لا توجد كلمة تصلح لوصف دلالات صدور قرار مجلس الأمن إلا كلمة "فشل". فشل للدبلوماسية الإسرائيلية، فشل لوزيرة الخارجية تسيبي ليفني ورئيس الحكومة اولمرت. فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلوها إلا أنهم هُزموا في نيويورك. حتى الولاياتالمتحدة لم تكن هناك من أجل إسرائيل، واكتفت بالامتناع عن التصويت على قرار الوقف الفوري لإطلاق النار. أيضاً فشلت الحملة الإعلامية الإسرائيلية. العالم ربما فهم أن إسرائيل تعرضت لضربات الصواريخ طوال ثماني سنوات. ويرفض في الوقت نفسه وبشدة التسليم بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بسبب سقوط الكثير من المدنيين الفلسطينيين في أي عملية عسكرية تقوم بها. ويجب على شخص ما تفسير سبب هذا الفشل الإعلامي بعد الحرب. وسيكون لزاماً على ليفني واولمرت الذين تحدثوا مع جميع زعماء العالم تقريباً أن يقدموا تفسيراً لذلك. أيضاً سيقرر الثنائي خلال المجلس الوزاري المصغر شكل حملة إعلامية فعّالة بشكل أكبر. أيضاً عليهم العمل على الجبهة السياسية في نفس الوقت و التي لا تقل أهمية عن الجبهة الإعلامية. إسرائيل الآن تقف أمام قرار صعب. فتوسيع العمليات القتالية سيزيد من سخونة المواجهة مع المجتمع الدولي. أما وزير الدفاع ايهود باراك المعروف بالتزامه الحذر والاتزان يدرك أن توسيع القتال يعني سقوط المزيد من الضحايا بين صفوف الجيش والجبهة المدنية الداخلية التي ستستمر في تلقي الضربات الصاروخية. صحيح أن رئيس هيئة الأركان اشكنازي وقائد المنطقة الجنوبية اللواء غالانت قدما خطة لزيادة الضغط على حماس، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن أن عملية عسكرية واسعة (المرحلة الثالثة من الرصاص المصهور) ستؤدي الى تحقيق انجازات كبيرة أكثر من أي مبادرة سياسية. في الجانب الآخر هناك اولمرت وليفني. رئيس الحكومة يعتقد أن أهداف الحرب لم تتحقق بعد، ويخشى من أن أي تراجع للخلف سيضعنا في موقف لا يُحتمل. من جهة تطلق حماس الصواريخ و تزعم أن إسرائيل لن تستطيع التصدي لها، ومن جهة أخرى في الظروف الحالية التي تمتلك فيها حماس كمية كبيرة من الصواريخ، والتزام إيران بتسليحها مجدداً، والحدود المخترقة في محور فيلادلفي، يبدو أن إسرائيل ستكون مضطرة لشن حرب أخرى في المستقبل القريب أيضاً. و ترى وزيرة الخارجية أنه يجب على إسرائيل أن تستمر في عمليتها حالياً، واستندت في موقفها هذا الى ما حدث عام 2002خلال عملية "السور الواقي" عندما أصدر مجلس الأمن قراره بوجوب وقف العملية تجاهلت إسرائيل هذا القرار وواصلت تحقيق أهدافها. يبدو أن الثلاثي الذي قادنا الى الحرب في غزة يرون أنه ليس مهماً أن يكون العالم كله ضدنا، والسؤال الأهم هو ماذا نريد نحن. وهذا يعني توسيع الحرب ودفع الجيش للعمل بكامل قوته. ويبدو أيضاً أن الكارت الأصفر الذي رفعه العالم بوجه إسرائيل لن يمنعها من الاستمرار في حربها وتحقيق نصر ساحق لا مثيل له. روني سفير يديعوت احرونوت