تختلف طموحاتهم وتختلف خلفياتهم الثقافية ولكنهم يجتمعون في حب المعرفة ومحاولة الاستفادة القصوى من الفرصة المتاحة لهم في الابتعاث.. انهم الطلاب السعوديون في الولاياتالمتحدة، طلاب أبوا أن تمر عليهم تجربة الانتخابات الأمريكية مرور الكرام. "الرياض" وفي جولة سريعة بينهم تنقل لكم انطباعاتهم وآراءهم. يجلس مشعل في الركن المخصص للطلاب المرشحين للانتخابات الأمريكية.. يمارس طقسه الصباحي اليومي قبل ان يذهب إلى محاضراته في الجامعة.. يتصفح النيويورك تايمز ويشرب قهوة أمريكية ويمارس تعليقاته.. هل هذه فعلاً خطة المرشح الانتخابي؟ يشاهد مناقشات المرشحين للانتخابات ويعلق عليهم.. مشعل المغمور بالانتخابات الأمريكية لا يحق له التصويت ومع ذلك يجادل الطلاب ويحاول إقناعهم ان المرشح الديمقراطي أوباما هو الأفضل لأمريكا.. ليس ذلك فقط وإنما يضع إشارة "انتخبوا أوباما" على صدره. الطلبة الأمريكيون يستمتعون هم الآخرون بالاستماع إلى أحاديث مشعل كونه طالباً شرق أوسطياً خصوصاً انه يعتبر ان الطلبة الدوليين هم الوحيدون الذين يدركون حجم معاناة السياسة الخارجية الأمريكية وأهميتها في جدول أعمال الناخبين. علق الطلاب المبتعثون عليه بأنه "صديق أوباما" ومسوق ناجح له إلا انه كان لا يلقي اهتماماً أو بالاً لهذا الأمر.. كان يكرر ويقول "لماذا لا نعيش حدث الانتخابات الأمريكية وجوها.. وجودنا في أمريكا فرصة لاكتساب هذه التجربة.. التعرف على المشاركة السياسية وعلى سير العملية الانتخابية.. انه أمر مهم جداً أن نوثقه". مشعل الذي كان ينتظر مناظرات المرشحين والعملية الانتخابية يعلق على هذا الاهتمام بقوله ان "الانتخابات الأمريكية هي الأهم والأبرز والأكبر في عالم اليوم.. وجودي في أمريكا فترة الانتخابات الرئاسية يجعلني أقرب منها لأحاول أفهم سرها وعمليتها الدرامية.. الانتخابات الأمريكية أشبه بسيناريو غير مكتوب وغير معروف يحاول كل مرشح وضع النقاط على الحروف.. ربما أيضاً أقرب لمسرحية بين ممثلين سياسيين يحاول كل منهما استمالة الجمهور وكسب الثقة ليفوز بالترشيح. من جهته لم يستطع فيصل هو الآخر أن يخفي مشاعر الفرح حينما أعلن عن فوز باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي فهو على الرغم من دراسته للهندسة إلا ان اهتمامه بالسباق نحو البيت الأبيض كان كما وصفه "كمباراة نهائية في كرة القدم والفائز هو الذي سيتوج بطلاً قومياً وسيدخل القصر الرئاسي من أوسع أبوابه وسيرفع كأس النصر". من جهتهم أكد عدد من الطلاب السعوديين الذين يحملون الجواز الأمريكي ويحق لهم التصويت على ان المشاركة في التصويت أمر مهم ليكونوا فاعلين وليخوضوا تجربة لأكبر وأهم انتخابات يترقبها كل العالم. أما الطالب تركي الحسين فيعتقد أن "متابعة السباق الرئاسي بالنسبة لنا كطلاب لا تعدو كونها محاولة للتعرف على الطريقة الأمريكية للوصول إلى البيت الأبيض كوننا نتواجد حالياً في أراضيها.. أما المرشح الأقرب - فمثلي مثل معظم المتابعين من غير الأمريكيين - هو المرشح الديمقراطي باراك أوباما لما يحمله من شعار التغيير ومن كونه أول أمريكي افريقي يترشح للرئاسة الأمريكية ولما يتمتع به من كاريزما عالية وحضور قوي وبلاغة خطابية.. مع اعتقادي الكبير انه لن يكون هناك أي تغيير في السياسة الأمريكية الخارجية كونها تدار من خلال مجلسي النواب والشيوخ ولكنه مجرد ميل شخصي.