يعقد رؤساء البعثات الدبلوماسية العراقية في الدول التي ستجري فيها انتخابات مجلس النواب العراقي المقررة الشهر المقبل مؤتمرا في عمان لتدارس الإجراءات التي من شأنها تيسير العملية الانتخابية وإجرائها بكل يسر وشفافية، وذلك بحسب السفير العراقي في عمان سعد الحياني. وأضاف الحياني ل"الرياض" أن المؤتمر سيلتئم في مقر السفارة العراقية بعمان يومي 16 و17 الشهر الجاري، إذ سيفتتحه وكيل وزارة الخارجية العراقية، بحضور عضويين من مفوضية الانتخابات. وقال السفير العراقي "ستزودنا المفوضية بتعليمات الانتخاب، وسنبحث معها في التسهيلات المقدمة من كل دولة للرعايا العراقيين في تسهيل عملية الترشح والاقتراع". وبدأت الجمعة الماضية الدعاية الانتخابية للمرشحين العراقيين الراغبين في خوض الانتخابات المقررة في الثامن عشر من آذار/ مارس المقبل. وسيتمكن المرشحون لمجلس النواب العراقي من إجراء دعاية انتخابية في الأردن ودول أخرى، قررت مفوضية الانتخابات البرلمانية العراقية إجراء الانتخابات فيها لوجود جالية عراقية. وكانت "الدعاية" أجلت لعدة أيام جراء حالة المراوحة السياسية التي عاشها العراق عقب تحفظ قوى سياسية على قرار البرلمان بالسماح للمرشحين المجتثين بقرار من هيئة المساءلة والعدالة، بمعاودة الترشح للانتخابات من جديد، وترحيل النظر في طلب اجتثاثهم بعد الانتخابات. وجدد الحياني القول إن المفوضية المستقلة العليا للانتخابات "توصلت إلى تفاهمات مع الحكومة الأردنية ستفتح بموجبها 16 مركزا انتخابيا، 11 منها في عمان والخسمة الأخرى في الزرقاء وإربد ومادبا، على أن تشتمل هذه المراكز على نحو 150 صندوقا انتخابيا". وتوقع الحياني أن يشارك في الانتخابات نحو 150 ألف ناخب عراقي ممن يقيمون على الأراضي الأردنية، وأنها ستنظم في المدارس لمدة ثلاثة أيام وهي الخامس والسادس والسابع من الشهر المقبل. وأكد السفير العراقي أن "الأردن قدم وسيقدم كل جهد ممكن لأجل إنجاح الانتخابات كي تسير بكل يسر وسهولة وشفافية". وتابع "الدعاية الانتخابية ستقتصر فقط على الصحف والمواقع الإلكترونية وشاشات الفضائيات، من دون يافطات الشوارع والملصقات". وكان مسؤول في المفوضية العليا للانتخابات، قال إن "المفوضية ستفتح مراكز اقتراع في الدول التي يوجد فيها أكثر من 20 ألف مواطن عراقي، وعلى رأسها الأردن". وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الدكتور نبيل الشريف إنه "قررت الحكومة السماح للأشقاء العراقيين المقيمين على أراضي المملكة بالمشاركة في انتخابات مجلس النواب العراقي المقررة العام المقبل، وأوعزت إلى كافة القطاعات الرسمية المعنية بتقديم التسهيلات اللازمة للعملية الانتخابية". وأضاف الشريف أن "هذه الخطوة تأتي في إطار إسناد الشعب العراقي وحفاظا على وحدة أراضيه واستقراره وأمنه وتدعيما للمصالحة الوطنية بين أطيافه". وكان جدل سياسي واسع ثار في البرلمان العراقي بعد نقض نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي لمشروع قانون الانتخابات الذي أقره مجلس النواب منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عقب طلبه رفع نسبة المقاعد التعويضية المخصصة للمهجرين لتصبح 15% من إجمالي المقاعد بدلا من 5%. وتشهد فنادق عمان من فئة 5 نجوم حاليا اجتماعات للراغبين في الترشح مع ناخبين عراقيين يعتزمون المشاركة في الانتخابات. ويبلغ عدد العراقيين المقيمين في الاردن نحو 700 ألف عراقي بحسب احصائيات الحكومة، بينما تفيد احصائيات منظمة فافو النرويجية أن عددهم نحو 450 – 500 ألف فقط. وشارك عراقيو الأردن في الانتخابات النيابية لمرتين متتاليتين الأولى الانتقالية في مطلع العام 2005، والثانية في كانون الثاني/ يناير العام 2006.