في الحقيقة قد يلجأ الآباء عادة وفي مجتمعنا السعودي تحديدًا إلى دور رعاية المسنين؛ لعدم توفر معيل من الأبناء من الدرجة الأولى على قيد الحياة، للقيام برعاية المسن في إطار الجو الأسري الطبيعي، وقد يلجأ هؤلاء الآباء والأمهات إلى حضن الدولة في دور المسنين؛ هربًا من عقوق الأبناء أو للظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي أجبرتهم على هجر منازلهم بدلًا من العيش في الشوارع مشردين. ومن خلال خبرتي المهنية في مجال تقديم الاستشارات الاجتماعية والاسرية، فإن المسنات وفي أحوال كثيرة تلجأ لدار رعاية المسنين للسبب الأول الذي ذكرته سابقًا نظرًا للخلفية الدينية المحافظة للمجتمع السعودي، وللتركيبة المجتمعية ذات العادات والتقاليد، والتي تنادي دومًا الابناء ببر الوالدين ورعايتهم والتكفل بهم، وما هي حالات لجوء المسنات لدور رعاية المسنات نتيجة عقوق الابناء الاّ حالات نادرة لا تخالط السواد الاعظم من التركيبة المجتمعية. وقد ترتبط خدمات وبرامج رعاية المسنات بحاجاتهم ومشكلاتهم الطبية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والشخصية وحاجات ومشكلات أسرهم، لهذا كان من الضروري قيام الجهات ذات الاختصاص بتقديم جميع أوجه الرعاية التخصصية الدائمة والمؤقتة والنهارية والمنزلية “الطبية والنفسية والاجتماعية والشخصية” للمسنات وأسرهم، وينبغي أن تشمل هذه الخدمات والبرامج الجوانب التالية: أولا: الخدمات الطبية: 1- الفحص الدوري الشامل من خلال تحليل الدم، وعمل الأشعة، وتحديد نسبة السكر، وإفراز الغدة الدرقية، وتحليل البول كيماويًا وميكروسكوبيا وذلك بهدف الاكتشاف المبكر للأمراض. 2- العلاج الطبي الشامل لجميع الأمراض التي قد تعاني منها المسنة. 3- التأهيل الطبي الشامل للإعاقات البدنية. 4- توفير الخدمات الوقائية والتثقيفية المرتبطة بالغذاء، والنظافة، وتعاطي العقاقير، والوقاية من الحوادث والإصابات، وتنشيط الدورة الدموية والعضلات والمفاصل. 5- التنسيق والتعاون مع المؤسسات الطبية والمراكز العلاجية المتاحة في المجتمع لعلاج أمراض المسنين. ثانيا: الخدمات النفسية: 1- متابعة الحالات الملتحقة بالدور والمراكز الإيوائية حديثًا والعمل من أجل تكيفهم واستقرارهم النفسي. 2- علاج المشكلات النفسية التي قد تواجه بعض المسنات. 3- توفير البرامج الوقائية والتثقيفية المرتبطة بحاجات المسنات النفسية ومشكلاتهم، وكيفية التعامل معها. 4- التنسيق والتعاون مع المستشفيات ومراكز العلاج والعيادات الخاصة لعلاج مشكلات المسنات النفسية. ثالثا: الخدمات الاجتماعية: 1- علاج المشكلات الاجتماعية التي تواجه المسنات وأسرهم. 2- تعزيز شبكة العلاقات الاجتماعية للمسنات بأفراد أسرهم ومجتمعهم. 3- تنمية المهارات الاجتماعية لدى المسنات. 4- توفير البرامج الوقائية والتثقيفية المرتبطة بحاجات المسنة الاجتماعية ومشكلاتهم، وكيفية التعامل معها. 5- التنسيق والتعاون مع المؤسسات الاجتماعية الحكومية والأهلية والجمعيات الخيرية لصالح المسنات وأسرهم. رابعا: خدمات العناية الشخصية: 1- توفير خدمات العناية الشخصية المنزلية المتخصصة للمسنات في منازلهم. 2- توفير البرامج التثقيفية المرتبطة بخدمات العناية الشخصية للمسنات. خامسا: خدمات شغل وقت الفراغ: 1- البرامج والأنشطة الدينية. 2- البرامج والأنشطة الثقافية. 3- البرامج والأنشطة الاجتماعية. 4- البرامج والأنشطة الترويحية. ومن المفترض أن تتعدى خدمات تقديم الرعاية للمسنات وبرامجها إلى خارج أسوار دور الرعاية ذاتها، بحيث تقدم تلك الخدمات وفقًا لاختلاف أنواع الرعاية التي تقدم للمسنات باختلاف أوضاعهم وظروفهم الطبية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن هناك أربعة أشكال من الرعاية المؤسسية المتخصصة التي تحتاج إليها هذه الشريحة هي: 1- برامج الرعاية الايوائية الدائمة: للحالات التي لا يوجد أو لا يعرف لها أقارب يمكن أن تقوم برعايتها. 2- برامج الرعاية الايوائية المؤقتة: للحالات التي تحتاج إلى رعاية مؤقتة نظرًا لغياب أو انشغال من يقوم على رعايتها لفترة مؤقتة. 3- برامج الرعاية المنزلية: للحالات التي تحتاج إلى خدمات شخصية وتمريضية معينة. 4- برامج الرعاية النهارية: لجميع المسنات اللاتي يرغبن في شغل وقت فراغهن وممارسة الأنشطة المختلفة. والمملكة العربية السعودية وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لم ولن تألوا جهدًا في تقديم الخدمات الايوائية والرعاية الشاملة للمسنات كافة، ولم تكن خدمات التوسع لتقديمها للمسنات الاّ بناء على الحاجة الملحة لها. • الاستشاري النفسي ومدير مركز إرشاد بجدة