قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظة الله دعمه اللامحدود لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والذي نظم من 1425ه ثمانية لقاءات بين مختلف أطياف المجتمع للحوار في قضايا منوعة، وعقد للتحضير لهذه اللقاءات عشرات الملتقيات في الجامعات ومؤسسات الدولة في مختلف مناطق المملكة، وطرقت اللقاءات مواضيع متعددة، شملت الوحدة الوطنية والعلاقات والمواثيق الدولية، والرؤية المنهجية الشاملة للغلو والاعتدال، والمرأة وقضايا حقوقها وواجباتها، ومختلف قضايا الشباب، والعلاقة مع الآخر وبلورة رؤية وطنية للتعامل مع الثقافات العالمية، والتعليم وسبل تطويره، ومجالات العمل والتوظيف، والخدمات الصحية، في حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية، بمشاركة فاعلة من كل أطياف المجتمع ذكوراً وإناثاً من أبناء هذا الوطن. وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدا لعزيز إبان ولايته للعهد، بمناسبة إعلان موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله -على قيام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، تأكيداً على هذا الدعم: " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أمرنا في محكم كتابه بالتعاون على البر والتقوى والصلاة والسلام على نبيه الذي أوصانا بالنصح لكل مسلم وبعد.. أيها الإخوة.. لقد شهدنا في الفترة الأخيرة تطورا هاما تمثل في انعقاد اللقاء الوطني للحوار الفكري هذا اللقاء الذي ضم نخبة صالحة إن شاء الله من أبناء الوطن العزيز من مختلف المشارب والتوجهات اجتمعوا في ظل المحبة الإسلامية وتناقشوا في رحاب الإخوة الوطنية وانتهوا إلى توصيات بناءة تعزز التمسك بالعقيدة السمحة وتؤكد الوحدة الوطنية فلهم من جميع أبناء الوطن الشكر والتقدير. ولقد رأى هؤلاء الإخوة الكرام أن يستمر الحوار ويتسع نطاقه ليدخل فيه المزيد من المتحاورين وليبحث فيه المزيد من القضايا بهدف أن يتطور الحوار حتى يكون أسلوبا بناء من أساليب الحياة في المملكة العربية السعودية. ويسعدني أن أتحدث إليكم لأعلن عن موافقة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدا لعزيز يحفظه الله على قيام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ليكون وسيلة عملية لتحقيق الهدف المذكور. وسوف يكون مقره في مدينة الرياض ويجري العمل الآن على تجهيز المقر وسوف يستعين المركز بمرافق وخدمات مكتبة الملك عبدا لعزيز العامة لتسهيل أعماله. ولا يراودني أدنى شك أن إنشاء المركز وتواصل الحوار تحت رعايته سوف يكون بإذن الله إنجازا تاريخيا يسهم في إيجاد قناة للتعبير المسؤول سيكون لها أثر فعال في محاربة التعصب والغلو والتطرف ويوجد مناخاً نقياً تنطلق منه المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي ترفض الإرهاب والفكر الإرهابي. أيها الإخوة.. إننا في هذا الوطن الحبيب لم نحقق ما حققناه من أمن وأمان ورخاء ورفاه إلا بفضل العقيدة الإسلامية ثم بفضل تمسكنا بوحدة هذا الوطن وإيماننا بالمساواة بين أبنائه وأن أي حوار مثمر لا بد أن ينطلق من هاتين الركيزتين ويعمل على تقوية التمسك بهما فلا حياة لنا إلا بالإسلام ولا عزة لنا إلا بوحدة الوطن ولن نقبل من أحد كائنا من كان أن يمس مبادئ العقيدة كما أننا نرفض أن يسعى أحد كائنا من كان للعبث بالوحدة الوطنية. ان آداب الحوار يجب أن تنطلق من منهج السلف الصالح الذي يعتنقه شعب المملكة.. وقد كان السلف الصالح عليهم رضوان الله لا يجادلون إلا بالحكمة والموعظة الحسنة ويعملون بتوجيه سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام "من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت" كما كانوا يعتبرون سب المسلم فسوقا وقتاله كفرا. هذا هو الطريق السليم للحوار. وأنني على ثقة أن علماء هذا الوطن ومفكريه ومثقفيه هم من يسلك هذا الطريق المستقيم وأنهم يدركون كما أدرك أن المملكة قيادة وشعبا لن ترضى أن تتحول حرية الحوار الى مهاترة بذيئة أو تنابز بالألقاب أو تهجم على رموز الأمة المضيئة وعلمائنا الأفاضل. أن هذا الوطن الذي يتشرف بخدمة الحرمين الشريفين والذي تهوى إليه قلوب المسلمين من كل مكان لا يمكن أن يضم فكرا يخرج قيد شعرة عن ثوابت العقيدة الإسلامية كما أنه لن يقبل فكرا يحرف تعاليم الإسلام ويتخذ شعارات خادعة لتبرير الأهداف الشريرة في تكفير المسلمين وإرهابهم وان شعبنا السعودي لا يرضى بديلا عن الوسطية المعتدلة التي ترفض الغلو والتعصب بقدر ما ترفض الانحلال والإباحية. وختاما أدعو الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه انه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته." ويسعى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إلى توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته، محققاً لعدة أهداف منها: تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية، وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف، والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها، من خلال الحوار البناء ومعالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته، وترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوباً للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا، وتوسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية، وتفعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة، وتعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد في الخارج، وبلورة رؤى إستراتيجية للحوار الوطني وضمان تفعيل مخرجاته. ويتكون المركز من ثماني إدارات: إدارة اللقاءات والندوات والمؤتمرات، إدارة الحوار الخارجي، إدارة الشؤون الإدارية والمالية، إدارة الدراسات والبحوث والنشر، إدارة التدريب وورش العمل، إدارة مركز المعلومات والوثائق، إدارة دليل المثقفين، إدارة العلاقات العامَّة والإعلام. وأصدر المركز العديد من النشرات والكتيبات بالإضافة إلى موقعه الإلكتروني والذي ضم إرشيف اللقاءات وأخبار المركز وما صدر عنه.