سعادة رئيس تحرير صحيفة الرياض المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إشارة إلى ما نُشر في صحيفتكم الغراء بعددها رقم (14985) الصادرة يوم السبت بتاريخ 11/7/1430ه تحت عنوان (هيئة التخصصات الصحية تضع جهات حكومية وخاصة في مأزق وظيفي) وذلك بعد أن أصدرت الهيئة بياناً نشرته على موقعها الإلكتروني يوضح الفرص الوظيفية للطلاب الراغبين بالالتحاق بالمعاهد الصحية الأهلية للعام الدراسي القادم 1430/1431ه والتأهل لمستوى فني في التخصصات الصحية المختلفة بعد تخرجهم. وما سببه هذا البيان من ردة فعل لدى سعادة مدير التدريب بالهلال الأحمر الأستاذ رشيد العيد وبعض الأخوة المسؤولين في المجال الصحي كما جاء في التحقيق الصحفي ليذهب سعادته بوصفه هيئة التخصصات الصحية بعدم الدقة واتخاذ خطوات غير موفقة وأن الهلال الأحمر هو أول المتأثرين سلباً من هذا البيان. أولاً: تود الهيئة أن تغتنم هذه الفرصة لتشيد وبصدق بدور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس العام لهيئة الهلال الأحمر السعودي على الجهود الكبيرة والتطويرية التي قام بها سموه في تفعيل دور هذا الجهاز الهام في بلادنا وإعطائه حقه ومكانته اللائقة به والتي كادت أن تتلاشى لولا توفيق الله وظهور هذه العقلية المتفتحة والطموحة التي تميز بها سموه الكريم وفقه الله ونفع به العباد والبلاد وإن ما يسعدنا في الهيئة ويثلج الصدر أن نرى جميع أبنائنا الخريجين قد حصلوا على وظائف يؤدون من خلالها خدمتهم الوطنية كل في مجاله. ولكن يجب أن تناقش الأمور بعقلانية دون انفعال وأن نجعل المصلحة العامة من جميع جوانبها هي ما نستند إليه في طرحنا، لذا تود الهيئة أن تستعرض التالي: أولاً: أعداد الطلاب والطالبات الملتحقين بالمعاهد الصحية الأهلية: يجب العلم أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية تشرف على 121 معهداً صحياً أهلياً منهم 77 و44 للبنات وتشمل هذه المعاهد 392 برنامجاً صحياً تؤهل لدرجة الدبلوم في 21 تخصصاً صحياً. أما فيما يتعلق بأعداد الطلاب والطالبات الذين هم الآن يدرسون في هذه المعاهد فقد بلغ 28100 طالب وطالبة في جميع أنحاء المملكة معظمهم يتمركز في المدن الرئيسية، وهذه الإحصائيات لا تشمل على أعداد الطلاب والطالبات الملتحقين ببرامج الدبلوم الصحي لدى الجهات الحكومية الأخرى مثل الجامعات وكليات المجتمع والكليات الصحية والقطاعات العسكرية وغيرها، أما ما يتعلق ببرنامج دبلوم فني طوارئ فإن الإحصائيات المتوفرة لدى الهيئة تبين بأن الأعداد التي تدرس هذا التخصص حالياً في المعاهد الصحية الأهلية بلغت 2800 طالب فإذا ما قسمنا هذا العدد من الطلاب على سنتين ونصف وهي مدة الدراسة الحالية بالمعاهد مع التقاط بعض الأنفاس بعد التخرج فإننا نتحدث عن التحاق حوالي 1100 طالب سنوياً في المعاهد الصحية الأهلية لدراسة دبلوم فني طب طوارئ هذا طبعاً باستثناء الطلاب الذين يلتحقون في القطاعات الحكومية الأخرى للتأهيل لدرجة فني طوارئ وكذلك باستثناء البرامج التي أوشكت أن تبدأ في بعض الجامعات السعودية للتأهيل إلى درجة البكالوريوس في ذات التخصص. ثانياً: سياسة الإحلال ومستوى التأهيل المطلوب: يعرف الجميع والمتخصصون في المجال الصحي ويؤكدون بأن الخبرة المكتسبة من خلال الممارسة العلمية بعد التخرج في المجال الصحي ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها في جميع التخصصات