نبدأ، ما هي الفكرة؟ نبدأ، لنبحث عن الفكرة! "يا أخي مشيها" أو "يازين السلاسة، وليش التعقيد؟" كم مرة سمعتَ هذه الكلمات ورفضتها غاضبا أو معاندا؟ أو كم مرة قلتها وأنت مقتنع بها لأنك ترفض تعقيد الأمور وتريد أن تتحرك وتتقدم وترفض التعطيل؟. وأنت بين هذا وذاك محتار بين السلاسة التي تعني في نظرك التعاون والترفع عن تفاهات لا معنى لها ورفض التعقيد غير المبرر وغير المنطقي، وأنت بين هذا وذاك تقرر إلى أي جانب تميل أو تحيد فعدم التعقيد قد يعني أن تدير وجهك للجهة الأخرى وأن تتصرف وكأنك لا ترى ولا تسمع، وعدم التعقيد قد يعني أن تتغاضى عن خطأ فردي وتحاول أن تحتويه، وعدم التعقيد قد يعني ببساطة أن لا تسوف ولا تماطل ، وعدم التعقيد قد يعني أن ترفس القانون وتثنيه وتلويه وتعجنه وعدم التعقيد قد يعني أن لا تعقدها حين يختص الأمر بك لكن تتفنن في تعقيدها في وجوه الآخرين لأنك بطل من أبطال المعايير المزدوجة وشاطر في تبرير تصرفاتك لنفسك قبل الآخرين. و "يا أخي يازين الذرابة"! كما يقولون أو كما تقول أنت لهم! "معقد الأمور ليه؟ وش دعوى يا كافي؟" هذا السؤال المتبوع بجملة استنكارية قد لا تجد له إجابة، فأنت مثلا تجد لنفسك العذر وتدافع عن نفسك بشدة حين يسألك أحدهم هذا السؤال، لكنك تقسو على الآخرين حين تعتقد أنهم يمارسون "تعقيد الأمور وتعطيل مصالحك" كهواية تسلي وقت فراغهم. وحتى في أمورك الشخصية وتعاملاتك الإنسانية مع الآخرين أصدقاء كانوا أو أقرباء فإنك قد تطالب الآخرين بأن "يعدوها أو يمشوها او يكبروا دماغهم" ويكونوا أكثر سلاسة بينما قد تتوقف أنت قليلا وتفكر الف مرة قبل أن تتجاوز عن كلمة قيلت أو تصرف حدث وبينما كان من الأفضل أن تنساه وتتجاوز عنه حفاظا على ما تبقى من خيوط الوصل. وأنت على أي جانب كنت فإنك لم تحدد مفهوم السلاسة وليس لديك تعريف محدد لتعقيد الأمور. وقبل أن تغضب حين يقول لك أحدهم ناصحا أو مستنكرا أو منتقدا "يا أخي لا تعقدها" تذكّر كم مرة قلتها للآخرين متذمرا أو غاضبا أو معاتبا.