يقترن صوت فيروز بالشتاء، ولا من غرابة، فهي من مواليد الشتاء ( 12نوفمبر - تشرين الثاني)، في أغانيها الخالدات تذكرت فراق الحبيب بشهر الخريف أيلول - سبتمبر "ورقه الأصفر"، وغنت الذكرى باسم زهور تشرين (الأول- أكتوبر)، ومن أغنيات الإذاعة النادرة التي سجلت بين الستينيات والسبعينيات ولم تظهر ثم أصدرتها فيروز في مجموعتين "هموم الحب" و"شط اسكندرية" (ريلاكس إن 1987) مجموعة من القصائد الشاعرية (بعضها للأخطل الصغير وسعيد عقل) والأناشيد الروحية والوصفية كتبها ولحنها الأخوان رحباني ومنها نشيد "أقول لطفلتي" الذي كتب على نسق ثلاثة مقاطع رباعية ثابتة القالب (أقول ل..) ثم مقطع ثالث يدخل في تفاصيل لكن تعود مع المقطع التالي إلى ذات القالب المبدوء به. نص شاعري وصوت دافئ هو صوت فيروز يحمل قلق الأم على طفلتها والجارة والوطن والبيت والليل والبرد! -1- أقول لطفلتي إذا الليل برد وصمت الربى ربا لا تحد نصلي فأنت صغيرة وإن الصغار صلاتهم لا ترد -2- أقول لجارتي ألا جئت نسهر فعندي تين ولوز وسكر نغني فأنت وحيدة وإن الغناء يخلي انتظاركِ أقصر -3- عندي بيت وأرضٌ صغيرة فأنا الآن يسكنني الأمان لا أبيع أرضي بذهب الأرض تراب بلادي تراب الجنان وفيه ينام الزمان -4- أقول لبيتنا إذا صرت وحدي وهبت ليال بثلج وبرد ليالي وبيتي نار ويمضي الشتاء رفيقاً كغابة ورد -5- يذهب صوت فيروز عبر طبقته المتوسطة في الغناء كأنه العسل الذي تتحضر قطرته على حليب ساخن تغني طفلتها باسم البراءة، وجارتها باسم دفع الانتظار، والبيت باسم الورد. فيروز هي زهرة تشرين. ضوع الشتاء الآتي من فلك الفصول. الحب في الشتاء لا يموت بل يجمد هذه فلسفة الأخوين رحباني. إنه تماهٍ مع الطبيعة ودورتها التكرارية بين الولادة والموت والبعث الجديد على مبسم الزهر ورقصة النهر وخفقة القلب. أقول لفيروز غني أكثر..