أوصت لجنة مكافحة التبغ بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بزيادة الضرائب المفروضة على التبغ للحد من انتشاره وحماية الناس من مخاطره إلى جانب التأكيد على رفع الوعي الصحي باعتبار التدخين المسبب الرئيسي للكثير من الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة كأمراض القلب والسرطانات وغيرها من الأمراض. جاء ذلك خلال الاجتماع التاسع عشر للجنة الخليجية لمكافحة التبغ الذي عقد أمس في فندق فلورا كريك بدبي وحضره ممثلو دول مجلس التعاون الخليجي ويستمر يومين. وقال الدكتور علي أحمد بن شكر مدير عام وزارة الصحة الاماراتي خلال ترؤسه الجلسة الافتتاحية إن هذا الاجتماع يأتي تلبية لدعوة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون بهدف دراسة المستجدات التي طرأت حول برنامج مكافحة التبغ وتطويره. مؤكدا أن المواضيع التي يناقشها الاجتماع تتخذ أهميتها كونها تمثل مبادىء عمل لتفعيل القرارات الخاصة بمكافحة التبغ. وأوضح ان استعراض التقارير الخاصة بكل دولة من دول المجلس حيال تفعيل وتطبيق السياسات الواردة في تقرير منظمة الصحة العالمية يأتي بالأهمية من حيث رصد تعاطي التبغ وسياسات التوقي منه وحماية الناس من دخان التبغ وعرض المساعدة على الإقلاع عن تعاطيه والتحذيرات من الأمراض الناجمة عنه وتوضيح خطر الإعلان عن التبغ والترويج له. وقال ان هذه الجهود تنسجم تماما مع المواد الواردة في الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ.. مشيرا إلى أن اللجنة سوف تواصل انعقادها لبحث مقترحات بشأن ضوابط تنظيم تداول وتسويق منتجات التبغ بدول المجلس وأيضا بشأن المشروع الإعلامي لمكافحة التبغ وأفضل السبل للتصدي للتدخين بين الأطفال والشباب. وأشار ابن شكر الى ان وزراء الصحة بدول المجلس أولوا اهتماما خاصا بمكافحة التدخين بشتى الوسائل منذ المؤتمر السادس الذي عقد بمسقط في يناير 1979م.. مؤكدا ان ارتفاع معدلات التدخين وزيادة استهلاك منتجات التبغ وخاصة الشيشة في جميع أنحاء العالم وفي البلدان النامية خاصة يتطلب مضاعفة الجهود وتكاتف جميع دول المجلس للحد من هذا الوباء. وقال انه لوحظ زيادة عدد الوفيات والأمراض الناجمة عن التدخين حيث قدرت منظمة الصحة العالمية أن استهلاك التبغ يحصد أكثر من 5 ملايين شخص كل عام.. لافتا إلى أن هذا الرقم سيرتفع بحلول عام 2020م. وألقى الضوء على الآثار السلبية للتدخين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والصحية والاجتماعية وما يسببه من زيادة العبء على ميزانيات وزارات الصحة بدول المجلس لمعالجة النتائج السلبية والأمراض الناجمة عن تعاطي التبغ. وثمن ابن شكر الجهود والإنجازات التي تحققت على مستوى دول المجلس في هذا المجال من حيث تصديق جميع دول المجلس على اتفاقية منظمة الصحة العالمية على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ واعتماد الخطة الخليجية لمكافحة التبغ من قبل أصحاب المعالي وزراء الصحة لدول المجلس، وصدور قوانين خاصة بمكافحة التبغ في العديد من دول المجلس. وأشاد بالتعاون المثمر مع الجهات المختلفة ونجاح مبادرات منع التدخين في معظم الأماكن العامة ومراكز التسوق والدوائر الحكومية والوزارات والمستشفيات بدولة الإمارات إلى جانب ملاحقة شركات التبغ بكافة السبل قضائيا.. مشيرا إلى تجربة المملكة العربية السعودية فى هذا الصدد.. منوها الى أن شركات التبغ تنفق المليارات على أنشطة الإعلان والترويج للتبغ. وطالب بمضاعفة الجهود في المرحلة المقبلة من أجل زيادة التنسيق والتعاون مع الجهات الإقليمية والدولية المهتمة والاستفادة من التجارب الناجحة في مكافحة التبغ والاستمرار في الجهود الرامية إلى إطلاق حملة توعوية وطنية خليجية لتوعية الشباب بمضار التدخين وكيفية الإقلاع عن التدخين ومحاربته. وأوصى اللجنة بإجراء دراسات وبائية لاقتصاديات التبغ وانشاء قاعدة بيانات محدثة تتضمن كافة بيانات التدخين بدول المجلس والاهتمام بنشر الثقافة القضائية لمقاضاة شركات التبغ.. موضحا ان الجهود متواصلة لإقناع وزراء المالية في دول مجلس التعاون على رفع قيمة الجمارك على التبغ ومشتقاته من خلال مخاطبة الأمانة العامة لمجلس التعاون. وشدد على التركيز على تفعيل الأسبوع الخليجي لمكافحة التبغ وكذلك الاستفادة من فعاليات اليوم العالمي لمكافحة التبغ الذي يصادف 31 مايو من كل عام. وحسب النظام الأساسي لمجلس وزراء الصحة دعا الدكتور على بن شكر ممثل الجمهورية اليمنية الدكتور محمد الخولاتي لرئاسة الاجتماع بإعتبار اليمن رئيسة الدورة الحالية للمجلس كما تم تسمية الدكتور جاسم كليب ممثل دولة الإمارات ليكون مقررا للاجتماع. وبدأت اللجنة الخليجية لمكافحة التبغ بمناقشة موضوع التحذيرات الصحية المصورة على علب التبغ الواردة من منظمة الصحة العالمية - المكتب الإقليمي لشرق المتوسط - وضبط تنظيم تداول وتسويق منتجات التبغ بدول مجلس التعاون. من جانبه قال ناصر خليفة البدور مدير إدارة العلاقات الخارجية بوزارة الصحة الاماراتية وعضو الهيئة التنفيذية العليا لمجلس وزراء صحة دول التعاون إن توجيهات القيادة الرشيدة لدول المجلس تؤكد دوما على الاهتمام بصحة المواطنين والمقيمين في دول المجلس والعمل على مكافحة الأمراض ومسبباتها ومن هنا كان الاهتمام بمكافحة التبغ بكافة الصور مشيرا إلى أن اللجنة الوطنية بذلت الكثير من الجهود في هذا المجال.