دعا ممثلو البلدان الرئيسية المنتجة للقمح إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة لمكافحة سلالة صدأ القمح «Ug99» والوقاية منها، والتي يسببها فطر صدأ ساق الحبوب الأسود كمرض فطري خطير من الممكن أن يلحق أضراراً فادحة بمحاصيل القمح ويشكل تهديداً على الأمن الغذائي طبقاً لبيان صحفي إذاعته (الفاو) وفي إعلان اعتمده المؤتمر الدولي بشأن «صدأ ساق الحبوب: تهديد للأمن الغذائي»، الذي عقد في العاصمة الهندية دلهي قطعت البلدان المشاركة عهداً لتقديم دعم قوي لجهود المكافحة والوقاية ضد المرض الفطري، على اعتبار ذلك قضية تستحق الأهمية على مستوى السياسات القومية والتعاون الدولي. وطبقاً للبيان الذي نشرته «الفاو» في الوقت الراهن يتعين على البلدان المتضررة وتلك المهددة بالإصابة أن تصيغ خطط طوارئ وقائية للحيلولة دون تسرب الوباء إلى أراضيها، لما يمكن أن تستتبعه فاشيات الوباء من خسائر فادحة في محاصيل القمح. وإذ تستحث البلدان أيضاً على التشارك في المعلومات المتاحة من عمليات المراقبة، لا بد من إقامة نظام عالمي للإنذار المبكر على الفور. والمعروف أن المملكة في منأى عن هذا الصدأ من جهة أخرى من الضرورة القصوى تكثيف بحوث الإنتاج النباتي وتعزيز التعاون الدولي لتطوير أصناف جديدة مقاومة لصدأ القمح. وينبغي اكثار البذور العالية الجودة من الأصناف المقاومة للمرض على الأصعدة القطرية، وتوزيعها في صفوف المجتمعات المحلية الزراعية التي تحتاجها. وشارك في المؤتمر الذي قام على تنظيمه كل من المجلس الهندي للبحوث الزراعية «ICAR» والحكومة الهندية، بالاشتراك مع المنظمة، إلى جانب الأطراف المشاركة في مبادرة «بورلوغ» العالمية لصدأ الحبوب أكثر من 130 وفداً تضمنت 31 وزيراً للزراعة، وكبار صناع السياسات فضلاً عن الباحثين، ومنتجي البذور، وخبراء الإنتاج النباتي. في تصريح للمدير العام المساعد موديبو تراوري، مسؤول قسم الزراعة وحماية المستهلك، لدى المنظمة قال إن «المنظمة ستواصل دعم البلدان من أجل بناء قدراتها القطرية في مجالات البحوث، والإرشاد، ووقاية النباتات، وإنتاج البذور مع حشد دعم المجتمع الدولي لتحقيق أهدافنا المشتركة في مواجهة التهديدات العالمية الشاملة التي يشكلها صدأ القمح، إلى جانب النهوض بسبل المعيشة من خلال تعزيز الأمن الغذائي». وجدير بالذكر أن سلالة جديدة فتاكة من الفطريات الفوعية اطلق عليها اسم «Ug99» من مرض صدأ القمح، كانت قد اكتشفت في أوغندا عام 1999 ولم تلبث أن انتشرت من شرق القارة الأفريقية إلى اليمن والسودان، ومن ثم وصلت في أواخر عام 2007 إلى إيران. وفي الوقت الحاضر ليس ثمة أدلة على تواجد هذا الفطر في أي بلد آخر، إذ تشير دراسة ميدانية حديثة مولتها جامعة «كورنيل» بالولايات المتحدةالأمريكية إلى أن هذا المرض لم يعثر على أثر له في الهند، أو باكستان، أو مصر، أو الصين. ويقدر أن ما يتجاوز 80 بالمائة من جميع أصناف القمح المزروعة في آسيا وأفريقيا هي عرضة للإصابة بالسلالة الجديدة من صدأ القمح. وتنقل الرياح على الأغلب أبواغ صدأ القمح لمسافات طويلة أو حتى عبر القارات. اطلقت المنظمة مؤخراً برنامجها العالمي بشأن مرض صدأ القمح، ويدعم 29 بلداً في مناطق شرق أفريقيا، وشمالها، والشرق الأدنى، وجنوب آسيا، ووسطها، سواء كانت من المتضررين بالمرض أم مهددة بظهوره في أراضيها. وتشكل هذه البلدان نحو 37 بالمائة من الإنتاج العالمي للقمح. ويتمثل دعم المنظمة في إجراءات الوقاية، والتخطيط للطوارئ، واعتماد الأصناف المحسنة، واكثار البذور، وتدري المزارعين. كذلك دعا المؤتمر المجتمع الدولي، والأطراف المانحة، والمنظمات الدولية إلى تعزيز دعمها للمبادرات