فاصلة: "مُرة هي الدموع التي تجري وأكثر مرارة تلك التي لا تجري" - حكمة ايرلندية- سألتني ابنتي الكبرى لماذا حينما نعد الحقائب للسفر الى مانشستر تحزن وتشعر برغبة في البكاء، ولماذا حين تصل تبقى اياما حزينة رغم انها تأقلمت العيش في الغربة؟ قلت لها: لأن الانسان يألف المكان ففيه ذكرياته واحداث حياته ومن الصعوبة ان ينفصل عن كل هذا دون انفعال سواء كان حزنا او بكاء لكن الناس يختلفون في تعبيرهم عن مشاعرهم اذا شعروا بالحزن، بعضهم يبكي، وبعضهم يتوتر، وبعضهم يلتف بصمت مع احزانه نصحتها بأن تفرغ مشاعرها على الورق حتى تستطيع ان تعيش ايامها متحررة من أي مشاعر سلبية حين حضنت ابنتي وربت على ظهرها سألت نفسي كيف يمكن لنا ونحن مغتربون ان نحيط ابناءنا بما يقيهم مشاعر الألم في الغربة؟ وهل نقسو عليهم حين نقتلعهم من بيئتهم ودفء اصدقائهم الى برد الغربة؟ وهل يدفع ابناؤنا ثمن طموحنا وامانينا التي نحققها في الغربة؟ اعتقد ان علينا كآباء مسؤولية كبيرة في احتواء مشاعر ابنائنا فحتى وان لم يعبروا عن مشاعرهم فهم يعانون مثلنا وربما اكثر حسب ادراكهم وخبراتهم. من المهم الا نتجاهل مشاعرهم او نستخف بها يكفي ان الاطفال منهم يذهبون معنا الى المجهول دون اعتراض. لذلك جميل منا ان ندعوهم للتعبير عن مشاعرهم فنطلب منهم الرسم او كتابة قصة قصيرة مثلا اما المراهقون منهم فبالتأكيد لديهم شيء من القلق للمستقبل والتغيير كما ان تعلقهم باصدقائهم في هذه الفترة من العمر كبير لذلك يجدر بنا احتواؤهم وتفهم مشاعرهم وقلقهم . إن حضن العالم الواسع لا يكفي إن ضاقت صدورنا بأولادنا الذين هم بسمة حياتنا.