الصحية بما في ذلك فئة الأطباء وغيرهم من الممارسين الصحيين هذا إذا ما أردنا أن نحافظ على جودة الخدمات الصحية المقدمة وبالأخص في مجال الطوارئ، وبالتأكيد بأن القائمين على هيئة الهلال الأحمر السعودي يدركون أهمية ذلك، وكي يكتسب الخبرة من هم حديثي التخرج يجب أن يكون لدى أي جهاز أو قطاع صحي ممارسين صحيين ذو خبرة لينقلوها إلى الخريجين الجدد. ثالثاً: ما يتعلق بالبيان الذي نشرته الهيئة على موقعها الإلكتروني فهو يعطي الطلاب والطالبات مؤشراً عن الفرص الوظيفية من وجهة نظر الهيئة للمستقبل المنظور (بعد ثلاث سنوات) ومن خلال الأعداد الحالية الملتحقة بالمعاهد الأهلية في مختلف التخصصات. رابعاً: الوظائف الشاغرة: نوه التحقيق الصحفي عن وجود 509 وظائف شاغرة لدى الهلال الأحمر السعودي وهنا نشيد مرة أخرى بجهود سمو الأمير فيصل بن عبدالله، وبالإطلاع على بيان الوظائف الخاصة بفنيي الطوارئ والمسجلة لدى نظام العمل والعمال يتبين بأن لديهم 146 وظيفة مشغولة بالسعوديين و307 وظائف لغير السعوديين وأما الوظائف الشاغرة والمتاحة فعددها 57 وظيفة، والهيئة أيضاً على علم بأن القطاعات العسكرية الكبيرة لديها برامجها الخاصة في دبلوم فني طوارئ لسد احتياجاتها، ووزارة الصحة أعلنت عن رفع مستوى التعيين للفنيين الصحيين لدرجة بكالوريوس في غضون ثلاث سنوات وهي تعاني من محدودية عدد الوظائف الشاغرة لفني طب الطوارئ. البيان ذكر بأن الفرص الوظيفية ضئيلة لحملة دبلوم فني طوارئ في المستقبل القريب (ثلاث سنوات) بناءً على عدد الوظائف المتوفرة. خامساً: الإشراف على المعاهد: وقد تطرق سعادة مدير التدريب الأخ العيد إلى أن على الهيئة الاهتمام بتطوير مخرجات المعاهد لا أن تتدخل في توجيه الطلاب إلى الفرص الوظيفية المتاحة في المستقبل المنظور، ونحن هنا نخالفه الرأي ونقول إنه من ضمن مسؤوليات الهيئة الإشراف على المعاهد وأنه من أحد ركائز هذا الإشراف هو التوجيه وتنبيه الطلاب مع بداية كل عام دراسي إلى التخصصات التي تتميز بفرص وظيفية أكبر بعد تخرجهم وذلك من خلال الإحصائيات التي تتوفر لديها وحاجة سوق العمل والأعداد الملتحقة حالياً وتوجه القطاعات الصحية الكبرى وعلى رأسها وزارة الصحة من رفع مستوى التعيين على الوظائف الصحية إلى درجة بكالوريوس. أما فيما يخص توجيه الأخ العيد بأنه على الهيئة زيادة الاهتمام بالإشراف على المعاهد فهذا صحيح والهيئة عندما أخذت مسؤولية الإشراف على المعاهد كان ذلك في مطلع عام 1426ه وكان الوضع وقتها لا يسر إذ أنه غير مبني على منهجية علمية صحيحة وكان على الهيئة أن تعيد تأسيس وضع المعاهد على أسس ومعايير ولوائح واضحة. ونتمنى أن يدرك الجميع بأن الهيئة لا تدرّس ولا تدرّب في تلك المعاهد وهي لا تستطيع أن تراقب على مدار الساعة وإنما هي تضع اللوائح والمعايير وتعد المناهج على أسس علمية وتحدد متطلبات التدريب والتعليم وتراقب ذلك وتتعشم أن يراقب القائمون عليها وهم من أبناء الوطن الله في عملهم وأن يحكموا ضمائرهم فيما يعملون وما اؤتمنوا عليه ولكنها وللأسف تكتشف من فترة لأخرى وجود بعض التجاوزات بعضها خطير من بعض تلك المعاهد وقد جمدت الهيئة أنشطة عدد منها، والأمل بأن تتضافر الجهود وأن يعي القائمون على هذه المعاهد بأن التعليم أمانة قبل أن يكون استثماراً وخاصة إذا كان في المجال الصحي. والله من وراء القصد * مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام