طالب المشاركون في ورشة العمل «دور الرسالة الإعلامية في نشر ثقافة العمل الخيري في المجتمع»، التي نظمها كرسي البر للخدمات الإنسانية في جامعة أم القرى أمس، بتنظيم لقاء لعرض أفضل الممارسات والتجارب الإعلامية الناجحة في العمل الخيري على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بهدف التعلم وتبادل الخبرات. وأكدوا على ضرورة توثيق وتسجيل التراث التاريخي للمجتمع السعودي في مختلف مجالات البر لتعليم الأجيال الناشئة بعمق وأصالة جيل الكبار والتراث التاريخي وأعمال البر التي شهدها المجتمع. ودعوا إلى وضع استراتيجية إعلامية متكاملة تتضمن الآليات والسبل لجمع التبرعات وتوظيفها في مختلف أنشطة البر بما يعكس الشفافية والمصداقية في تلك الأعمال، وعقد دورات متخصصة للعاملين في الجمعيات الخيرية لتطوير قدراتهم الإعلامية، وتصميم رسالة إعلامية واضحة تعكس فلسفة وأنشطة المؤسسات الخيرية في المجتمع، لتدعيم الصورة الذهنية الإيجابية عن العمل الخيري لدى أقطاب المجتمع. وألمحوا إلى ضرورة خلق شراكة وتفاهم بين الإعلام والمؤسسات الخيرية بما يعمق الثقة المتبادلة في تحقيق أهداف المؤسسات الخيرية والإعلامية، وتحفيز المعلمين والطلاب على مستوى مؤسسات التعليم العام على حضور الدورات والندوات في مجالات العمل الخيري لتنمية روح أعمال البر لديهم ولكي يشاركوا في مناشط العمل الخيري، واعتماد دراسات المضمون لالتقاط مؤشرات العمل الخيري والتعرف على الصعوبات والإشكاليات التي تواجه العمل الخيري والأخطاء التي تقع فيها المؤسسات الخيرية. ورأوا أهمية التركيز على إبراز العمل الذي تقوم به الجمعيات أكثر من طلب الدعم المباشر لإعطاء الثقة للجهات الداعمة، والتوصل إلى استراتيجية علمية تتمخض عنها حملات إعلامية مدروسة تساهم في تصحيح الصورة الذهنية عن العمل الخيري وتفعيل ثقافته في المجتمع. وأكدوا على الاهتمام بالجانب الإعلامي لدى المؤسسات الخيرية القائمة على الوسائل التقنية والإلكترونية الحديثة، وتوحيد مصادر الأخبار في المؤسسات وإبراز الأعمال الخيرية المشتركة من خلال تلك المصادر، وتجسير الفجوة بين المؤسسات الدينية والخيرية والإعلامية عبر قنوات اتصال علمية تعتمد على كوادر مؤهلة ومستوعبة لوظائف العمل الخيري، وتوصيل رسالة النشء من خلال وسائل إعلامية غير تقليدية متعددة ومتنوعة تتناسب مع ثقافة المجتمع المستهدف مع التركيز على الأجيال الناشئة. وأكدوا على أهمية تأسيس قناة فضائية متخصصة في الأعمال الخيرية والإنسانية، إعادة النظر في القوانين والأنظمة القديمة المتعلقة في العمل الخيري واستبدالها بأنظمة حديثة تتماشى مع روح العصر ومتطلبات المجتمع المتنوعة، تخصيص صفحات للعمل الخيري بالصحف اليومية أسوة بما تمنحه من صفحات رياضية وثقافية. من جهته، أرجع رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الدكتور هاشم عبده هاشم، مبررات تحفظ المجتمع وانصرافه عن التبرع لأية مؤسسة خيرية غير معتمدة أو لأي صندوق غير مرخص رسميا للثقة المفقودة بين المجتمع وتلك الجهات، بعد أن تكونت