سيتولى المدير الجديد للاستخبارات الوطنية الاميركية جون نيغروبونتي الذي اعلن ترشيحه الرئيس الاميركي جورج بوش، رئاسة قطاع يعاني من وضع متأزم منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، بينما لا تزال شبكة القاعدة الارهابية تعتبر خطرة. وستشمل سلطة هذا المنصب الذي استحدث في اطار مشروع اصلاح طموح للاستخبارات، مبدئيا 15 وكالة استخبارات تستخدم عشرات الآلاف من الموظفين، بينها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ووكالة الاستخبارات العسكرية (دي آي ايه) والاستخبارات الالكترونية (ان اس ايه). ويرى العديد من السياسيين ووسائل الاعلام الاميركية انه سيكون على جون نيغروبونتي اثبات قدرته على وضع حد للخلل ومواطن الضعف التي كشفتها اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 والحرب على العراق. وحذر الرئيس ونائب رئيس لجنة التحقيق السابقة حول اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، توماس كين ولي هاملتون اللذان عملا بشكل حثيث من اجل استحداث هذا المنصب قائلين الخميس، «من اجل نجاح مدير الاستخبارات الوطنية يجب ان يحظى بثقة الرئيس الكاملة ودعمه التام». وقال ملفين غودمان الخبير في مركز السياسة الدولية في واشنطن «ان مهمة نيغروبونتي ستكون التنسيق بين الوكالات الخمس عشرة ما يمثل عملا صعبا جدا من حيث برمجة الاقمار الصناعية والعمليات السرية». واستطرد هلموت سوننفيلد من مؤسسة بروكينغز ان «ذلك سيكون معقدا لأن عمله يشمل جميع هذه الوكالات وتحليل احتياجاتها ومطالبها المتعلقة بالميزانية». ويرى الخبراء انه سيكون من واجب نيغروبونتي الفصل بين الخلافات البيروقراطية بين سي آي ايه والبنتاغون ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) وخصوصا مواجهة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي يسعى الى تعزيز قدرات البنتاغون في مجال الاستخبارات. وذلك «سيكون صعبا لان رامسفيلد سيكون الافضل في الدفاع عن نفسه في واشنطن» على حد قول ملفين غودمان. علما بان البنتاغون المتهم بالسعي لعرقلة الاصلاح، يستحوذ حتى الان على 80٪ من ميزانية قطاع الاستخبارات المقدرة ب 40 مليار دولار. وفي نظر الاخصائيين فان عدم وضوح مشروع اصلاح الاستخبارات حول دور مدير الاستخبارات الوطنية ومهامه قد يضعف موقع جون نيغروبونتي في مواجهة البنتاغون. وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في مقال افتتاحي الجمعة «نظرا الى الضغوط المستمرة التي يمارسها البنتاغون والمساومات الضعيفة التي تجرى في كواليس الكونغرس ونقص الحزم لدى البيت الابيض سيتعين على المدير الجديد العمل بدون السلطة الكاملة لجهة التجنيد والميزانية المتوجبة لمنصبه». الى ذلك عبر ملفين غودمان عن قلقه ايضا من مخاطر «تسييس» الاستخبارات بسبب قرب مدير الاستخبارات الوطنية من البيت الابيض. فنيغروبونتي سيكون المستشار الرئيسي للرئيس بوش في مجال الاستخبارات وسيقدم له التقرير اليومي حول الاخطار التي تهدد الولاياتالمتحدة. وفي هذا الصدد لفت غودمان الى ان «هذا العمل كمستشار لن يتمكن من الاضطلاع به على النحو الجيد لانه لن يكون لديه الوسائل ان من جهة الاستخبارات او الموظفين». فصحيح انه سيكون لدى نيغروبونتي مئات الاشخاص العاملين معه لكنه سيعتمد على سي آي ايه واف بي آي والبنتاغون لجمع المعلومات الاستخباراتية. وقد رحب المعلقون بمجملهم باختيار جون نيغروبونتي على اعتبار انه الافضل لشغل هذا المنصب الحساس في نظرهم. «فنيغروبونتي في الحقيقة هو شخص ممتاز في الاوضاع المعقدة. ويمكن ان يتحلى بالحزم الضروري» برأي هلموت سوننفيلد. لكن ملفين غودمان يرى ان منصب مدير الاستخبارات الوطنية يتطلب «استقلالية ذهنية والقدرة على قول الحقيقة للسلطة» ونيغروبونتي «ممتاز جدا وقادر جدا لكنه لم يتميز مطلقا من حيث قدرته على قول الحقيقة للحكم».