أكد د. باسم البيروتي استشاري أمراض الدم والأورام وزراعة النخاع بمدينة الملك فهد الطبية أن علاج بعض أمراض الدم وأنواع السرطان حاليا يتم بنسبة شفاء تصل من 90% - 95% بدون زراعة أو استخدام مواد كيميائية فيما يعود المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية دون معاناة من أي آثار جانبية ويقوم العلاج الحالي على استخدام العلاج الدوائي (البيولوجي الحيوي) وهو علاج أكثر ذكاء وحنكة وميزته أنه أكثر فعالية في التعامل مع الخلايا السرطانية وأقل آثار جانبية على الجسم وهو عبارة عن حبة تؤخذ كل يوم تقضي على المرض بنسبة عالية جدا إلا أن المشكلة تكمن في التكلفة الباهظة له والذي بحمد الله تتكفل الدولة بتوفيره للمرضى عبر مراكز علاج أمراض السرطان الكبرى في المملكة ويصل سعر حبة الدواء إلى 200 ريال ومن أنواع السرطان التي يستخدم فيها هذا العلاج سرطان الدم الإبيضاضي والذي يقوم علاجه سابقا على زراعة نخاع العظم أو الخلايا الجذعية ولها آثار جانبية كبيرة. جاء ذلك خلال الندوة العلمية التي نظمها مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالتعاون مع الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان بعنوان (السرطان الأسباب والعلاج) وشارك فيها بالإضافة للدكتور البيروتي د. محمد الطفيل رئيس قسم الأدوية والأعشاب والسموم بمستشفى الملك فيصل التخصصي. وأوضح د. البيروتي أن العلاج الكميائي أصبح من التاريخ وأن هناك كمية من الأبحاث الضخمة من أجل التعرف على الصفات الجينية والمناعية للأورام واكتشاف الأدوية التي تعمل على المستقبلات أو التركيبة الجينية للخلايا السرطانية فمثلا سرطان الثدي كان يعالج بالكيميائي أم الآن فيتم بالعلاج البيولوجي الحيوي المضاد لمستقبلات الخلايا السرطانية مما زاد من فعالية العلاج الكيميائي وكذلك استجابة المريض وكذلك الحال بالنسبة لسرطان الكلى وهو أصعب أنواع السرطان حيث أعطى فعالية محدودة في التحكم في السرطان وبالرغم من أنه دون المستوى المطلوب إلا أن النتائج أفضل من السابق. وأكد أن العلاج في المستقبل سيتعامل مع التركيبة الجينية للخلايا السرطانية وهو ما يتطلب دراسة عن المكونات الجينية للخلايا السرطانية في المملكة وإنشاء مراكز بحث مخبرية. من جهته حذر د. محمد الطفيل من بعض أنواع خلطات الأعشاب غير المرخصة التي تستخدم لعلاج الأمراض ومنها السرطان وان مثل هذه الأعشاب تحتوي على إضافات من المواد الكيميائية والرصاص المضرة بالصحة ونبه إلى عدم شراء هذه الخلطات من محلات العطارة إلا أن تكون مصرحة من وزارة الصحة مشيرا إلى أن هناك كثيرين يتناولون خلطات عشبية ثم يتعرضون لمشاكل صحية خطيرة ومن الخلطات المتوفرة في الأسواق مثلا تلك الخاصة بزيادة القدرة الجنسية للرجل وعندما تم تحليلها وجد أنها تحتوي على كميات كبيرة من المواد الكيميائية والرصاص بل ونسبة عالية من مسحوق حبوب الفياجرا. وقدم د. الطفيل نبذة وافية عن المواد والأغذية السامة التي تحتوي على مواد مسرطنة محذراً من استخدام الأعشاب الملوثة في التداوي مشيرا إلى أن مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل يقوم بالكشف الدوري على المواد والسلع التي تباع في الأسواق لمنع تسويق المواد الغذائية التي تحتوي على مواد سامة ومضادات حيوية واستعرض بعض المواد التي سبق وأن أثبتت الأبحاث احتواءها على نسب من المواد المسرطنة وهي (الشعيرية الاندونيسية (الأندومي)، بعض المكسرات، صلصة الصويا، بعض أنواع زيت الزيتون، أحد أنواع الفشفاش المحبب للأطفال) مؤكدا أن المواد السامة لا تتأثر بالحرارة عند الطهي. وشدد على ضرورة التخلص من استخدام فلاتر المياه داخل المنازل مشيرا إلى أنها تعمل على إخلاء الماء من الأملاح والمعادن اللازمة لأنسجة الجسم وأن كثرة استخدامها مضر بالصحة وأنه من الأفضل استخدام مياه الصنبور العادي مع المحافظة على تنظيف الخزان باستمرار وعدم تسرب أي شيء إليه ويمكن أيضا تعقيم الماء بالغليان وهو كافٍ لذلك أو استخدام مياه الشرب المعبأة، وعدد الدكتور الطفيل بعض الأغذية الصحية التي تفيد في علاج السرطانات ومنها الشاي الأخضر والطماطم والثوم الطازج والحلبة والعسل إلا أنه حذر من أن بعض أنواع الشاي الأخضر قد تكون مضرة وبعضها غالي الثمن ومن ذلك ما يعرف بشاي الحقول ونوع ورقته طويلة ومبرومة ويحتوي على مواد مسرطنة وخطر جدا.