تعتمد بعض دول العالم الصناعي المُؤثرة في الاقتصاد العالمي على الأيدي العاملة المهاجرة بعد أن وصل مستوى الإنجاب لديهم نسبا متدنيّة جداً في الوقت الذي يُشكّل المتقاعدون وكبار السن النسبة الكُبرى من مُجمل عدد السكّان لهذا ليس للمُضطر إلاّ ركوب الصعاب وانتهاج أساليب إغراء الكفاءات والأيدي العاملة الماهرة للهجرة إليها.. وبالمقارنة مع وضعنا هنا فالأمر مختلف بل معكوس تماماً بشكل يثير التساؤل إذ يوجد لدينا حوالي ثمانية ملايين وافد تم استقدام معظمهم للقيام بأعمال لا تحتاج إلى مهارات ولا معرفة علمٍ من العلوم وهذه الجيوش من الأيدي العاملة لم تُستقدم لقلّة في العناصر البشرية المحليّة ولا لعدم وجود المؤهلين والمؤهلات من المواطنين والمواطنات لإدارة الأعمال ولكن بسبب تحكّم فئة قوية وضاغطة تفضّل الأجنبي على ابن الوطن لتدني أجر الأول وتغاضي العامل أو الموظف الوافد عن الحدود القانونية لساعات العمل بسبب الحاجة هذا غير أمور متشابكة مثل ليّ الذراع أثناء ترسية المشاريع الحكومية وادعاء الحاجة إلى استقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة لتنفيذها. في أحد استفتاءات هذه الجريدة كان السؤال : " مجتمعات كثيرة من بينها المجتمع السعودي تواجه ظاهرة الانفجار السكاني ، هل تؤيد الاقتصار على عدد محدود من الأطفال " وقد شارك في التصويت (14208) وكانت النتيجة أن 29,4% من المصوتين أجابوا بنعم أي يؤيدون الاقتصار على عدد مُحدد من الأطفال أما 70,6% منهم لا يؤيدون تحديد النسل بل يؤيدون إنجابا بلا حدود، وهذا ما يثير أيضا أكثر من علامة استفهام..؟؟ كيف يصرّ أحدهم على إنجاب الكثير من الأبناء والبنات وهو محدود الدخل غير قادر على إعاشة نفسه فكيف بإطعام وكسوة ورعاية أكثر من زوجة وخمسة عشر طفلاً ..؟؟ وبدلاً من إعداد تلك العناصر البشرية لسوق العمل يتم تهيئتهم للعمل كشحاذين أو الاصطفاف بهم على أبواب الجمعيات الخيريّة، فيكبرون وقد تعوّدوا على أن يكونوا يداً سُفلى تتلقى المعونات لهذا ليس هناك داع للعمل ووجع الدماغ؟؟ نتناسل كالأرانب في الوقت الذي تتكاثر فيه أعداد الوافدين كالجراد، نُنجب مزيداً من الأولاد والبنات لكي نرفع من مستوى البطالة وإطالة طوابير الجمعيات الخيرية ويأتي من يتساءل عن سبب الفقر في بلدٍ خُرافي المداخيل المالية، والله عجيب..!!!