بدأنا نسمع في هذه الأيام عن أنواع عديدة من الزيجات مثل زواج المسيار والمسفار والوناسة والفريند والزواج بنية الطلاق ، وقديما كنا نسمع عن زواج المتعة والزواج العرفي ، ومن ناحيتي كنت على قناعة شخصية بأن هذه الزيجات وإن كانت جائزة عند البعض إلا أنها غير مستحسنة ويجب منعها ، ولكن الشيخ سلمان العودة ، وهو من المشايخ الذين نثق بعلمهم ونعتد بهم خرج علينا بفتوى مفادها أن الزواج العرفي حلال شرعا إذا ما تم بعلم الأسرة والعائلة حتى ولو لم يتم توثيقه قانونيا ، ولكنه لحسن الحظ نبه إلى أنه لا ينصح بهذا الزواج نظرا إلى كثرة المشكلات الناجمة عنه ، كما لفت إلى تحريمه الصريح لصيغة أخرى من الزواج العرفي " تمنح فيها البنت نفسها للشاب بدون علم من وليها" ، على أن الأحناف أجازوا الزواج بدون ولي بشرط وجود إعلان عام وشهود ، وكان مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي وافق في جلسته الشهرية التي عقدت يوم الخميس 31 مايو 2007 بجواز ما يطلق عليه بالزواج العرفي وزواج المسيار ، إلا أن أعضاء المجمع قد أضافوا مقولة هي " لا ينصح بهذا الزواج العرفي لما يترتب عليه في بعض الأحيان من ضياع لحقوق الزوجة والأولاد " وعلى هذا إذا كان الشيخ سلمان العودة قد نبه إلى أنه لا ينصح بهذا الزواج ، وإذا كان مجمع البحوث الاسلامية قد تحفظ فيه ولم ينصح به ، فيجب منعه ومنع كل الزيجات التي لا يتوفر فيها الاشهار وموافقة ولي الأمر ( رأي الأحناف مرجوح ) وشاهدا عدل ومهر وتوثيق رسمي لدى المحكمة .. والحاكم يملك هذا الحق في المنع لأنه حيثما تكون مصلحة المسلمين فثمّ شرع الله .