خلال العقود الماضية في المجتمع ثقافتان، ثقافة متحفظة وأخرى منفتحة، حيث استغلت الأولى لجمع الأموال بمبررات إنسانية وأخلاقية ووفق مفاهيم ونظرة خاصة بها تجاه مفهوم «الجهاد» المختلف عليه مع الفئة الثانية اختلافا بينا وجوهريا، ما دفع إلى ذهاب أجزاء كبيرة من تلك الأموال إلى منظمات وجماعات أضرت بالدول نفسها والمجتمعات التي دفعت تلك الأموال قبل غيرها. واعتبر الدكتور هاشم أن من أبرز مسببات تلك الفجوة بين المجتمع وبعض المؤسسات الخيرية؛ غياب التخطيط المشترك بين المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية لبلورة سياسة موحدة هدفها وغايتها إعلاء شأن العمل الخيري وتنقيته من الشبهات المحيطة به أو المؤثرة في مساراته الإيجابية والبناءة، إلى جانب أن العمل الخيري ومؤسساته وقنواته عانت وتعاني من غياب الرؤية وعدم وحدة المرجعية وضعف الهيكلة والتنظيم له على أسس مؤسساتية تحفظ لكل نشاط هويته وصلاحياته ومصادر تمويله وأوجه إنفاقه وتحديد مساراته بدقة. أما رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة جدة المهندس عبدالعزيز حنفي، فأوضح في ورقته مهمة الإعلام ودوره في تنوير المجتمعات وتحسين الصورة الذهنية لدى كافة شرائح المجتمع، من خلال تقديم رسالة إعلامية عن العمل الخيري والأهداف النبيلة وبناء صورة ذهنية إيجابية، وانتقد المؤسسات الخيرية لكونها لا تهتم بالإعلام، وطالب القائمين عليها بضرورة تقديم نشاط إعلامي بارز. في حين ذكرت نورة آل الشيخ أن الدين الإسلامي مرتكز الأعمال الخيرية والتطوعية من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدقة الجارية، والإصلاح بين الناس، مطالبة بتعزيز ثقافة العمل التطوعي، معتبرة أن السلوكيات المجتمعية سائدة في المجتمع، حيث غابت المبادرات وحدث تقصير كبير في المجال الخيري، حتى ثقافة تشجيع الأبناء على النظافة أصبحت ضعيفة. من جانبه، أوضح محمد محسن باصرة عدم وجود تخطيط إعلامي لدى الكثير من المؤسسات الخيرية، مؤكدا أن الجهود الإعلامية المخطط لها في بعض المؤسسات الخيرية حققت تأثيرا في الرأي العام، من خلال لجوء بعض تلك المؤسسات إلى النشر في وسائل الإعلام التقليدية ووسائل الاتصال الحديث، داعيا المؤسسات الخيرية إلى ضرورة التقويم والمراجعة، ووضع السبل الكفيلة بالتعامل مع المؤسسات الإعلامية من خلال إيجاد عوامل بناءه في التعامل مع المؤسسات الإعلامية، واقترح باصرة تأسيس قناة البر الفضائية. وأشار عيسى عنقاوي إلى نموذج لإحدى المؤسسات العاملة في مجالات العمل الخيري «جمعية منتجة» والتي استطاعت توفير مدخولات للأسر المنتجة والأسر الفقيرة في محافظة جدة ومحافظة الجموم وصولا إلى مكةالمكرمة من خلال دعم الأفكار البناءة وتقديم المساعدات لفتيات منطقة مكةالمكرمة وأقامت الجمعية العديد من البرامج الداعمة لهذه الشريحة لتعزيز دورها ونشاطها كونها تمثل نصف المجتمع وإيضا بهدف سد حاجة الأسر الفقيرة ومساعدتها في الحصول على الرزق الحلال بالطرق السليمة والهادفة إلى تحويل الأسر الفقيرة إلى أسر منتجة.