تباينت الآراء حول أزمة يعيشها ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بعد تكدس البضائع فيه مؤخراً، بين مسؤولين في الميناء يتذمرون من إحجام المستثمرين عن استلام بضائعهم، وبين تجار يشتكون خسائر يتكبدونها يومياً نتيجة تأخر فسح الحاويات. وفي الوقت الذي نفى فيه مدير الميناء في تصريحات صحفية أمس الأول وجود أي أزمة، مبيناً أن الميناء لا زال يعمل في حدود طاقته الاستيعابية، وأن المعاناة تكمن في تهاون بعض التجار في استلام بضائعهم ما يساهم في تكدس البضائع، واعداً بحل المشكلة خلال الأسبوعين المقبلين، أكد تاجر أقمشة تكبده خسائر تزيد على 11مليون ريال خلال 37يوماً نتيجة هذه الأزمة. وقال يوسف النصيبان ان التجار يعانون من مشاكل في تخليص بضائعهم من ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام خلال الفترة الأخيرة، ما كبدهم خسائر فادحة نتيجة تأخر نزول بضائعهم إلى الأسواق وإخلالهم باتفاقيات مع الموزعين على تسليم البضائع في أوقات محددة. وأضاف: "خصوصاً نحن تجار الأقمشة الشتوية حيث اقترب فصل الشتاء وإن لم نعرض بضائعنا في وقت معين فإنه لا قيمة لجلبها، وهذا الأمر سيكبدنا الخسائر". وأوضح النصيبان ان بضائعهم وصلت قبل أكثر من شهر إلى الميناء ولم يتم تخليصها لوجود مشاكل في الميناء والجمرك، مستدركاً بقوله: "يتعذرون بأعذار كثيرة منها الزحام في الجمرك، وهو صحيح بأن الجمرك تصله يومياً نحو 6آلاف حاوية لا يتم فسح سوى 200منها، لكن ما هي الأسباب". وتابع: "تزعم إدارة الميناء ان طول اجازة عيد الفطر هذا العام تسبب في هذه المشكلة، نتيجة وصول بواخر كثيرة خلال الإجازة وأنزلت حمولتها في الميناء ما أدى إلى تكدس بضائعها بشكل مشابه لما حدث قبل فترة في ميناء جدة الإسلامي". وذكر النصيبان ان احدى الحاويات التي توجد بها بضاعته ورد لها إذن تفريغ حتى يتم الكشف عليها من قبل المعاينين الجمركيين، غير انه تعذر وجود أرضية يتم معاينة حاويته بسبب تكدس الحاويات. وزاد: "المشكلة لا زالت مستمرة، ونحن بضاعتنا أقمشة شتوية يتطلب الأمر سرعة عرضها في الأسواق لأننا لو صرفناها خلال الفترة المقبلة لبقيت نحو 15يوماً أو عشرين يوماً، وبعد ذلك تقل رغبة الزبائن في شرائها، الأزمة في الميناء كبدتني خسائر ب 11مليون ريال وغيري من التجار خسائرهم أكبر، وأحرجتنا مع الموزعين والمشترين لبضاعتنا الذين اتفقنا معهم على تسليم البضائع لهم في فترة محددة". وأشار تاجر الأقمشة إلى أن الجمارك ردت عليهم عند شكواهم لها، بأنها ألزمت العاملين بالعمل على مدى 24ساعة للمساهمة في حل المشكلة، ولكن خلال أيام عيد الفطر كنا نجد معايناً واحداً أمام عدد كبير من الحاويات.