كلاكيت أول مرة: حين قال له زميله في طابور الانتظار الطويل أمام مكتب أحد الموظفين، وبعد أن شاركه الدوران بين مباني الإدارة في جولة سياحية على مكاتب الموظفين :"يا أخي ما تعرف أحد"، كاد أن يرد عليه بقائمة الأشخاص الكثيرين الذين يعرفهم من كتاب وممثلين وسياسيين ولاعبي كرة فهو من المعجبين بهذا الممثل ومن المتابعين لأغاني وفيديو كليبات هذه المغنية ومن مشجعي ذاك النادي المشهور كما أنه قرأ مذكرات ذاك السياسي العالمي المعروف المترجمة. لذلك يمكننا أن نقول إنه استغرب سؤال زميله الذي يبدو في غير محله مما دفعه إلى أن يرد عليه بجملة استنكارية:"أكيد أعرف كثيراً وراك تحسبني جاهل" ليرد عليه زميله بإصرار:" أجل وراك ما تتصل على أي أحد يسنعنا ويشوف لنا حل". بعد جملة صديقه التي تحمل شيئا من الأمل والعشم وبعد أن فهم مقصده قال له:" هذا قصدك، لا ما أعرف أحد". بقي هو وصديقه واقفين في آخر الطابور بانتظار النهاية. كلاكيت ثاني مرة: حين تخرجت بمرتبة شرف وسمعت عن وجود وظائف خالية في أحد الأقسام، تقدمت بأوراقها واجتازت الامتحان الوظيفي المطلوب من القسم، وتمت مقابلتها من لجنة متخصصة حيث سئلت أسئلة كثيرة عن ما تعرفه في تخصصها الدقيق وعن طموحها وعن مشاريعها المستقبلية. خرجت من المقابلة الشخصية وهي فخورة بنفسها يغامرها شعور بأنها اقتربت من الحصول على وظيفة أحلامها. بعد فترة تسمع بأن "فلانة" التي لم تتقدم للامتحان ولم يتم مقابلتها من اللجنة الموقرة حصلت على الوظيفة. ما هي مشكلة صاحبتها؟ مشكلتها أنها لا تعرف أحداً. كلاكيت ثالث مرة: أمام موظف الخطوط في المطار، حيث تكدست الحقائب والأشخاص المتجمعون فيما يشبه الطابور أمام الموظف الذي يحاول أن ينهي إجراءات هذا ويحاول أن يفهم الآخر بأن معه وزناً زائداً والكل مستعجل وغاضب ويتأفف، و فجأة تجد مجموعة من الحقائب تتقدم أمامكم جميعا متجاوزة الطابور - إن كان هناك طابور- لينهي صاحبها إجراءاته في دقائق وأنتم تتفرجون وكل منكم يقول:"إيه شكله يعرف أحد"! كلاكيت رابع مرة: كم مرة قلت لنفسك متأففا: ليتني أعرف أحداً!.