بعد سنة من نجاحه الكاسح في فيلم "سينما باراديسو" وتحقيقه لأوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 1989, يقدم المخرج الإيطالي جوسيبي تورانتوري فيلماً ثانياً يسبح في فلك الذكريات والحنين عنوانه "الجميع بخير" ويروي فيه قصة أب –يؤدي دوره الممثل الإيطالي الأسطورة مارتشيللو ماستروياني- يترك جزيرة صقلية للبحث عن أبنائه الخمسة المتوزعين في المدن الإيطالية الكبيرة. يرصد الفيلم تغير الحياة في إيطاليا وتباينها بين الريف والمدينة من خلال رحلة الأب المتقاعد إلى الشمال بحثاً عن فرصة أخيرة يجمع فيها شتات العائلة. وتكون البداية من منزل العائلة في جزيرة صقلية حيث يجلس الأب على طاولة الطعام ويطلب الإذن من زوجته للسفر بحثاً عن الأبناء. ومن هذا المشهد يتضح أن الأب غارق في سحر الماضي. ويرفض تصديق أن زوجته قد ماتت منذ زمن بعيد, كما يرفض تصديق أن اللحظات الجميلة التي عاشها مع أبنائه الصغار قد ولت إلى غير رجعة. وخلال رحلته.. ولقائه بأبنائه المشغولين بهموم حياتهم يكتشف أن الدنيا قد تغيرت فعلاً, لكنه عوضاً عن الإقرار بهذا الواقع المؤلم يفضل مواصلة الغرق في ماضيه الجميل. الفيلم يضرب على وتر الحنين وينتقل من الماضي للحاضر ومن الواقع للأحلام بأسلوب رشيق.. لكنه يبقى من أقل أفلام المخرج الإيطالي جوسيبي تورانتوري صاحب الأفلام الشهيرة (سينما باراديسو-Cinema Paradiso) 1989, (صانع النجوم-The Star Maker) 1994 و(مالينا-Malena) 2000.