الحوار هو أسلوب حديث، في شكله ومضمونه، سواء كان الحديث فردا لفرد، أم كان مخاطبة للجماعة. وأسلوب الحديث هو سلوك انساني تشارك في تكوينه عوامل مختلفة من البيئة، والتعليم، والمزاج، والثقة في النفس، والثقة ايضا في ما قد يأتي عليه المتحدث من حديث. قد ينشأ الانسان في بيئة يكون التحاور فيها مزيجا من الصخب والمبالغة في القول، وقد ينشأ في بيئة أخرى يكاد يكون فيها الهمس لغة الحوار. وقد يتحدث الانسان عن قضية عادلة باسلوب فج في اختياره، وانفعال في طرحه، فيضيع بذلك حق ليس مقدرا له ان يضيع. وقد يتحدث آخر مدافعا عن باطل فيستعين برقة الاسلوب، وهدوء التناول، والالتفاف على وجه الباطل في ما يقول، ليبدو وكأنه يدافع عن حق أبلج كضوء القمر. فالحوار عند الفرد هو، اذن ، طبع، وبيئة وثقافة. فأين يقف الانسان السعودي من مكونات الحوار؟ الانسان السعودي هادئ بطبعه، يكره الصخب، قليل الكلام، معتدل النبرة، متسامح في مواقفه الا ما كان استثناء من ذلك. ولقد تكونت هذه الصفات لدى الانسان السعودي بتأثير البيئة المحيطة به، في المنزل، والمدرسة، والعمل، فهو يعيش في وسط تشكل فيه مظاهر العبادة لله، وما تقتضيه من سكينة النفس، والهدوء، جل حياته، وفي منزل محافظ قل ما يرتفع فيه صوت من أصوات ساكنيه، ملتزما بقيم الصدق، ورعاية الجار، والتواصل الاسري وما الى ذلك من مكارم الأخلاق. وهو ايضا ابن الصحراء وما توحي به الصحراء من الرغبة في التأمل، والخلود لسكونها، والارتياح لهدوئها، وما توقظه في النفس من مناجاة صامتة لشؤون الدنيا والدين. إن الصحراء تغلفه من كل جانب حتى لتكاد تقول له انني قدرك وقرينك. ولما كان الانسان السعودي على ما هو عليه من هدوء في الطبع والحياة فان حكومته لابد ان تكون في حوارها مع الآخرين معبرة عن خلقه وتفكيره. لم تكن المملكة العربية السعودية يوما، منذ تأسيسها، دولة بادئة بالعدوان، وكانت تدفع اعراض التوتر في العلاقات بضبط النفس، وتفضيل سياسة الحوار، كما لم يكن في سياستها ايضا ان تلج نفسها في مواقف قد ينتهي بها التصعيد الى ارباك علاقاتها مع الآخرين. فهي الدولة المسلمة، المؤتمنة على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية الحجيج، قضى قدرها ان تظل في وئام وسلام مع جميع الدول الاسلامية. وهي الدولة التي شاء الله ان تنام على مخزون نفطي هائل ارتبطت به اقتصاديات العالم، ورأت المملكة في هذا الفضل الالهي مسؤولية مارستها، في كل الظروف، بحكمة وادراك لمصالحها ومصالح الآخرين، فاكتسبت بذلك تقدير العالم وثقته واطمئنانه في الاعتماد على سياستها البترولية. وهي الدولة التي نأت بنفسها عن كل مواقف المزايدات. هذه هي الصورة التي ترى المملكة العربية السعودية نفسها عليها، وتراها ايضا في نظرة الرأي العالمي لها، فحرصت على أن تظل هذه الصورة نقية دائمة الصفاء، لا ينالها خدش او اهتزاز. هذه الحقائق اكسبت المملكة العربية السعودية ثقة العالم فيها كدولة جادة، رصينة، بعيدة في سياستها عن الهوى والانفعال، يوثق فيها ويوثق فيما تلتزم به من عهود فاكتسبت المملكة، تبعا