قالت متحدثة باسم البحرية الاميركية أمس ان ناقلة النفط السعودية العملاقة التي اختطفها قراصنة في المحيط الهندي وتحمل مليوني برميل من النفط، ما تزال في عرض البحر قبالة الشواطئ الصومالية تحت سيطرة القراصنة. وذكرت المتحدثة نيتن كريستنسن في اتصال اجرته معها وكالة فرانس برس في المنامة حيث مقر الاسطول الاميركي الخامس، ان "الناقلة سيروس ستار ما تزال في عرض البحر قبالة الشواطئ الصومالية". وقالت المتحدثة ان لا معلومات لديها حول مطالب القراصنة او ما اذا كان هناك مطالبة بفدية. من جهته، قال قائد الاركان في البحرية الاميركية الادميرال مايكل مولن الاثنين انه "متفاجئ" حيال المساحة الواسعة التي يعمل فيها القراصنة الذين تمكنوا من اختطاف "سيروس ستار" بينما كانت تبحر في قلب المحيط. وتعد هذه الحادثة غير مسبوقة نظرا لحجم السفينة التي تقدر قيمة حمولتها باكثر من مئة مليون دولار وبعد العملية عن السواحل. وذكرت متحدثة باسم الاسطول الاميركي الخامس لوكالة فرانس برس مساء الاثنين ان "آخر تقرير لدينا يفيد ان السفينة تقترب من مرفأ ايل" على الساحل الشمالي للصومال. إلى ذلك، قال مصدر من شركة "فيلا انترناشنل مارين" التي تشغل الناقلة المملوكة من قبل شركة ارامكو السعودية النفطية، ان جميع افراد طاقم الناقلة الذي يضم 25شخصا بينهم بريطانيان اثنان، "لم يصابوا بأي اذى". واضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان ناقلة "سيروس ستار" كانت محملة بالكامل عندما سيطر عليها القراصنة، وان قدرتها الاستيعابية تقدر "بمليوني برميل"، اي ان قيمة الحمولة تتجاوز مئة مليون دولار. وهوجمت الناقلة المسجلة في ليبيريا التي يبلغ حجمها ثلاثة اضعاف حجم حاملة طائرات اميركية، على بعد 800كلم في جنوب شرق مدينة مومباسا الكينية. ويأتي هذا الهجوم في وقت بلغت فيه اعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال رقما قياسيا منذ بداية العام. وبحسب المكتب البحري الدولي، تعرضت 83سفينة اجنبية على الاقل لهجمات من جانب قراصنة صوماليين في المحيط الهندي وخليج عدن هذا العام، اي ضعف حصيلة العام 2007.وقام قراصنة صوماليون الاحد بخطف سفينة شحن يابانية قبالة خليج عدن، فيما تم الافراج عن سفينة يابانية اخرى وبحارتها بعد احتجازها ستة اشهر. واجبرت قطعة بحرية روسية قراصنة كانوا يحاولون مهاجمة سفينة سعودية على الفرار. ويحتجز قراصنة منذ 25ايلول (سبتمبر) سفينة اوكرانية محملة دبابات. وقالت مسئولة في البحرية الامريكية أمس إن البحرية تراقب مسار ناقلة النفط المختطفة، بينما تشق طريقها لترسو قبالة الساحل الصومالي، موضحة أن البحرية لا تخطط للقيام بأي عمل لإنقاذ السفينة. وقالت جين كامبل المتحدثة باسم الأسطول الخامس الأمريكي ومقره البحرين لوكالةالأنباءالألمانية (د.ب.أ): "إذا تكرر نفس السيناريو الذي شهدناه في الهجمات السابقة، نتوقع اقتيادها (الناقلة السعودية) لترسو في مكان ما قبالة الساحل الصومالي". وأضافت: "لا نستخدم سفينة حربية في تعقب مسار الناقلة في الوقت الراهن، ولكن سنظل مراقبين للموقف". يذكر أن القراصنة الصوماليين يقتادون السفن التي يحتجزونها عادة للرسو بالقرب من معقلهم في مدينة إيل بمنطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي شمالي الصومال، حيث لا تجرؤ السفن الحربية الدولية على الاقتراب لان القراصنة يحتجزون بحارة السفن المختطفة رهائن. ولا يملك القراصنة الذين يشنون هجماتهم بواسطة زوارق بخارية صغيرة القدرة على تفريغ حمولة النفط الخام، ويتوقع أن يحتجزوا السفينة السعودية لطلب فدية. وأضافت "فيلا انترناشيونال" في بيانها أن طاقم الناقلة المكون من 25فردا من بريطانيا وكرواتيا والفلبين وبولندا والسعودية، بخير. وأوضحت الشركة أنه لم يتم إجراء اتصالات حتى الآن مع القراصنة، مضيفة أنها شكلت فرقا للتفاوض من أجل إطلاق سراح الناقلة وأفراد طاقمها بشكل آمن.