قال الضَمِير المُتَكَلِّم: اعتدنا في زمن مضى على الوصول متأخرين حيث ينتهي الآخرون؛ وربما ذلك بسبب محدودية استشراف المستقبل والاستعداد له ؛ من خلال إرهاصات الحاضر؛ وفي مجال البث الفضائي وظهور القنوات الفضائية التي بدأت قبل عشرين عاماً تقريباً ؛ وعلى ضفَاف عَالَمٍ يقوده الإعلام ، ويرسم مسيرته وثقافته ؛ تقوقعنا على أنفسنا ، وتركنا الحَلَبة لغيرنا يسرح فيها ويمرح ؛ ينشر ثقافته ويروج بضاعته ؛ ثم تنبهنا لخطورة الموقف وحاولنا الوصول والبحث عن صوتٍ وموطئ قَدم في هذا الفضاء الواسع ؛ فكانت القناة الإخبارية تلتها قناة الأطفال ( أجيال ) ويوم ( الجمعة 18 ديسمبر ) الحالي دشنت وزارة الثقافة والإعلام أربع قنوات تخصصية في ( القران الكريم ، والسنة النبوية ، والاقتصاد، وقناة الثقافة والحِوار ) ؛ نبارك للوطن هذه القنوات؛ وأن نصل متأخرين خيرٌ مِن أن لا نصل أبدأً ؛ ولكن المهم ليس إطلاق القنوات ؛ بل الأهم الابتعاد عن الطابع الرسمي ، وإدارتها بحرفية ، وتواصل دعمها بالقدرات البشرية والفنية يما يضمن استمرارها ومنافستها في هذا البحر الفضائي! ولعل من أهم عوامل نجاح القنوات التخصصية أن يكون دستورها الإعلامي قائما على الوسطية والاعتدال والشفافية المطلقة ، وأن تَبتَعِد عن سيطرة التّطبيل والفكر الأحادي ضيق التفكير ؛ فمهمتها أن تتعاطى في برامجها مع مختلف الأطياف الفكرية بما لا يتعارض مع ثوابتنا الدينية ، وأن تأخذ بالرأي والرأي الآخر ؛ حتى لا تغرق سفينة هذه القنوات ؛ فقد أكدت إحصائية نُشِرت مؤخراً صادرة عن الندوة التي نظمتها ( جمعية الإعلام والاتصال السعودية ) أن القنوات العربية يتجاوز عددها ستمائة قناة ؛ ثلاثمائة منها مهددة بالإفلاس وإعلان التوقف والإغلاق ؛ لسوء التخطيط وشُحّ الموارد المالية ؛ ما نتأمله أن تُسْهِم هذه القنوات في نشر ثقافتنا الأصيلة حتى لا يكون إطلاقها مجرد تَقليد خالٍ من المضمون!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس: 048427595 [email protected]