أعلن الداعية السعودي الشيخ سلمان العودة رأيه بلا خجل في واحدة من صيغ «الأنكحة» المثيرة للجدل، وأكد أنه لا يرى في «الزواج العرفي» مانعاً شرعياً. جاء ذلك بمحض الصدفة بعد نحو شهر من تشديد الفقيه السعودي الآخر الشيخ عبدالمحسن العبيكان النكير على إحدى صيغ ذلك النكاح. واعتبر العودة أمس في أول حلقة يسجلها هذا العام من برنامجه «الحياة كلمة» الزواج العرفي حلالاً شرعاً، إذا ما تم بعلم الأسرة والعائلة، حتى لو لم يتم توثيقه قانونياً. لكنه نبه إلى أنه لا ينصح بهذا النوع من الزواج، نظراً إلى كثرة المشكلات الناجمة عنه. كما لفت إلى تحريمه الصريح لصيغة أخرى من الزواج العرفي «تمنح فيها البنت نفسها للشاب بلا علم من وليها». وكان الشيخ عبدالمحسن العبيكان أوضح قبل نحو أسبوعين حرمة الزواج العرفي بين بعض المواطنين والمقيمات في السعودية بلا ترخيص نظامي. وعلل ذلك بأنه مخالفة لولي الأمر، وفتح لأبواب من المخالفات، دفعت بعض الإناث إلى الزواج بأكثر من شخص في وقت واحد، بحسب قوله. ويعتبر الزواج «العرفي» الآتي من مصر أول أنواع الأنكحة المثيرة للجدل وخلاف الفقهاء في أول ظهوره قبل بضع سنين، إلا أنه سريعاً ما نافسته صنوف أخرى من الزواج مثل «المصياف» و «المسيار» و «المسفار» و«السياحي» و«البنطال» و«فرند» و«مطيار» و «محجاج». ناهيك عن «المتعة» و «الزواج بنية الطلاق» التي كان الخلاف الفقهي حولها أسبق وأشرس. ومن ناحية أخرى، جدد الشيخ العودة إباحته احتفال الأشخاص ببساطة بتاريخ ميلادهم أو ميلاد أبنائهم، إلا أنه في تعددية لافتة قبل أن يجدد تأكيد رأيه، نبه إلى أن علماء كبار من مشايخه يذهبون إلى رأي مختلف، وإن ألمح إلى أن بعض طلبة العلم ممن حول أولئك المشايخ كانوا طرفاً في تهويل الاحتفالات التي تحدث، ما جعل آراءهم المحرمة أكثر من المتساهلة في المسألة.