يستقبل سكان جمهورية باكستان الإسلامية بجميع فصائلهم وعرقياتهم عيد الأضحى المبارك بروح إيمانية كباقي إخوانهم المسلمين لنيل الحظ الأكبر من الأجر والثواب بإتمام شعائره، وتزدحم أسواق باكستان لإقبال الناس على شراء الأضاحي، ومن بين الأضاحي المتوفرة في باكستان هي جميع أنواع وفصائل الخرفان والماعز إلى جانب فصائل متعددة من الأبقار وبعض الجمال. يسعى الباكستانيون كغيرهم لشراء الأضاحي ذات الوزن الثقيل والحجم الكبير بمقابل مالي مناسب بينما يسعى بائعو البهائم لتحقيق العكس، ومن هنا يبدأ الصراع بين البائع والمشتري في أسواق البهائم قبل أيام من عيد الأضحى المبارك، ولكن أحياناً تصل أسعار بعض البهائم إلى أسعار خيالية جداً وتباع حسب جمالها إذ تصل أسعار الثيران الجميلة وخصوصاً الصفراء والحمراء إلى عشرات الآلاف من الدولارات. أنواع الزبائن ... يتدفق إلى أسواق البهائم المعروضة للبيع بغرض الأضحية أناس من جميع طبقات المجتمع الباكستاني بما فيهم الأغنياء والفقراء وكل منهم يبدأ بالبحث عن الأضحية التي تتناسب مع سعة جيبه، وعلى نفس النمط تختلف طريقة الشراء، إذ يدخل بعض الأثرياء إلى السوق المزدحمة بالبهائم والزبائن والبائعين ثم يصعد إلى مكان مرتفع وينظر إلى البهائم نظرة سطحية ليبحث عن أكبر وأجمل بهيمة، وبعد العثور على ما يناسبه، يذهب إلى البائع ليعطيه مبلغاً خيالياً ومحترماً حسب طلبه دون مناقشة طويلة مقابل أجمل بهيمة وعادة ما يتم اختيار الثيران من قبل أغنياء باكستان، والتي تزيد أسعارها أحياناً على خمسة آلاف دولار وأكثر، مقابل سبعمائة دولار للثور العادي، بينما يدخل الشراء من الطبقة المتوسطة إلى السوق ليشتروا ما يناسبهم من البهائم، وعادة ما يقوم هؤلاء بشراء الخرفان بعد تجول معمق داخل السوق وتكثر فيهم عادة الاستشارة والنقاش والاتصالات الهاتفية المتكررة ليقوموا في نهاية الأمر بشراء خروف واحد أو اثنين فقط دون مراعاة جمالها، وفي الأخير تأتي الطبقة الفقيرة، بحيث يقوم هؤلاء بالتجول داخل السوق لأيام متعددة ومتواصلة للحصول على بهيمة تناسب دخلهم، وعادة ما يقوم هؤلاء بشراء البهائم الصغيرة أو الصغيرة جداً والتي قد تصل قيمتها إلى بعض الأحيان إلى خمسين دولارا، حيث تتوفر فصائل قزمة من الخرفان والماعز داخل هذه الأسواق. أسعار البهائم ... ترتفع أسعار البهائم مع اقتراب عيد الأضحى المبارك في باكستان والتي تصل إلى قمّتها قبل خمسة أيام من العيد ويفضل معظم القرويين شراء البهائم قبل أيام من العيد لخدمتها والعناية بها ومن ثم نحرها لنيل الثواب الأكبر بتجميلها والعناية بها، بينما يقوم البعض بشراء بهائم الأضحية قبل يوم من العيد لعدم توفر إمكانيات للربط والحفاظ عليها، وهناك من ينتظر اليوم الأول من العيد ويقوم بشراء البهائم بعد صلاة العيد مباشرة حيث تبدأ أسعار البهائم بالهبوط ابتداءً من اليوم الأول من العيد، وذلك لقلة الزبائن. تزيين الأضحية... تشتهر باكستان بتزيين البهائم المعروضة للبيع بغرض الأضحية إذ يقوم البعض برسم نقوش جميلة بالحناء على فرو الخرفان والأبقار والجمال، بينما يقوم الآخرون بربطها بحبال ملونة مع إلباسها قلائد جميلة إضافة إلى بعض المصنوعات الصوفية الملونة والأجراس، مما يميز البهائم المعروضة للبيع خلال العيد عن البهائم التي تباع في الأيام العادية، وأحياناً يبدو الثور أو الخروف عريساً بسبب الإفراط في تزيينه قبل ذبحه. البهائم المفضلة لدى الباكستانيين والجمل ... يفضل الباكستانيون لحوم الماعز والغنم والأبقار بالدرجة الأولى، بينما لا يفضلون شراء الضأن لكثرة الشحوم بداخل لحمه، إلا أنه يباع بكثرة أيام عيد الأضحى المبارك نظراً لقلة أسعاره مقابل الماعز والفصائل الأخرى من الخرفان، بينما يوجد القليل من يقومون بشراء الجمال للأضحية، ويعود سبب ذلك إلى قلة وجود الجمال في منطقة باكستان وبالتالي لقلة تربيتها في معظم المناطق الباكستانية، كما أن الجمل حيوان يكثر في المناطق الصحراوية، ويقل في باكستان لقلة المساحات الملائمة له ويتواجد بكثرة في صحاري إقليم بلوشستان الجنوب الغربي من باكستان، لذا فإن لحوم الجمال لم تشتهر بالوجه المطلوب داخل المجتمعات الباكستانية، إلا أنه يُذبح بمناسبة عيد الأضحى المبارك وعادة ما يكون سعره مرتفعا ويكتفي الأغنياء بشرائه، كما يكثر ذبحه في إقليم بلوشستان. شراء البهائم على الإنترنت ... قامت بعض الشركات مؤخراً بتوفير البهائم على مواقع خاصة على صفحات الإنترنت، إذ أنه يمكن شراء البهيمة المناسبة بعد التطلع على مقطع مصور لها على شاشة الكمبيوتر، وذلك بأسعار ثابتة، حيث توفر هذه الشركات خدمة الإيصال إلى المنزل، ويتم تحديده حسب رقمه على الموقع، إلا أن هذه الطريقة لم تنجح إلى حد ملحوظ في باكستان نظراً إلى أن الباكستانيين يستمتعون بشراء البهائم بعد التجول والمناقشة كنوع من التنزه والتفسح. دور الأطفال في شراء الخرفان ... يلعب الأطفال دوراً بارزاً في إجبار الآباء على شراء الخرفان قبل أيام من عيد الفطر المبارك وخصوصاً الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4إلى 15عاماً، إذ يهوى الأطفال في باكستان كغيرهم التجول بالبهائم في الشوارع وإطعامها والعناية بها، وتكثر المنافسة بين الأطفال على الاستباقية في شراء البهائم، إذ يضطر الآباء في بعض الحالات إلى شراء البهائم قبل الموعد الذي كانوا قد خططوا له، مما يؤدي في معظم الحالات إلى قيام الآباء بشراء بهائم بأسعار مرتفعة على طلب الأطفال. العيد سواء كان في شرق باكستان أو غربها والبهيمة سواء كانت بخمسة آلاف دولار أو بخمسين دولارا يسعى الجميع لشراء الأضاحي لإتمام عيد الأضحى المبارك، ولا يعد العيد مكتملاً دون الأضحية.