للإبل منزلة خاصة في قلوب ووجدان العرب خصوصاً من عايش الحاجة لها ومن عشقها وافتتن بها، الشاعر مهل بن سرور الفريدي من الشعراء المعاصرين وهو من سكان مركز القوارة شمال القصيم ممن عرفوا بحبهم للإبل منذ سنوات طويلة. في أحد الأيام داعبه أحد أصدقائه وذلك بأن طلب منه أن يبيع إبله ويشتري بدلاً منهم غنماً ليتاجر بها قائلاً بأن الإبل لافائدة ترجى منها سوى الخسائر المادية. فتعجب شاعرنا من هذا المنطق الذي يرى بأنه جانب الصواب والعقل! كيف لا والإبل كما يقول هي رأس المال للعرب سابقاً ومواقفها في الجزيرة العربية مشهودة فقد كان أجدادنا يمتطونها إلى الدول المجاورة للحصول على لقمة العيش قبل أن ينعم الله علينا بهذه النعم التي جعلتنا نتخلى عنها وهي تراثنا وأصالتنا، ويستشهد شاعرنا بالفارس العربي المعروف "سالم الزير" وكيف أنه قتل بعد حرب كان سببها ناقة خالته حينما عقرها "كليب" فقامت الحرب بين أبناء العمومة. ولاتخلو القصيدة من بعض الطرافة التي عهد بها شاعرنا حينما يدعو على من يكره الإبل وهو بذلك لايقصد سوى مداعبة صديقه. فيقول الشاعر مهل بن سرور الفريدي يالله يامنشي المزون المزابير يامعيد للريضان عقب القطاعة تفزع لنا باللي سحابه مناحير ذواري القبلة تسوقه لقاعة سيله يميل طايلات العثامير وياخذ على الرجم الطويل ارتفاعه رايك عمى ياللي تسب المغاتير راياً عمي مالي عليه استطاعه سحج العشاير مبعدات المشاوير والذيب ماله من حديهن طماعة برص المواخر مكرمات الخطاطير والرزق فيهن يوم وقت المجاعة يوم الزمان اللي لياله مدابير والناس كلن قدرته من ذراعة نركب عليهن يوم وقت المحادير ونجيب من عيش العراق ومتاعه كبار الظهور رقابهن كالنوا عير ضد الزمن اللي تقانب سباعة عينت فريس مثل سالم الزير؟ الي شهادتهم وسام الشجاعة ذبحوورا البل يوم خز القناطير وياما وقع من دونهن من بضاعة بالمعركة تنخى العيال المساطير رخاص العمار مفرقين الجماعة اللي فكون البكار المصاغير في حزة ميدان للعمر ساعة وصلاة ربي عد مارفرف الطير على شفيع الخلق يوم الشفاعة