كان في سابق العهد والأوان فكرة جميلة وهي ان يكون للمدن ضواحي هادئة وسكن مريح يخفف عن ساكنيها ضغط المدينة وحياتها الصاخبة، تذهب اليها النفوس كي تطمأن وتسكن وتعود الى النشاط من الغد للمزاولة الاعمال في المدينة كما انها تخفف الضغط على المدينة بتكوين مجمعات سكانية خارجها لها خدماتها المتكاملة. ولقد كان لمدينة الرياض ضاحية تدعى لبن كان الامل في ان تكون هي المكان الهادىء للسكن، ولكن لعل صيف العمران ضيع اللبن فتبخرت الفكرة وأصبحت كالأحياء، ولكن لا روح للضاحية فيها وصار الناس يحتاجون الى وسط المدينة وأطرافها. إن الضواحي للمدينة تمثل الرئة التي يتنفس منها من لا يلزم ان يكون في دولابها الصاخب وتهيئ له المناخ المناسب في ان يكون له سكن يرتاح فيه ومكان يستجم به وتتكامل فيه الخدمات فلا يحتاج الى المدينة الا في حدود ضيقة. لقد نجحت بعض دول الخليج في احداث مثل هذه الضواحي التي تبعد قليلا عن المدن وضعت لها بيئة رائعة من بحيرات اصطناعية ومسطحات خضراء وخدمات متكاملة بشكل يدفع الى اختيارها بدلا من العيش وسط زحام المدينة ضوضائها. إن من المؤسف له ان ضواحي المدن اليوم هي مخططات استراحات يستفيد منها الحارس، حيث يتقلب في مسطحات خضراء طوال اليوم ويحرم منها السكان، اذ هم يأتون اليها في عطلة نهاية الاسبوع هربا من احياء خرسانية حين تكتمل خدماتها يغادها اهلها!!. واليوم تعود الفكرة مع مطورين عقاريين يأملون ان تصبح هذه الضواحي بفموهومها الجميل مكانا رائعة للسكن والراحة من عناء المدينة وصخبها، وكم نتمنى ان يغدو الأمل حقيقة، ولعل من المناسب ان نذكر بان تؤخذ دروس اللبن.