لذلك الثقة الدائمة بنفسها، وبسياستها فعمدت الى مبادرات دفعت بها الى طليعة الصفوف في الاحداث الدولية الراهنة. وكانت قناعتها في جميع هذه المبادرات ان الحوار، والحوار وحده، كفيل بايجاد الحلول للمشاكل المستعصية. استضافت الفرقاء المختلفين من فلسطين وافغانستا، والسودان، والصومال، في اجتماع علني للحديث في ما بينهم من خلاف، وساندت تلك الاطراف في سعيها المتواصل معهم، فضلا عن مساعيها الهادئة، البعيدة عن العلن. وهي لا تعاني، في ذلك، من الخوف من عقد التأويل وما قد يقال وما قد لا يقال، فمبادراتها في الدعوة للحوار صادرة عن قناعة تعززها شجاعة بوجوب الاقدام على هذه المبادرات. عندما اقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة العربية في بيروت عام 2002م على دعوة اسرائيل للسلام على أساس الانسحاب الكامل من الاراضي العربية وعودة اللاجئين والحقوق الفلسطينية الأخرى لم يبال بما قد يعمد اليه المزايدون. كما ان دعوته لحوار الاديان قد جاءت عندما ايقن ان الاسلام قد تعرض للطعن والتشويه بما لا يطاق، وفتح بذلك بابا كان مغلقا، وتناول موضوعا ظلت تحيط به الشكوك وانعدام الثقة، والجهل والتحامل لقرون عديدة. نعم لقد تناول بعض المفكرين من المسيحيين والمسلمين اختلاف الأديان في حوار عقائدي. على أن ذلك الحوار لم يفض الى تفاهم متبادل يخفف من حدة الاحتقان في العلاقة بين الديانتين، المسيحية والاسلام. إن اعمال الارهاب التي ترتكب باسم الاسلام والممارسات الوحشية في قتل الأبرياء، في العراق، وافغانستان وباكستان، والغلو في التعصب للاسلام، والدعوة لكره غير المسلمين، وممارسة العنف المثير للفزع مثل قطع الرؤوس وعرضه من خلال الانترنت والتلفزيون، قد ادت الى مسارعة وسائل الاعلام الغربية لمتابعة هذه الممارسات واحاطتها بكل تعليقات الاثارة والاخافة من الاسلام مما جعل السكوت على هذا الامر، واتخاذ موقف المتفرج منه، اعراضا عن الدفاع عن العقيدة، وصمتا على الحاق الظلم بالاسلام. في هذا الجو من الممارسات المدانة سواء كانت عملا ارهابيا يلبس ثياب العقيدة، وتحمل اوزاره الاسلام، ام كانت مواقف عقائدية متشددة تنفر، وتخيف، وتقتل بالتالي حتى الرغبة في الحوار، وتحسب ظلما على الاسلام، في هذا المناخ المتوتر من علاقة الاسلام بالاديان الأخرى وصورة الاسلام في الذهن الغربي تزداد عتمة وظلاما، بادرت المملكة العربية السعودية الى الدعوة لحوار الأديان. ولم يكتف الملك عبدالله بن عبدالعزيز بان يقتصر انعقاد مؤتمر حوار الاديان على العاصمة الاسبانية وان يشارك فيه علماء ومفكرون من الاديان السماوية الثلاثة الاسلامية والمسيحية واليهودية بل حمله الى أعلى منبر عالمي تناقش فيه شؤون الدنيا، الى الاممالمتحدة كي يعطي لدعوته للحوار بعدا عالميا ويتحول الحوار بالتالي لمطلب دولي يتجاوز حدود المسجد والكنيسة والمعبد اليهودي، وما قد يحيط بالحوار بينها من تعصب وغياب الثقاة والسلوك الانفعالي. أرادت المملكة العربية السعودية، على لسان عاهلها، ان تخاطب العالم دفاعا عن الاسلام، ورفعا للتحامل عليه، من