قبل عام أو يزيد أعلنت إحدى القنوات الهادفة عن حاجتها للدعم المالي وتبرعات المشاهدين بإرسال رسائل إلى القناة تحصل منها مالاً يمنعها من الإغلاق وكثرت الدعوات من قبل مدير القناة ومن محبيها للمسارعة في إنقاذ قناتهم المفضلة، واليوم تكرر المشهد بطريقة جماعية إذ تردد في بعض المواقع الإلكترونية خبر مفاده أن 90% من القنوات الهادفة معرضة للإغلاق بسبب الإفلاس جراء الأزمة المالية العالمية التي حرمتهم نصيبهم من تبرعات التجار العرب. والمؤسف أن هذه القنوات ماتزال تعتمد على تبرعات الناس وهو (الدخل غير الثابت) في قيامها بأنشطتها الأساسية. وأتعجب كيف يمكن أن نؤمل على إعلام هادف ومنافس يقوم على التبرعات والصدقات. إذ لا يمكن لهذا الإعلام أن يرسم خطته الإستراتيجية ويعمل عليها وهو لا يعرف ميزانيته الرئيسية، يعجبني الوعي والتخطيط حتى في الجانب الخيري فالمشاركة الاجتماعية في دعم هذه القنوات مفيدة وهامة في دعم تنمية المجتمع، ولنا في التاريخ سبق تجربة إذ عنيت الأمة منذ بداياتها بالأوقاف وتخصيصها لدعم المناشط الخيرية والنفعية في تجربة متقدمة لتنظيم تدفق التبرعات، وحينما نؤمن باحتياج هذه القنوات للدعم المالي الخيري والتطوعي من قبل أفراد المجتمع فإننا في الوقت نفسه نحلم بأن يكون بشكل أكثر تنظيماً وتخطيطاً أساسه رؤية بعيدة المدى لا تعرض هذه القنوات لخطر الإفلاس أو تردي المنتج الإعلامي بسبب (نقص المال)، أليس من المزعج أن يكون إعلامنا الهادف هو الأكثر عرضة للإيقاف بينما تزدهر قنوات الدردشة والتعارف وتنمو دخولها المالية لتفوقها في حسبة الربح بالطريقة الأسهل، مؤلم فعلاً لكل متابع للساحة الإعلامية أن يتضاعف عدد القنوات التجارية مقابل تراجع القنوات الهادفة لسبب تأخر هذه القنوات في التخطيط المالي الذي هو دعامة كل نجاح مستمر!.