كشف النقاب أمس عن نية بلدية الاحتلال في القدس البدء بتنفيذ مخطط تهويدي خطير يقضي بازالة قرابة 90 منزلا فلسطينياً في حي سلوان عن الوجود تمهيدا لاقامة حديقة توراتية اثرية مكانها، في الجهة الجنوبية للمسجد الاقصى، تحمل اسم "حديقة الملك". ويقضي المخطط التهويدي الجديد والذي يسمى "مخطط تطوير حي البستان"، باخلاء سكان الحي الفلسطيني بصورة طوعية مقابل تعويضات واغراءات مالية من اجل اقامة "حديقة وطنية ينتفع منها اليهود والفلسطينيون على حد سواء". وتأتي هذه الخطوة لتصب الزيت على النار في الاراضي الفلسطينية لا سيما انها تتزامن مع سلسلة من المخططات والانتهاكات الاسرائيلية للمقدسات في القدس وغيرها، الى جانب سياسة التوسع الاستيطاني غير المسبوق. وادعى بركات انه يريد تعزيز الصلة اليهودية لهذا الموقع اذ ثمة من يقول ان البستان هو بستان الملك سليمان. ويدعي مسؤولو بلدية الاحتلال في القدس ان البلدية تنوي تعويض السكان الفلسطينيين الذين يقررون إخلاء منازلهم بقسائم أرض بديلة في الجانب الشرقي من حي البستان وتراخيص بناء لاقامة منازل بديلة. من جانبها، اعلنت لجنة حي البستان رفض الأهالي المطلق لمخطط الترحيل الطوعي، معلنين اعتزامهم التوجه للمؤسسات المحلية والدولية لافشال مخططات بلدية الاحتلال، لان تنفيذ هذه المخططات يعني تشريد 1500 مواطن من منازلهم وارضهم. وزعمت مصادر في بلدية الاحتلال انها اجرت "مفاوضات سرية" مع محامين موكلين من اهالي الحي، الذين لم يبدوا معارضتهم لفكرة الاخلاء مقابل التعويض". على حد زعمها. ولفتت الى وجود اصوات في البلدية تعارض تعويض العائلات الفلسطينية بزعم انها اقامت بيوتها اصلا من دون ترخيص". ويعتزم بركات ايضا تشريع المبنى المعروف باسم (بيت يوناثان) في قلب سلوان وقد اقامه المستوطنون في العام 2004 من دون تصاريح بناء، حيث أصدرت المحاكم الإسرائيلية في السنوات الأخيرة قرارات تقضي بإخلاء المستوطنين منه وإغلاقه. بدورها، اعربت جهات فلسطينية واسرائيلية عن سخطها واستنكارها لهذا المخطط الاقتلاعي، محذرة من تداعيات تنفيذه في اشعال دوامة من العنف في المنطقة. ووصفت حركة "سلام الآن" المخطط بأنه "قنبلة سياسية". وقال ياريف أوفنهايمر سكرتير حركة (السلام الآن) أن مخطط بركات لإقامة الحديقة العامة يأتي ضمن مخطط أكبر يهدف إلى تهويد القدسالشرقية وخصوصا البلدة القديمة ومحيطها. وقالت الحركة إن "رئيس البلدية يسعى لدفع مصالح اليمين المتطرف وقد يتسبب بإشعال المدينة، فإخلاء مئات المواطنين من سلوان بهدف اقامة متنزه وفنادق، هو عمل خطير يهدف لافشال تسوية سياسية مستقبلية بين اسرائيل والفلسطينيين". واعرب عضو الكنيست العربي احمد الطيبي عن قلقه البالغ من المخطط التهويدي. وقال: "بركات يتصرف كالمهووس بإشعال الحرائق ويعمل على إشعال الموقف والنزاع في شرقي القدس فيجب لجمه قبل ان يفوت الأوان للحيلولة دون اندلاع العنف". وكانت جمعية "عير عاميم" كشفت في تقرير لها ان بلدية الاحتلال تعمل على إعداد خطة لهدم حي البستان الذي يعد جزءا من حي سلوان في القدسالمحتلة وتحويله حديقة اثرية. وأكدت الجمعية أن الحي سيخصص للبناء اليهودي فقط. وقالت الجمعية ان سلطات الاحتلال قامت بنقل ملكية 14 عقارا في سلوان تبلغ مساحتها الاجمالية 28 دونما الى جهات يهودية دون الحصول على موافقة المستشار القانوني للحكومة. بدورها حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس من ان حي البستان يشكل حزام أمان للمسجد الأقصى والبلدة القديمة من الناحية الجنوبية، وفي حال ازالته كما تخطط سلطات الاحتلال فان هذا يعني تمكين الاحتلال من الاطباق على الأقصى والبلدة القديمة من ثلاث جهات، الجهة الغربية التي يقام فيها الحي اليهودي على انقاض حي المغاربة وحي الشرف والجهة الجنوبية التي يقوم فيها حي البستان اليوم والجهة الشرقية التي تقع فيها مقبرة باب الرحمة والتي شرعت سلطات الاحتلال مؤخرا بطمها وتحويلها الى حدائق توراتية.