أطلق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مؤخراً المرحلة الثانية من نظام المعلومات الصحية والملف الطبي الالكتروني التي تشمل نظم المعلومات المترابطة في أقسام الصيدلية والعمليات الجراحية والطوارئ والسجلات الطبية. وأوضح الدكتور قاسم القصبي المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي أن هذه المرحلة تعد استكمالاً للمرحلة الأولى التي دشنت عام 2002 وشملت أقسام التسجيل والمواعيد والأشعة والمختبرات والأوامر الطبية، مؤكداً أن هذا المشروع الذي طبق في المستشفى الرئيسي بالرياض وفرعه بجدة ومركز الملك فهد لأورام الأطفال يعد خطوة متقدمة في سبيل استكمال الملف الصحي الالكتروني للمريض واستثمار التقنية الحديثة في نظم إدارة المعلومات والاتصالات لتطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرضى ولدعم الجهاز الطبي والتمريضي في المستشفى بجميع الوسائل التي من شأنها تسهيل خدمة المرضى وزيادة الوسائل الوقائية لضمان سلامتهم. من جهته قال الدكتور عبدالكريم المهنا استشاري المعلوماتية الصحية والمدير التنفيذي للمشروع أن لنظام الملف الالكتروني مميزات متعددة في مجال الخدمات الصيدلية حيث يمكن للطبيب أن يدخل أمر صرف الأدوية للمريض عبر جهاز الحاسب الآلي لتصل إلى الصيدلي مباشرة دون الحاجة لكتابة الوصفة الطبية التقليدية الأمر الذي يمكّن من تفادي الأخطاء التي قد تحدث أثناء كتابة الوصفة أو قراءتها ويقلص من فترة انتظار المريض في الصيدلية، كما يقوم النظام بإعطاء رسالة تنبيه في حال كان للدواء المطلوب أثر على صحة المريض من حيث تفاعله مع أدوية أخرى يستخدمها المريض أو إذا كان يعاني من حساسية ضد الدواء أو كان يتعارض مع نتائج تحاليله المخبرية. وأضاف أن النظام يساعد الفريق الطبي على تسهيل جدولة العمليات ومعرفة حركة المرضى داخل جناح العمليات من غرف التخدير إلى الجراحة إلى الإفاقة والعناية المركزة ومن ثم لجناح التنويم كما يتيح النظام توثيق معلومات العملية الجراحية من كافة الجوانب الطبية والإدارية، في حين يساهم نظام الطوارئ في تتبع كافة المعلومات الخاصة بمرضى الطوارئ من خلال شاشة كبيرة تشمل رقم الملف الطبي للمريض واسم الطبيب المشرف على الحالة والأدوية التي صرفت له ونوع الأشعة والتحاليل المخبرية المطلوبة بحيث يتنبه الممرض والطبيب من خلال الشاشة لجاهزية نتيجة الأشعة والتحليل بشكل مباشر ما يسّرع من عملية إجراء التدخل العلاجي المناسب وتقليل فترات الانتظار في الطوارئ. وأوضح الدكتور المهنا أن النظام يمتاز بالقدرة على تعقب الملف الطبي الورقي من خلال معرفة العيادة والطبيب الذي طلبه والمدة التي قضاها هناك وبالتالي تجنب التأخر في إيصاله للعيادات الأخرى في حال طلبه، كما يقوم النظام بمتابعة إصدار التقارير الطبية بطريقة الكترونية منذ أن يقوم المريض بطلب التقرير من العيادة أو جناح التنويم إلى كتابة التقرير واستكماله من قِبل الطبيب وحتى تسليم التقرير النهائي للمريض، وبنفس الطريقة يتم كذلك إصدار تقرير الإجازة المرضية للمرافقين وشهادات الميلاد والوفاة، مبيناً أن النظام يدعم الإصدار العاشر من نظام الترميز الطبي الدولي المخصص للأمراض. وبخصوص التوثيق الطبي ذكر أن النظام يتيح حالياً توثيق المعلومات الكترونياً بكتابة تقارير دخول المرضى المنومين عن طريق الحاسب الآلي، وفي المستقبل القريب سيتم كتابة جميع تقارير المتابعة اليومية بنفس الطريقة لتقليص الاعتماد على الملف الورقي. وأشار إلى أن النظام سيكون مفيداً من الناحية الإدارية التنفيذية وذلك من خلال إصدار تقارير مفصلة ودورية حول نشاط غرف العمليات من حيث عدد العمليات ومعدل الوقت الذي يقضيه الجراح في إجرائها ونسبة العمليات التي تم إلغاؤها أو تأجيلها وسرعة إنهاء كتابة التقارير الطبية. كما يوفر النظام الدعم الآني لبعض القرارات التشخيصية والعلاجية مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالرعاية الطبية بالإضافة إلى توفير بيانات لمعرفة الاتجاه العام في استهلاك الأدوية، وتحديد كمية مخزون كل نوع من الأدوية أو المستلزمات والأدوات الجراحية لتنبيه قسم المخازن الطبية آلياً في حال نقصها عن حد معين لتوفير الكمية المطلوبة في الوقت المناسب، كما يقوم النظام بتحديد أوقات الذروة لاحتياجات المرضى لخدمات الأقسام المختلفة وبالتالي مساعدة الإداري في جدولة عمل الطاقم الوظيفي بناء على احتياجات العمل.