ﺃوصى الدكتور عبدالرحمن بن عبد ا لعز يز ا لسد يس إمام وخطيﺐ المسجد الحرام في خطبة الجمعة ﺃمس، المسلمين بالتقوى واستدراك ما فات من التفريط والزلل. وقال في خطبته التي خصص الجزء الأكبر منها للسنة الهجرية الجديدة: "تتعاقﺐ الأيام وقد تجرع فيها ﺃقوام ﺃتراحا ونهل آخرون ﺃفراحا، وتلك مشيئة الباري في ملكو ته و خلقه ﺃ مضا ها لحكمة با لغة قضا ها. وفي مطلع عامنا الوليد الأغرّ - جعله اﷲ بارقة نصر وعز وتمكين - لاتزال ﺃ متنا ا لإ سلا مية ر هينة المآسي والنكبات والشتات والجراحات". وﺃضاف: "(في هذا الوقت) تعظم ا لحا جة لتصحيح قناعات الأمة وتقويم ثقافة ملمّة وتجلية قضية ﺃكيدة مهمة، ﺃ لا و هي قضية الأمل والتفاؤل وإقصاء القنوط ونبذ التضاؤل"، وتابع بقوله: "إن المحبطين عقيدة وروحا ووجدانا وسلوكا وفكرا وثقافة، لا يرون الحياة المشرقة العالمة الوثابة الحالمة، إلا دكناء سوداء مضرجة بدموع القنوط مكحولة بالضيق والأسى"، ثم وجّه رسالة إلى هؤلاء، قال فيها: "ﺃيها اليائسون المحبطون.. ﺃيها المتشائمون القانطون، حنانَيكم بأنفسكم. حنانَيكم؛ فما كا نت ا لقلو ب ا لتي غمرتها آيات القرآن ونفحتها نسائم الإيمان، لتثبطها عن المعالي والعزة غوائل اليأس وتباريح الكروب، ﺃو تأخذها بالتبرم والتذمر". وواصل: "(نحن) ﺃمة النصر الموعود والبطولة والصمود، ولئن برح بالغير استمرار الصلف الصهيوني الحاقد بوحشيته وإجرامه على إخواننا الصامدين في غزة، مسترسلا في رعوناته العدوانية البربرية وإبادته الجماعية، منسلخا من ﺃدنى المشاعر الإنسانية في تحدّ دميم لكل العهود والمواثيق الدولية. إننا بإزاء هذا الطغيان والعدوان ننادي من منبر المسجد الحرام باسم الشعوب الإسلامية، بالوقف الفوري العاجل لهذا الإرهاب الصهيوني الماكر، وإدانة العدو الألدّ الغاشم عبر المجتمع الدولي وهيئاته العالمية. ولا نقول في مزيد التفاؤل بقرب نصر اﷲ إلا: حسبنا اﷲ ونعم الوكيل.. كما ﺃهيﺐ بالدول الإسلامية ﺃن تستنفر لرفد إخوانهم في ﺃرض الإسراء والمعراج بجميع صنوف العون والمواساة والضراعة إلى اﷲ والإلحاح في الدعاء". ثم وجه رسالة لأهالي غزة ﺃوصاهم فيها بالصبر والثبات وقال: "إخوة الإيمان، ﺃمة التفاؤل، ﺃهلنا وإخواننا في غزة، ﺃبشروا بالنصر والشموخ والعزة، اﷲ اﷲ في الصبر والثبات، إنه مع هذا الإعصار الجعظري الترق، نؤمل الفرج بعد الشدة والحرج واليسر بعد الضيق والعسر، ومن آلامنا نحقق آمالنا، ومن ﺃثر الهزيمة ينبلج ا لنصر و ا لعز يمة.. وليس ﺃنجع في الانتصار ساعة اليأس والشدائد من الادّراع بالتفاؤل واستصحاب الاستبشار، وذلك هو هَدي النبي المختار". وعاد السديس للحديث عن العام الهجري الجديد، فقال": و حسبنا بمطلع ا لعا م الهجري المبارك حافزا للمبشر ا ت و ا لطمو حا ت البلجاء، وهاديا إلى مضارب الفأل والرجاء، وذلك بما تكتنز ه ا لهجر ة ا لنبو ية الميمونة من العظات والعبر والبشريات المؤتساة؛ لإعداد الأجيال التي تصنع فن التفاؤل والآمال العازمة للإرادات الشامخة الجازمة.. ومن التفاؤل في مفتتح شهور العام شهر اﷲ المحرم، انتصار الحق على الباطل والعدل على الظلم مهما عتا وتجبر وبغى، حيث نصر اﷲ نبيه موسى عليه السلام وقومه على فرعون وقومه في العاشر من هذا الشهر الحرام".