بدأت الجزائر ترقص على أنغام الموسيقى الإفريقية .. المدن الكبرى .. العاصمة على وجه التحديد ، التحفت بألوان القارة السمراء استعدادا للحدث الثقافي الإفريقي الأكبر في القارة .. البناف الثاني .. المهرجان الإفريقي الذي يعود مرة أخرى ليعانق الجزائر في طبعته الثانية بعد أربعين سنة. شوارع العاصمة الجزائر تلبس على بعد أسبوع فقط من انطلاق فعاليات التظاهرة الثقافية القارية التي ستمتد من 4 إلى 20 يوليه المقبل حلتها الإفريقية .. ساحات المدينة العمومية وحدائقها تعطرت بروائح السمراء .. واجهات المسارح وقاعات السينما والفنادق الكبرى كستها الملصقات الإشهارية الخاصة بالحدث الإفريقي .. القاعة البيضاوية بالمركب الأولمبي 5 يوليه أعالي العاصمة الجزائر تحتضن آخر بروفات حفل الافتتاح الضخم .. وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي وعدت بفرجة إفريقية لا سابق للجزائريين بها .. أكثر من 800 مليار سنتم صرفت على المهرجان .. مبلغ ضخم لم يمنح قط لأية تظاهرة ثقافية سابقة بما في ذلك تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية العام 2007 أو السنة الثقافية الجزائرية في فرنسا العام 2006 . عقارب الساعة في الجزائر تتحرك هي الأخرى على وقع موسيقى السوكو والزوقلو والماكوسا .. الأطفال في شوراع العاصمة يرقصون على أنغام أسطورة الغناء الإفريقي مريم ماكيبا المنبعثة من فضاءات الموسيقى ومقاهي الأنترنت ومعارض الكتب والمكتبات العمومية. ومثل الفنانين والموسيقيين يحضر الكتاب والأدباء والروائيون الأفارقة .. بعضهم موجود ضمن فعاليات " المهرجان الدولي لأدب وكتاب الشباب " المنتظم تحت شعار " كتاب لصيف إفريقي " الذي تجري فعالياته بالساحة الكبرى للمركب الثقافي رياض الفتح بقلب العاصمة منذ ال 21 يونيو إلى 29 منه ، وبعضهم الآخر في طريقه إلى الجزائر لتنشيط عدد كبير من الندوات واللقاءات الموضوعاتية حول الأدب الإفريقي تحت عنوان كبير " عمّ يتكلم الكتاب الأفارقة اليوم ؟ " وتحت شعار كبير آخر " إفريقيا التجديد والنهضة " تجمع الجزائر في عرسها الإفريقي الثقافي كل الأصوات وكل الألوان وكل الإبداعات وكل الأحلام .. 8 آلاف مشارك .. من بينهم 232 سينمائيا إفريقيا سيعرضون أكثر من 100 فيلم من أمهات الأفلام الإفريقية ، و 2300 فنان يحييون عشرات العروض الفولكلورية والكوريغرافية التي تحكي سحر السمراء .. 450 مسرحيا إفريقيا، سيعرضون 41 عملا ل 16 بلدا ومعارض للفن التشكيلي وإقامات فنية للمبدعين الأفارقة الذين سيعكفون طيلة اللقاءات التي ستجمعهم ضمن هذه الإقامات على التحضير لكتاب ضخم يحمل عنوان "إفريقيا عاصمتها الجزائر".