يعتقد العديد من المراقبين لسوق الاتصالات في السعودية أن العام الماضي 2009م كان من أفضل الأعوام التي مرت على السوق، وأنه يعيش فترة ازدهار، من حيث نمو المبيعات لدى شركات الاتصالات، وارتفاع عدد المشتركين، والذي سينعكس بدوره على مبيعات الشركات المسوقة لأجهزة الهاتف المتنقل في السوق المحلية. ويأتي هذا الاعتقاد بعد أن أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات مؤخراً عن ارتفاع عدد المشتركين في خدمات الاتصالات الهاتفية المتنقلة في السعودية إلى أكثر من 41 مليون مشترك بنهاية الربع الثالث من العام 2009م، لترتفع نسبة الانتشار في هذه الخدمة إلى 162بالمائة، الأمر الذي يعكس نسبة النمو والتطور الذي شهده قطاع الاتصالات المتنقلة خلال السنوات الماضية. وعلى الرغم من هذا النمو غير المسبوق، والذي يعود الفضل فيه إلى المنافسة الحادة بين الشركات الثلاث المشغلة لخدمة الهواتف المتنقلة، إلا أن سوق أجهزة الاتصالات لم يحقق النمو ذاته، وتراجعت مبيعاته بنسبة كبيرة عن الأعوام الماضية، وقد يكون العام الماضي من أسوأ الأعوام التي مرت على السوق. وعزا ذلك مدير عام شركة مشاعل الخليج محمد العيادة إلى ارتفاع أسعار أجهزة الاتصال، والذي جعل المستهلك يتردد كثيراً قبل شرائها وكذلك في استبدالها بعد الشراء. وأوضح ل"الرياض" أن تراجع المبيعات في الأجهزة خلال العام الماضي كان واضحاً، وأن أغلب الشركات لم تستطع رفع معدلات نموها، مقدراً ذلك التراجع بنحو 20%، عن مبيعات العام الذي قبله. ورجّح العيادة أن يشهد السوق خلال العام الجاري انقلاباً واضحاً في طبيعة الشركات ونوعية الأجهزة التي كانت مهيمنة على السوق، ولديها حصة كبيرة في السوق السعودي، بعد دخول منافسين جدد لتلك الشركات، وأن تبدأ الأجهزة ذات التقنيات الحديثة مثل البلاك بيري والأيفون بالسيطرة على السوق. وتمثل الاتصالات المتنقلة، حسب تقديرات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات نحو 79 في المائة من إجمالي الإيرادات في السوق السعودية، متوقعة أن تتجه أسعار خدمات الاتصالات إلى انخفاض أكثر خلال السنوات الخمس المقبلة، إذ ان القطاع كان الأقل من حيث تسجيل التضخم بالمقارنة ببقية السلع والخدمات، حيث انخفضت الأسعار خلال السنوات الخمس الماضية في القطاع بنسبة 23 في المائة.