اهتمُّ كثيرا بالحديث عن الاستقرار في العمل الإداري والفني، وبضرورة توفر أعلى درجات الانسجام بين لاعبي فريق كرة القدم؛ قبل المطالبة بالمستوى المميز، والمنافسة القوية، وأعتقد جازما أنَّ الحضور الفني الذي كان عليه الاتحاد وتواجده في مسرح المنافسة طوال المواسم الماضية، واستعادته للقب بطولة الدوري وتحقيقه لدوري أبطال آسيا قبل أعوام، ومشاركته في كأس العالم للأندية؛ كل ذلك كان داعمه الرئيسي الاستقرار، الذي صنع استمرارية في العمل جعلت من الاتحاد الفريق الأقوى، والأكثر ترشيحا لتحقيق الأولوية في الاستحقاقات التي يحضرها. منذ سنوات عدة وإدارة الاتحاد السابقة بقيادة البلوي، ثم الإدارة المكلفة بعدها برئاسة أبي عمارة كانتا تعمل دون ضغوط شرفية، والأصوات المعارضة التي خرجت آن ذاك بين الحين والآخر كانت ضعيفة، وتفتقد للتأثير؛ ما جعل الفريق يسير بصورة طبيعية، ويستفيد من كل الإمكانات المتوافرة؛ بخلاف الاتحاد اليوم، الذي يعاني الكثير مع الرئيس الجديد الدكتور خالد المرزوقي، والمتابع لأحوال الفريق (الأصفر) يدرك أنَّ الإدارة تعيش ضغوطا شديدة، وأنَّ المعارضين هذه المرَّة يملكون من أدوات التأثير ما هو قادر على إفشال عملها، وهي التي لا تزال في بداياتها وتحتاج للوقت؛ غير أن خسارة البطولة الآسيوية، وافتقاد المرزوقي لأسلحة إعلامية تتبنى وجهة نظره بإبراز مسببات منطقية للخسارة، وتبرئة إدارته من تبعات إبعاد محمد نور من السباق على جائزة أفضل لاعب آسيوي، والكثير من الملفات التي ظهرت، وستظهر تباعا تجاه إدارة المرزوقي، التي يفترض أن تمنح الفرصة الكافية قبل الحكم على عملها؛ خصوصا وأن الاتحاديين هم من انتخبوه رئيسا. المشاكل الإدارية الشرفية الاتحادية لا مستفيد من ورائها سوى المنافسين لحامل لقب الدوري السعودي، وبات حفاظه عليه أمرا مستبعداً؛ ليس للخسارتين المتتاليتين من الشباب ثم من متذيل الترتيب (الاتفاق) فقط؛ بل لأنّ الاستسلام للمشاكل الإدارية، والدخول في نفق الصراعات الشرفية يعني بداية النهاية، والخاسر الأكبر جماهير الاتحاد، والمستفيدون هم القابضون على الصدارة والوصافة، وكل من راقَ لهم غياب (العميد)، ولا أظن أنَّ هناك فرصة سانحة للأهلي بكل ما يحمله من معاناة فنية للظفر بثلاث نقاط في الدوري من أمام منافسه التقليدي كما هو متاح اليوم. باختصار الهلال والشباب قدما أداء قويا كشف تميزهما عن بقية فرق الدوري هذا الموسم. تفرُّغ مدرب النصر داسيلفا للفريق الأول، وترك الأولمبي لمدرب درجة الشباب سيمنح الأول التركيز، ويوقف المشاكل التي جلبتها نتائج كأس فيصل. البرازيلي نيفيز بدأ يظهر مع الهلال؛ لأنه كان يحتاج للوقت، وبات اليوم قوة إضافية للفريق (الأزرق). الموينع لاعب يحتاجه النصر، والعقوبة يجب أن لا تتجاوز حجم الخطأ، وكما كان ريان بلال ورقة رابحة أمام الأهلي؛ فالفريق بحاجة لبدلاء جديدين في المراكز الأخرى.