لم يكن كاظم الساهر موفقاً بالشكل الذي نعرفه في ألبوم "صور". ومن بين 13أغنية قدمها الألبوم كان هناك عملان من ألحان محمد شفيق الذي لو قرأ كلمات الأغنيتين كما يجب لتمكن من صنع ملحمة جديدة تقدم بصوت كاظم الساهر. لكنه استعجل ووقع في فخ النمطية والتكرار!. أغنية "صور" التي كتبها مهندس الكلمة سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن فاضت بالمشاعر الجياشة وبالصور الشعرية الجميلة ولم يكن اللحن الذي ألفه محمد شفيق في مستوى شعريتها مما تسبب في ظهورها بشكل عادي. ويبدو أن الاستعجال -أو الفرحة- بتقديم لحن لكاظم الساهر هو ما جعلها تظهر لنا بتلك الصورة اللحنية المكرورة، ولم يكن تعامل الملحن مع صوت كاظم الساهر مبنيا على أساس المعرفة -وهنا أعتقد أن عظمة كاظم الساهر تأتي في (السوبرانو) خاصة مع إيقاع (الوحدة الكبرى) أو (المتوسطة) ، أيضاً استخدام التنوع في المقامات والأنغام. الصور التي يحملها لحن محمد شفيق لا توازي روعة النص الشعري والذي حمل في ثناياه الكثير من الصور الجميلة (قصّي وجهي من الصور، واتركي الباقي) حتى أن استخدام الآلات الوترية لم يخدم الأغنية والتي أخذت توزيعاً منفرداً عن غيرها. إن أغنية (صور) تحفة مشاعر، ومن يسمعها سيدرك سبب اختيار الساهر لها اسماً للألبوم ككل، ما يهم أن اللحن لم يكن مواكباً لطموحات جمهور كاظم الساهر الذي تعود من مطربه الانفراد والتميز في الأداء في معظم الحالات التي يأخذها على (الرست) أو (البيات) إذا أتت متنغمة ومتحولة. اللحن لم يتعد جملاً متقاربة لا تلبي طموح الكلمة وبالتالي فإن كاظم الساهر مسؤول عما يقدمه فكيف به أن يفاجئ الجمهور باستخدام ألحان الآخرين وهو ما كان يرفضه دائماً. (تحبني) .. الأغنية الثانية التي لحنها محمد شفيق، كان لحنها مكرورا هي الأخرى، فاللحن في حقيقته مستهلك وسمعناه كثيراً في تراثنا، وبطبيعة الحال هي أغنية خليجية صافية، لكنها لا تناسب كاظم الساهر وبالتأكيد هي خيار غير موفق لبدء التعاون معه. كلمات الأغنية جميلة في معانيها وفكرها وخيالها لكنها لا تقبل الصياغة بهذه الصور اللحنية المكررة، ربما لو كنت في مكان شفيق لاستعنت بالزمن لأفرض حسي وموهبتي على صوت كاظم بدلاً من أن أقدم له لحناً كيفما اتفق!. كاظم الساهر في سبيل إقناع الجمهور بتعاطيه مع الملحنين سقط هو الآخر في اختياره المتعجل وهو بلا شك المسؤول الأكبر في اختياره لمثل هذه الألحان العادية. لماذا افتتح الألبوم بالأغنية الطفولية (مين زعّل ست الحلوات) وهي التي تمثل استمراراً لما قدمه سابقاً (البنيّه) و(دلّع) . هل ملّ الطرب والتقنين في اختياراته الغنائية؟. (أسألك الرحيل) رائعة نزار قباني هي فكر وجمل موسيقية وتميز في الأداء، لكنها لم تأخذ موقعها الجمالي بسبب تواضع الألبوم إجمالاً. كاظم الساهر: احتكر نفسه طويلاً وكان مبدعاً، إلا أنه عاد وأطلق لصوته العنان ليتغنى بألحان الغير لكنها لم تكن تلك الألحان المناسبة لصوته أو التي كنا ننتظرها. شرقية ألبوم (صّور) لم تعط كاظم الساهر مزيداَ من التواصل الجماهيري، لماذا لم يتوقف قبل إصدار ملحمة (جلجامش) التاريخية؟. كاظم الساهر مسؤول عن البوم (صور) وعن الحان محمد شفيق التي لم تواز إمكانياته أو طموحات معجبيه.