المتابع لما يطرحه الإعلام عموماً والصحافة خصوصاً يتصور أن عقوق الوالدين لدينا منتشر بشكل كبير...؟؟ ولكن الواقع من خلال رصد الحالات الموجودة في دار المسنات للاناث بالرياض يؤكد حقيقة أنه لا عقوق بالأمهات وأن المقيمات لهن ظروف تحتم وجودهن في تلك الدار لسبب أو آخر... الإشكال قد يكون في سوء تعامل بعضنا مع والديه أو أحدهما وهما مقيمان معه.... المعروف علمياً أن للمسنين خصائص سيكولوجية تفرض علينا التعامل معهم وفقاً لها من منطلق البر بهم... خاصة وأن جميعنا يعلم بركاتهم.... للأسف البعض من الأبناء لا يجيد التعامل معهم بشكل مناسب في بعض المواقف... ولعل لعيد الأضحى خصوصيته لهؤلاء الكبار... وهو بالمناسبة عيدهم أكثر من كونه عيد الشباب أو الأطفال حيث يستشعرون قيمة ترابطهم مع ذويهم وإن كانوا في رحمة الله عبر الأضحية التي بات كثير من الشباب يكتفي بخدمات المؤسسات لتقوم بالواجب نيابة عنه... عيد الأضحى فرصة للكل للتواصل الأفضل مع والديه ليس عبر قلبه صباح العيد بل أعمق من ذلك عبر لغة حوار لا تتوقف وتكون جزءاً دائماً من يوم الإنسان خاصة من يقيمون خارج منزل الأسرة... التواصل مع الوالدين لا يقف عند مناسبة هذا شيء مؤكد ولكن تزداد أهميته في الأعياد خاصة عيد الأضحى وهو عيد يربطهم بأشياء جميلة كثيرة... قصصهم تلك وهم يروونها لنا قد لا تعني شيئاً بالنسبة للكثير منا بل إن بعضنا يصيبه الملل من تكرارها ولكنها مهمة لهم وتعني لهم الكثير أقله تاريخهم الذي يفتخرون به والذي يؤكد قوتهم وأهميتهم.. آنذاك.. مجتمعنا ولله الحمد لا يعاني من عقوق ولكن مشكلتنا الفعلية برودة مشاعرنا تجاه هؤلاء الكبار حيث نمارس معهم نمطية العلاقة عبر أساليب لا ترتقي لحقوقهم.. سواء بإقامتهم في غرفة واحدة فقط من المنزل أو في ملحق خارجي أو زيارتهم الروتينية المتأخرة دائماً في حال إقامتهم في منزل مستقل... بعضهم قد لا يكون محتاجاً مادياً ولكن الحاجة العاطفية أهم وأعمق خاصة وأن بعضهم يشعر بعدم أهميته مما يجعله خاصة الأمهات في حال عراك دائم مع الأبناء وزوجاتهم لتأكيد استمرارية الدور داخل المنزل.. الرائع في مجتمعنا أنه يرتكز على قيم دينية صريحة فيما يخص الأبوين إلا أن البعض للأسف يمارس تلك القيم بشكل نمطي لا حياة أو روح فيه مما يفقد الكثير من العلاقات الإنسانية الدفء والحنان.. عيد الأضحى لهم فهل نكون أيضاً نحن لهم؟