زاد صافي ربح الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية "الدوائية" خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2009 إلى نحو 96.3 مليون ريال من 90.8 مليونا، للفترة المماثلة من العام السابق 2008، ارتفاع بنسبة 6 في المائة، وتبعا لذلك قفز ربح السهم عن الأشهر الإثني عشر المنتهية في 30 سبتمبر 2009 إلى 2.23 ريال من 2.03 ريال للعام 2008، ونتيجة لذلك انخفض متوسط مكرر الربح لنفس الفترة إلى 13.76 ضعفا من 14.33 عام 2008، وعند الأخذ في الاعتبار تأثير مكرر الربح على النمو البالغ 0.92، ينخفض هذا المتوسط إلى 12.66، ويأتي هذا التحسن في الربحية رغم انخفاض قيمة السهم الدفترية إلى النصف تقريبا، ولكن سعر السهم قد استوعب هذا الانخفاض في القيمة الدفترية، والمأمول أن يتبلور أداء الشركة بنهاية العام 2009 وعام 2010، ما سيحدد اتجاه الشركة فعلا. تأسست "الدوائية" في يناير عام 1986، شركة مساهمة سعودية، وكان رأسمالها 300 مليون ريال سعودي، زاد إلى 600 مليون ريال موزعة على 60 مليون سهم، وفق أحدث المعايير والتقنيات العلمية والصناعية، وذلك لإنتاج وتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية داخل وخارج المملكة العربية السعودية. تحتل الشركة موقعاً متقدما في سوق صناعة الدواء في المملكة، ما يمكنها من المحافظة على معدلِ نموٍ ينعكس على تواجدها القوي والحيوي في الأسواق الخارجية. تغطي خدمات "الدوائية" السوق المحلي والخارجي، كما تتمتع بعلاقات وثيقة مع العديد من الجهات التشريعية والمؤسسات والمنظمات الطبية والمهنية. ويُعتبر مصنع الدوائية، ومقره منطقة القصيم، صرحا تم تنفيذه على أحدث النظم والمعايير العلمية والتصنيعية، وهذه الحقيقة فتحت البابَ أمامَ الدوائية للحصول على العديد من الجوائز والشهادات العالمية في هذا المضمار، وجعلت من اسم الدوائية مُرادفاً جديداً لمُصطلحات الجودة والتقنية العالية، ووثيقةَ ضمانٍ للخبرة والأمان. واستنادا على إغلاق سهم "الدوائية: الأسبوع المنتهي 16 ديسمبر 2009 على 36.90 ريالا، ناهزت القيمة السوقية للشركة 2.14 مليار، موزعة على 60 مليون سهم، تبلغ الأسهم الحرة منها 39 مليونا، ويبلغ متوسط حجم التداول اليومي 270 ألفا. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 36 ريالا و 37.10، بينما تراوح خلال عام بين 21.55 ريالا و39.80، ما يعني أن السهم تذبذب خلال عام بنسبة 59.49 في المائة. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة جدا، فقد بلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 38.65 في المائة، والمطلوبات إلى الأصول 27.88 في المائة، وعند مقارنة هذه النسب مع معدلات السيولة النقدية البالغ 0.64، والسيولة الجارية 1.81، يتأكد لنا أن الشركة محصنة بشكل جيد ضد أي التزامات مالية قد تواجهها، خاصة على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز المقبول، فجميع مؤشرات أداء السهم في تحسن على مدى السنوات الخمس الماضية، فقد انخفض مكرر الربح من 45 ضعفا عام 2004 إلى 14.33 عام 2008، ورغم انخفاض قيمة السهم الدفترية من 34.32 عام 2004 إلى 23.28 عام 2008 إلا أن سعر السهم في المقابل انخفض من 45 ريالا عام 2004، إلى السعر الحالي 36.90 ريالا، وبناء على آخر القوائم المالية فقد طرأ تحسن على قيمة السهم الدفترية التي زادت إلى 33.63 ريالا، والعبرة نهاية العام 2009 التي ستكون حاسمة ومصيرية للشركة. أيضا طرأ تحسن ملموس على قيمة السهم الجوهرية، والتي قفزت إلى 19.98 ريالا من 15.03 عام 2004، والمأمول أن تدعم الشركة هذه المكاسب في الأداء عامي 2009 و 2010، فإذا جاءت نتائج الشركة للعام 2009 أفضل منها عن الفترة المنتهية 30 سبتمبر 2009، فالشركة مرشحة لتنضم إلى قائمة الشركات الواعدة عام 2010. على مستوى النمو، لا تزال معدلات الشركة دون المرجعية، وربما يكون ذلك نتيجة الخسائر التي تعرضت لها، سواء كان ذلك على مستوى الاستثمارات غير المجدية التي تخلصت منها الشركة، أو فروق صرف عملة اليورو التي شكلت معضلة مستعصية للدوائية في الماضي، ربما تكون الشركة قد تخلصت من كل ذلك ودخلت مرحلة الاستقرار. وفي مجال السعر، بلغ مكرر الربح 14.33 عن العام 2008، وحاليا يبلغ مكرر الربح 13.75، بناء على آخر القوائم المالية عن الأشهر الإثني عشر المنتهية في 30 سبتمبر 2009. وبعد دمج المعطيات وما رشح لنا من معلومات عن الشركة، ومقارنة كل ذلك بمؤشرات أداء السهم عموما، يبدو جليا أن سعر سهم "الدوائية" مقبول عند 37 ريالا. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام المستثمر الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته الاستثمارية.