سألني صديقي عما إذا كنت سأتابع المباراة النهائية؟؟ أظنني ابتسمت حينها، وكدت أن أقول له: وهل يمكن ألا أتابعها؟ إلا أنني توقفت قليلا، وانثالت في مخيلتي الكثير من التساؤلات: ما هو الحد الفاصل بين رغباتنا الرياضية وبين حياتنا؟ إلى أي حد تكون الرياضة مؤثرا فاعلا في قراراتنا اليومية؟ كيف هي حياتنا بوجود الرياضة ضمن اهتماماتنا وأيضا بخلوها من الرياضة وصخبها ومتابعاتها؟ كيف ستكون حياتنا بدون ألوان الرياضة؟ ماذا سيعني لنا اللونان الأصفر والأحمر؟ هل سيكون للأخضر أو العشبي معنى غير المعنى المعتاد؟ هل سيبدأ لون البحر بالتغير من الزرقة إلى لون آخر؟ كنت أتساءل كيف ستبدو نقاشاتنا بدون رياضة؟ وهل سيكون للتنافس طعم مختلف عن طعمه المعتاد؟ وهل سيكون هناك ما سيعلو على صراخ الأصدقاء أثناء مشاهدة مباراة؟ لوهلة سرقني التفكير من صديقي ثم عدت إليه وابتسمت قائلا: بالتأكيد سأتابعها، ولكنني أحلم بالكثير من أجل الرياضة والكرة في السعودية!! إن وصول ناديين عريقين مثل الاتحاد والهلال ليعزز النظرية القديمة بالتنافس الحاد بين ناديين محددين فقط. إن التطور الذي تعيشه الكرة وتطور الرياضة في السعودية يحتم علينا التفكير في اتجاهات مختلفة لعل أهمها هو الرغبة الحقيقية في ظهور منافسين مختلفين غير هذين الناديين. منذ سنوات لا بد أن يصل إلى النهائي أحد هذين الناديين إلا فيما ندر!! والتساؤل الحقيقي الذي أرى بضرورته هنا.. هو لماذا؟ وأين الأندية الأخرى من المنافسة؟ قد تواجه بعض الأندية ظروفا مؤثرة خلال بعض المواسم ولكن هل هذه الظروف مستمرة معها كل المواسم!! إننا إذا كنا ننظر إلى الرياضة في بلدنا نظرة شمولية، فهذا يتطلب منا إعادة النظر في الحضور الحقيقي لبعض الأندية!! إن قدرة أي نادي على التواجد المشرف خلال موسم رياضي لا يعكس فقط قدرة النادي على المنافسة، بقدر ما يعكس المنهجية الفعلية والتخطيط المدروس لإدارة النادي ومسؤولية. ماذا تعني المباراة النهائية لرؤساء الأندية في السعودية؟ ماذا تعني المباراة النهائية لأي لاعب؟ ماذا تعني المباراة النهائية لأي طاقم فني في أنديتنا؟؟ إن هذه التساؤلات تحمل إلى أذهاننا جميعا كرياضيين وكمتابعين وكمحبين للرياضة آمالا واسعة أن تكون الرياضة عندنا تنافسية بشكل حقيقي أكثر مما هي عليه الآن. إن تكرار وصول ناديين محددين للمباراة الختامية يشي بأن الأندية الأخرى لا تزال تمارس دورا ثانويا في حضورها خلال المواسم الرياضية، ويبقى السؤال معلقا كنجمة لا تأفل: هل أنديتنا قادرة على المنافسة والوصول إلى منصات التتويج أم أنها دائما ما ترضى من الغنيمة بالإياب. في العارضة حينما تجتمع الاحترافية وصفاء النية فإن النتيجة المنطقية لابد أن تنصف رجل كعبدالرحمن بن مساعد. جبل الجليد "سول" بحاجة بجانب الفعل إلى " قول". لا يخشى على الهلاليين في النهائي إلا من أنفسهم وروح نور. يفصل الاتحاد عن البطولة "قفازا" ظاهرة الأرض الكروية الدعيع.