشترك بين القطاعات، وتشجيع العمل حول المخاطر الصحية التي لها تأثير أكبر على التحضر وزيادة التعرض للعوامل البيئية مثل تلوث الهواء والمياه والصرف الصحي والنفايات وزيادة التعرض لمخاطر العوامل المؤدية إلى الأمراض المزمنة مثل تعاطي التبغ والنظم الغذائية غير الصحية والخمول البدني واستعمال المخدرات، وزيادة التعرض للأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والملاريا والسل، وزيادة التعرض للعنف، وزيادة التعرض لإصابات المرور على الطرق، وعلى الطوارئ الصحية العمومية مثل الأوبئة والكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية. وبيّن الدكتور خوجة أن التوسع الحضري من الاتجاهات التي تسود عصرنا وهو ماض إلى ما شاء الله وفي عام 2007م ولأول مرة في تاريخ البشرية كان أكثر من نصف سكان العالم يقطنون المدن وبحلول عام 2030 ستصل النسبة إلى 60% وإلى 70% بحلول عام 2050م.. لذا فإنه يتحتم علينا أن نعمل من الآن على ضمان تمتعنا بالصحة في يومنا هذا وتمتع أجيالنا القادمة بها كذلك.. وأشار إلى أن التوسع الحضري يرتبط بالعديد من التحديات الصحية الناجمة عن المياه والبيئة والعنف والإصابة والأمراض غير المعدية (القلب، السكر، السرطان، الأمراض النفسية) والأطعمة غير الصحية وقلة النشاط البدني فضلاً عن المخاطر المحتملة المرتبطة بفاشيات الأمراض. وقال المدير العام للمكتب التنفيذي بأن ظاهرة التوسع العمراني تعد مشكلة لأسباب عدة منها معاناة الفقراء القاطنين بالمناطق الحضرية بشكل مفرط من طائفة واسعة من الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى وتعرضهم بشكل كبير لمخاطر العنف والأمراض المزمنة وبعض الأمراض السارية من قبيل السل والإيدز والعدوى بفيروسه كذلك وجود العوامل أو المحددات الاجتماعية الرئيسية التي تؤثر في الصحة في المناطق الحضرية خارج القطاع الصحي بما في ذلك البنية التحتية المادية وفرص الحصول على الخدمات الاجتماعية والصحية والحوكمة المحلية وأساليب توزيع الدخل والاستفادة من فرص التعليم، وأشار إلى أن تحسين صحة الحضر يتطلب منهجاً متكاملاً وتصدياً قائماً على التخطيط من جانب الحكومات والمجتمع الأكاديمي وقوى المجتمع المدني وأن يكون اليوم العالمي للصحة قاعدة انطلاق نحو تغيير عادات المجتمع وتطوير وتفعيل الحاجة لدعم النشاط الحركي في حياتنا اليومية ولا يمكن إيجاد ذلك دون إيجاد بيئة داعمة تمكن الناس على اختلاف الطيف الاجتماعي والاقتصادي من صنع اختياراتهم الصحية. وأعرب الدكتور توفيق خوجة عن أمله في أن يسهم التخطيط الحضري نحو تعزيز السلوكيات الصحية والسلامة من خلال الاستثمار في وسائل النقل التي تحافظ على نشاط الجسم وتعميم أماكن لتعزيز النشاط البدني وفرض ضوابط على التبغ وفي مجال السلامة الغذائية، كما يمكن من خلال تحسين ظروف العيش بالمناطق الحضرية في مجالات السكن والمياه والإصحاح والإسهام بقدر وافر في الحد من المخاطر الصحية ذات الصلة، وضرورة تحمل الحكومات لمسؤولياتها والعمل من أجل الصحة في المناطق الحضرية وتحسين نوعية الحياة للمواطنين وإيجاد بيئة أفضل لجذب الاستثمارات والسياسات العامة المتكاملة التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق النتيجة المستدامة.