أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عزَّ وجلّ والعمل على طاعته واجتناب نواهيه مطالباً من منبر المسجد الحرام بإيقاف العدوان على غزة وأهلها داعياً المسلمين وقادتهم إلى الوقوف معهم ضد العدوان الغاشم على الأطفال والشيوخ والنساء. وحذر الشيخ السديس من اليأس والقنوط والإحباط. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: إن الأيام تتعاقب وتنمحي وتتصرم الأعوام وتنقضي وقد تجرع فيها أقوام أتراحاً وتلك مشيئة الباري في ملكوته وخلقه لحكمة بالغة ارتضاها. مشيراً إلى أنه في مطلع عامنا الأغر جعله الله بالغة نصر وعز وتمكين. فلا تزال أمتنا الإسلامية أسيرة النكبات والشتات والجراحات. فيحمل هذا الواقع المر بعضاً من فئات المسلمين على الإحباط ونصب أشرعتهم على اليأس والقنوط. ولا نرى منهم إلا المتشائم ولا تلاقي إلا الشاكي ولا تواجه إلا الباكي. وبين أن الحاجة تعظم إلى تصحيح وتقويم الثقافة لديهم بإبراز أهمية التفاؤل وإقصاء القنوط ونبذ الإحباط. وأكد الشيخ عبدالرحمن السديس أن القنوط والإحباط يجعل الإنسان فريسة الضياع والقلق. موضحاً أن مرد ذلك ضحالة العلم وتسطح النظرة والغفلة عن السنن ويجمع ذلك ضعف البناء الإيماني في النفوس. وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن الشعور بالإحباط المطبق هو تمرد مبطن عن مقامات الخضوع والتسليم لحكمة الله عزَّ وجل وسوء ظن به سبحانه وتعالى. مشيراً إلى أنه لعل الخير كل الخير فيما أصاب المسلمين من محنة لتجمعهم على كلمة واحدة ضد عدوهم. وقال إن المحبطين عقيدة وسلوكاً وثقافة وفكراً لا يرون الحياة المشرقة العالمة إلا دكناء سوداء ومضرجة بدموع القنوط ومكحولة بالضيق والأسى. وبيَّن إمام وخطيب المسجد الحرام أن استمرار الصلف الصهيوني الحاقد بوحشيته وإجرامه على اخواننا الصامدين في غزة الشامخة وهو مسترسل في عدوانيته وغارته البربرية وإبادته الجماعية ومنسلخاً من أدنى المشاعر الإنسانية في مجزرة دموية بشعة فلم ترحم شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة بل محرقة مروعة وخطيرة فلم تراع حرمة المساجد والمدارس في تحد ذميم لكل العهود والمواثيق الدولية ودونما أدنى وازع لدين أو قيم أو رادع لخُلق أو ضمير. وقال إنه يحق لنا أن نصطرخ جميعاً أنه بفظاعة هذا الطغيان والعدوان الذي يعد من أخطر الجرائم المأساوية والكوارث الإنسانية المعاصرة في ظل صمت دولي وتخاذل عالمي، فإننا ننادي من منبر المسجد الحرام باسم كافة الشعوب الإسلامية وعقلاء وشرفاء الإنسانية بالوقوف الفوري لهذا الإرهاب الصهيوني الماكر، وإدانة العدو الغاشم عبر منابر المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته ومجالسه العالمية والوقوف العاجل لنزف الدم المسلم المراق على أرض الإسراء والمعراج. وأضاف السديس بأنه على فداحة الخطب وخطورة الحدث والذي يمثل جريمة حرب كبرى بكل المقاييس من جرائم تاريخ القوم المعاصر. فلا نقول من مزيد التفاؤل بقرب النصر المؤزر إلا حسبنا الله ونعم الوكيل. وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام قادة الأمة الإسلامية وشعوبها بأن تستنفر لإخوانهم في الأرض المباركة بجميع صنوف العون والدعم والمواساة واتخاذ موقف موحد حازم تجاه نصرة اخواننا المستضعفين ودعم قضية الأقصى وفلسطين والضراعة إلى الله والإلحاح بالدعاء لكشف الغمة عن هذه الأمة. كما دعا اخواننا الصامدين في غزة بالصبر والثبات والمصالحة والوحدة ونصرة دين الله مبشراً لهم بأن النصر قريب لقوله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). كما دعا المسلمين في غزة بلزوم الاجتماع والاتفاق محذراً من التنازع والافتراق وأوضح أن مع هذا الإعصار النزق فإننا نأمل بعظيم الفرج بعد الشدة والحرج. وقال: ومن آلامنا نحقق آمالنا، ومن الهزيمة ينبلج النصر والعزيمة، فصبراً يا أهل غزة فغداً بإذن الله النصر والشموخ والعزة.وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن التفاؤل هو نبراس في الحياة وهو فجر ساطع في دياجين الكربات فكل الخير في الأمل وأصل الشجاعة والإقدام، والثبات والثقة بموعود الله. محذراً من اليأس والقنوط والإحباط. وفي المدينةالمنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس المسلمين بتقوى الله عز وجل، والإكثار من الدعاء لإخوانهم في غزة، وناشد قادة المسلمين الاتحاد فيما بينهم ونبذ الخلافات والقيام بواجب النصرة. وانتقد سياسة الغاب ولغة التحدي والإرعاب التي باتت تسيطر على العالم وتحكمه بعيدا عن ميزان العدل وقياسات العقل، واصفا ما يمر به أهل غزة بحرب إبادة جماعية، مذكرا كل ظالم بما كان عليه حال الأمم السابقة من قوة وبأس وشدة وكيف أخذهم الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر عندما طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد. وقال البدير: تمر أمتكم بأيام عصيبة وتداعيات أحداث عاصفة ومستجدات قاصفة حروب أطبقت غيومها وانتشرت في الآفاق سمومها، أثار أعداء الإسلام نقعها واقتدحوا نارها واستفتحوا بابها، ولو يعلموا ما يعقب البغي قصروا،و لكنهم لم يفكروا في العواقب.وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي : هاهم الصهاينة الخونة يمارسون في غزة أبشع صور الظلم والعدوان والإرهاب ويشنون حرب إبادة واستئصال، وهاهي غزة المجاهدة، تصبح وتمسي تحت مرارة الفادحة، وألم الفاجعة، وصور المأساة، ومشاهد المعاناة، وصرخات الصغار، وصيحات التعذيب والحصار، ولوعات الثكالى، وآهات اليتامى، تصبح وتمسي على صفوف الأكفان المتتالية، والجنائز المحملة، والبيوت المهدمة، والمساجد والمصاحف المحرقة، والمشافي والمدارس المخربة، أحداث تدمي القلوب، وغصص تفطر الأكباد، وجراح يتصدع لها الفؤاد، أحداث تنادي المسلمين وتستنفرهم، تستصرخهم وتستنصرهم. وأضاف الشيخ البدير : إن العالم باتت تحكمه شريعة الغاب، ولغة التحدي والإرعاب، وسياسات التخويف والإرهاب، العنف يتفجر والأمن يتلاشى والطغاة يقاتلون تشفيا وانتقاما، لإرواء حقدهم يفنون آلاف البشر ويسحقون القرى ويمحون المدن، لا قانون يردعهم، ولا عقوبة تمنعهم، قياسات بلا عدل وهمجية بلا عقل، سياسات تتعامل مع الغير كمعاملة السيد للمسود والقائد للمقود، سياسات مصالح لا قيم، سياسات تحكم بالحيف والازدواجية، رأي واحد يقرره صاحب القوة حسب عقيدته ومصلحته، فكيف يتوقع من طغاة فجره أن يحققوا لهذا العالم أمنا وسكونا وسلاما. وقارن بما يحدث اليوم وما كان في الماضي من تسلط الأمم وعقاب الله لهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فالظلم لا يدوم ولا يبقى، مهما بلغت قوة الظلوم وضعف المظلوم، قال صلى الله عليه وسلم : "إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه أخذ عزيز مقتدر". وأكَّد أن الأمة حين تخلت عن أمر الله صارت مهينة مستكينة يطؤها الخف والحافر وينالها الكافر الماكر، وثقت بمن لا يرعى العهود وأسلمت نفسها للعدو الحسود، على حساب دينها وأمنها وحاضرها ومستقبلها. وقال الشيخ صلاح : إن الواجب على أهل الإسلام عند اشتداد البلايا أن يقوى تضافرهم لنصرة دينهم وحماية بلادهم ومقدساتهم، وأن يكونوا صفا واحدا متعاضدين، متعاونين على البر والتقوى متناهين عن الإثم والعدوان، نابذين العداوة والبغضاء بينهم حتى يفوتوا على العدو فرصته وبغيته في زرع بذور التمزق والتفرق. وأضاف : اتقوا الله أيها المسلمون وقوموا بواجب النصرة لإخوانكم في غزة، ولا تسلموهم لعدوهم، واتقوا الله يا قادة المسلمين اتحدوا واجتمعوا ولا تتخاذلوا عن الواجب الذي أوجبه الله عليكم والأمانة التي حملها إياكم. وأوصى الشيخ البدير المسلمين بالإكثار من الدعاء قائلا : ليس لنا إذا أحاطت الحتوف ونزل الأمر المخوف واشتد الكرب وعظم الخطب إلا الله جل في علاه، فارفعوا أكف الضراعة، وتوسلوا إلى الله بألوان الطاعة أن ينصر إخوانكم في غزة.