خلال تفهم افضل لأحكامه العظيمة، وتبرئته مما ينسب اليه. والمملكة العربية السعودية تدرك، وهي تدعو لحوار الأديان، انها تدعو اطرافا قد استقرت في ذهنها صورة ربما كانت أسوأ صورة عن الاسلام. هذه الصورة ليست وليدة احداث 11 سبتمبر وليست وليدة الشطط في القول والفعل الذي تعمد اليه منظمات ركبت مركب الاسلام وحملت اوزارها عليه، بل انها حصيلة تراكمات تاريخية من الاساءة المتعمدة للاسلام. فالكنيسة العالمية، في سعيها للتبشير بالدين المسيحي، لم تكن يوما رحيمة بالاسلام. كما ان الاستعمار الغربي لبعض البلاد الاسلامية، وعلى نحو خاص الاستعمار الفرنسي للدول المغاربية الثلاثة، الذي تسبب في ان تظل شعوب المغرب العربي الاسلامية في وضع اقتصادي واجتماعي متخلف، قد هيأ للمستشرقين الغربيين مادة للحديث عن الاسلام «دين الفقر والتخلف ودين العيش في الخرافات». ونقلت تلك المعلومات المضللة إلى مناهج التعليم في مدارس البلاد الأوروبية لينشأ الطالب على رأي معاد سقيم في الإسلام. ويظل هذا الرأي ملازماً له طوال حياته، بل ويزداد سوءاً على نحو ما سوف آتي عليه. وجاء الصراع العربي الإسرائيلي ليكون مدخلاً آخر جديداً للإساءة للإسلام من خلال الإساءة للعرب. لقد ظل الإعلام، بالنسبة لإسرائيل، واحدة من المعارك الحاسمة في صراعها المصيري مع العرب. ولم تبق المنظمات الصهيونية العالمية على وسيلة إعلامية إلا وجعلت منها سلاحاً إعلامياً للنيل من العرب، ومن الإسلام من خلال العرب. ولأن هذا الصراع هو بالنسبة لإسرائيل معركة حياة وقدر ومصير، فقد عبأت المنظمات الصهيونية كل ما في قدرتها، وهو شيء مذهل ومؤثر وكبير، من وسائل الإعلام لتقدم العربي المسلم في صورة الإنسان المتخلف، الحقود، الكاره للسلام، المستسلم للأنظمة المستبدة، الجاهل بحقوقه، الانفعالي الذي يستهويه العنف وينفر من الحوار وما إلى ذلك من صفات السوء. وفي ظل غياب إعلامي عربي نشط مناهض فإن مضامين الحملة الصهيونية ضد العرب المسلمين تكاد تتحول لقناعات في فكر الإنسان الغربي. وهنا يجب التنويه إلى أن الإعلام الصهيوني يهاجم المسلمين العرب دون بقية المسلمين الآخرين. فهو يهاجم العربي المسلم لأنه عدوه ولم يهاجم يوماً المسلم الماليزي أو المسلم الإيراني أو المسلم السنغالي. والجانب الآخر في المشكلة يكمن في رؤية المثقفين الغربيين للإسلام وتناولهم لأحكامه بالنقد والاستنكار. فهم يرون في أحكام الإسلام من الأمور الصادمة ما لا يستقيم مع ما وصلت إليه الحضارة الإنسانية من رفع لشأن الإنسان وحياته وكرامته وحقوقه. ويتجنبون الحديث في جانب العبادات في الإسلام ويكثرون من الحديث، طعناً، واستهجاناً، في جانب المعاملات لأنها أشد إثارة وأسهلها فهماً للمواطن الغربي قياساً بحياته ومعتقداته. فهم لا يكفون في حواراتهم مع السفراء العرب في أوروبا عن ترديد القول: أليس الإسلام هو الدين الذي يقضي برجم الزانية حتى الموت؟. أليس هو الدين الذي يقضي بقطع يد السارق ليصبح ذا عاهة تلازمه مدى الحياة؟. أليس هو الدين الذي يبيح للرجل الجمع بين أربع زوجات في آن واحد، ويملك عليهن حق الطلاق متى يشاء؟ أليس هو الدين الذي لا يعدل بين المرأة والرجل في المواريث ويفرض الغطاء على وجوه النساء؟ أليس هو الدين الذي يحرض على كره غير المسلمين؟ ويمضون في استعراض لا ينتهي لما يرونه في هذا الدين من أحكام تناقض كل ما هو أساسي في حياتهم. وهنا أيضاً غالباً ما يعجز السفراء عن التصدي لهذه الهجمة على الدين. فهم يفتقدون لوحدة الخطاب في الشأن الإسلامي، حتى في ما أشرنا إليه أعلاه من أحكام. ولا يجدون موقفاً موحداً لعلماء المسلمين يواجهون به مآخذ الغرب على الإسلام. هذه الحقيقة تجعل من الخطاب الإسلامي في مواجهة الغرب خطاباً مرتبكاً ومربكاً في آن واحد. كما ان من المآخذ الهامة التي لا يتوقف الغرب عن ترديدها على دعوة المملكة العربية السعودية لحوار الأديان هي أن المملكة في دعوتها للتسامح والتقريب بين الأديان ليست دولة متسامحة فعلاً، مشددين على انه في الوقت الذي رحبت الدول الغربية ذات العقيدة المسيحية في أوروبا وأمريكا بإقامة المئات من المساجد على أراضيها فإن المملكة العربية السعودية ترفض وجود أية معابد أخرى غير المساجد، وفي ذلك حرمان للملايين من المسيحيين المقيمين على أرضها من ممارسة عباداتهم على نحو ما يقوم به المسلمون في العالم الغربي. ولأني كثيراً ما كنت أواجه بهذا السؤال خلال عملي وزيراً للإعلام، أو سفيراً في باريس، أو حتى أميناً عاماً لمجلس التعاون فإن الدفع الذي أرفعه في وجه هذا التساؤل هو ان المملكة العربية السعودية تنفرد بوضع خاص لا يماثلها فيه أي بلد إسلامي آخر. فالمملكة العربية السعودية تكاد تكون البلد الوحيد في العالم الذي جميع سكانه مسلمون. وانه لا يوجد سعودي واحد غير مسلم. فهي، إذن بلد الإسلام والمسلمين، وتبعاً لذلك فإن إقامة دور للعبادة لغير المسلمين هو تحد لمشاعر السعودي المسلم، واقتحام لا يحتمل لعقيدته وهو يعيش في وطن وعلى أرض كرمها الله بوجود الحرمين الشريفين. وان المملكة العربية السعودية لا تلوذ، في موقفها هذا وراء الصمت أو الاعتذار. فالأمر بالنسبة لها غير قابل للبحث فيه وجعلت منه موقفاً معلناً كي يحيط به الجميع. وان المملكة لا تتدخل في حق المسيحي المقيم في المملكة في أن يمارس عبادته في منزله. أيها الجمع الكريم، هذه في إيجاز مكونات الرؤية السلبية للإسلام كما استقرت في ذهن المواطن الغربي من خلال وسائل إعلامه. المملكة العربية السعودية تدعو إلى حوار الأديان وهي تعلم ان الإسلام قد حمل من الأباطيل، والأوزار، ولحقه من التشويه ما قد يجعل الدفاع عنه أمراً عصياً. وهي تعلم أيضاً ان الاقتتال المذهبي بين المسلمين، والغلو في تفسير الدين وإثارة الفزع منه، على نحو ما هو عليه الآن يجعل مهمة الحوار أكثر تعقيداً. على أن كل ذلك لم يثن الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن حمل الأمانة والدعوة إلى حوار عقلاني ينير بصيرة المتحاورين ويرفع عن الإسلام، بأعمال الفكر والتجرد عن الهوى، كل ما ألصق به عمداً من تشويه. بل إن خادم الحرمين الشريفين بهذه الحقائق قد عزز من تصميمه على المضي في مناداته