مسلسلات السير التي تتناول حياة المشاهير تحظى دائماً باهتمام شريحة كبيرة من المشاهدين، لذا تمتع هذا النوع في الحقبة الأخيرة بنصيب لابأس به من الأعمال الدراما العربية منذ المسلسل المصري (كوكب الشرق) التي تناول سيرة وحياة المطربة الخالدة أم كلثوم، ولكن الطابع العام لهذه الأعمال لم يكن دوماً مرضياً، لا بل يثير جدلاً واسعاً في أحيان كثيرة بسبب شك الجمهور في مصداقية الاستعراض التاريخي للشخصية التي طالما أظهرتها هذه المسلسلات بصورة ملائكية مزيفة وغير مقنعة بتاتاً! صفاءسلطان في دور ليلى مراد أعمال هذا العام أيضاً لم تخل من هذا الأمر، فمسلسل (أنا قلبي دليلي) الذي يرصد حياة الفنانة الراحلة ليلى مراد يبدو عليه من الحلقات الأولى بأنه قد لا يكون مميزاً رغم المؤشرات السابقة التي أوحت بذلك بسبب قصة حياة ليلى مراد الشائكة والغامضة بالنسبة لكثير من المشاهدين والتي تبدأ بانتقال أسرتها اليهودية من المغرب إلى مصر، ومروراً بإسلامها وزواجها من الممثل الشهير أنور وجدي إلى اعتزالها المبكر للغناء والتمثيل في مطلع الخمسينات وابتعادها عن الأضواء نهائياً بعد ذلك، وما تخللها من أحداث درامية قد تكون شبيهة بتعقيدها وحساسيتها التاريخية بالمسلسل الجميل (أسمهان) الذي عُرض العام الماضي وسبب جدلاً استمر طويلاً، كان أغلبه صراعاً داخلياً احتدم بين أسرة المطربة الراحلة ومنتجي العمل، ولكن على الرغم من هذا كله فقد شكّل مسلسل «أسمهان» نقطة تحوّل، ونقلة نوعية في مسلسلات السيرة الذاتية حيث أنزلت شخصياتها من السماء لتحط بهم على الأرض، وحولتهم من ملائكة إلى بشر.إذن، هل سيواصل مسلسل (أنا قلبي دليلي) عملية استسهال تناول الشخصيات التاريخية؟ أم سيكون في خانة مسلسل (أسمهان) ويسجل نقطة نجاح أخرى لصالح مسلسلات السيرة الذاتية والدراما العربية؟