لحوار الأديان، فليس أمام العالم الإسلامي من سبيل لدفع الأذى عن الإسلام إلا بالحوار، بالبصيرة، والمفاتحة المطلقة، والجرأة في اقتحام المحظور، بعيداً عن اعتبارات المجاملة والرغبة في تجنب الصدام. والمملكة العربية السعودية، في سعيها للدعوة لحوار الأديان، لا تبحث عن مخرج لمشاكل ثنائية بينها وبين دول العالم. فليس بينها وبينهم إلا ثقتهم فيها، وفي اعتدال سياستها الاقليمية والدولية. بل تبنى سعيها هذا على قناعتها بمسؤولياتها كدولة إسلامية كرمها الله بشرف خدمة دينه. لقد قام الملك عبدالله بزيارة البابا في مقره في الفاتيكان وهو بذلك يكون أول ملك من ملوك المملكة العربية السعودية يبادر إلى هذه الخطوة الغنية بالدلالات، وليسكت بذلك أيضاً أصوات المغالين في عدائهم للإسلام واتهامهم للمسلمين بكرههم لغير المسلمين. إن الدعوة لحوار الأديان أصبحت عملاً ملحاً، في زمن سادت فيه مواقف الانفعال، والكره المتبادل بين الأديان، والاستقواء على الضعيف كما هو جار في فلسطين، ودخول الإعلام الغربي كي يؤجج في طروحاته وتحليلاته مشاعر الإنسان الغربي ضد ما يصفونه ب «روح التعصب والعنف في الإسلام». والخارجون عن الإسلام يقدمون لهذا الإعلام كل يوم، بممارستهم المستنكرة من مبررات التأجيج ما يثقل القلوب بحزن شديد. وجاء عهد الفضائيات وما صاحبه من انفلات لا ضابط له ولا رقيب عليه ليتيح لأعداء الإسلام أن ينهالوا، عليه وعلى شخص رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، بالقول السفيه والدعاوى الباطلة والتطاول الكريه ما يوقف الأنفاس في الصدور. بل أكثر من ذلك ما انتهت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً من قرار يحظر الطعن في الأديان أو تحقيرها. هذا القرار اعترضت عليه الدول الغربية وعارضته لأنها ترى فيه قيداً على حرية التعبير. في هذا الجو المشحون بمشاعر العداء للإسلام، والفهم الباطل لأحكامه، والدعوة للحرب عليه حرباً إعلامية شرسة تبادر المملكة العربية السعودية للدعوة لحوار الأديان متجاهلة كل دواعي الاستفزاز، ومحاولات الحيلولة دون انعقاد الحوار، واغلاق المداخل إليه من قبل أولئك الذين لا يكفون عن التحذير ان لا فائدة من الحوار مع دين القتلة، والمتعصبين والكارهين للأديان الأخرى. إن النهوض بهذه المهمة عبء ثقيل. بالغ الأهمية في ما قد يفضي إليه من اخفاق أو ما يفضي إليه من نجاح. إنها مهمة تستوجب عملاً جماعياً إسلامياً متعدد القوى، متعدد المنابر، واثقاً من عدالة ما يدعو إليه، واختيار أفضل سبل الحوار، وسيلة لذلك الحوار. لقد نهضت المملكة العربية السعودية بواجبها في هذا المسعى خير نهوض، وهي لا ترى منة في ذلك. ولم يبق، في اعتقادي، إلا أن تبادر منظمة مؤتمر العالم الإسلامي، تأسيساً على مبادرة خادم الحرمين الشريفين، وأعضاؤها ست وخمسون دولة إسلامية، لقبول هذا التحدي الكبير والشروع في حوارات مع قادة الفكر وموجهي الرأي العام في الغرب واعتبار هذه المهمة أولوية تعلو على كل ما عداها من أولويات العمل الإسلامي، فليس هناك من سبيل آخر بديلاً عن هذا السبيل.