تتواصل أزمة تكدس الحاويات بميناء الرياض الجاف, حيث أخذت أبعادا جديدة بعد اصابة الميناء بالشلل التام نتيجة تعطل فسح أكثر من سبعة آلاف حاوية، ما سبب في الوقت ذاته تعطل تنزيل الحاويات الفارغة وتوقف مئات الشاحنات بحسب ما رصدت "الرياض" حول الميناء إنتظارا إأفراغ حمولتها. وأبدى الكثير من المستثمرين تخوفهم من ارتفاع أسعار السلع المستوردة جرّاء هذا التكدس في ميناء الرياض الجاف وانتظار اكثر من 8000 حاوية في ميناء الدمام لتتابع طريقها الى ميناء الرياض الذي توقفت به حركتا الدخول والخروج بشكل تام، والذي تسببت به اشكالات فنية وتشغيلية مع استلام مقاول تشغيل جديد للميناء منذ ما يقارب الشهرين والتي تمثل عمر الأزمة. ورصدت "الرياض" تكدس الحاويات بشكل غير مسبوق في ميناء الرياض والذي يشهد هذه الحالة للمرة الأولى، وسط تذمر المتذمرين ومخاوفهم من خسائر كبيرة بحسب ما نشرت "الرياض" أمس الأول، وتوقف العديد من المصانع إضافة لمخاوف من تعرض كثير من البضائع الغذائية والدوائية للتلف نتيجة حرارة الأجواء وسوء التخزين. مخاطبات للبحث عن الحلول وقال مساعد بن حمد السياري رئيس اللجنة الوطنية للتخليص الجمركي بمجلس الغرف أن اللجنة بادرت منذ بداية الأزمة بمخاطبة وزارة النقل و"السكك الحديدية" بخطابات تفصيلية حول الأزمة ومسبباتها, تبعها خطابات إلحاقية طول الشهرين الماضيين للبحث في حلول للخروج من هذه الأزمة, إلا أن الأزمة ما زالت مستمرة دون أي تقدم. وأكد السياري أن اللجنة تقدمت بحلول للمساهمة بالحل, مشيرا إلى ضرورة تدخل مسؤولي سكك الحديد ومنذ بداية الأزمة بتعيين مقاول مؤقت على حساب المقاول الجديد لتسيير الأعمال لحين استعداد المقاول الجديد. وأضاف السياري:" كل شيء حتى الآن غير واضح. وتدخلت الجمارك بدورها مشكورة لحل بعض المشاكل والقيام بأدوار إضافية ثمنها كل المخلصين الجمركيين والمستوردين. وأبان السياري أن اللجنة رفعت عدة خطابات منذ منتصف الشهر الهجري الماضي لوزير النقل ورئيس الخطوط الحديدية وتم إشعارهم بالإرباك الذي سيتفاقم نتيجة لهذه الأزمة, مبينا أن الأزمة خلفت للمخلصين الجمركيين خسائر مادية ومعنوية كبيرة. حجم الخسائر وقدر السياري حجم الخسائر المادية التي تعرض لها المخلصون الجمركيون بحوالي 4 ملايين ريال لكل مكتب, بالإضافة لما تعرض له المستوردون من خسائر, مضيفا:"بعد توقف أعمال الميناء بسبب عدم وجود حاضنات ورافعات وسائقين ومشغلين وكذلك عدم ارسال البضائع التي توقفت بالدمام بما يقدر بحوالي 8000 حاوية, انعكست تلك الخسارة على المستوردين وتأثر أصحاب العقود, كما تعرضنا نحن لخسائر مادية فادحة نتيجة توقف أعمالنا وآلياتنا عن العمل, وكما هو معلوم كثير من المخلصين لديهم سيارات وأجهزة ورواتب موظفين بالتقسيط, اضافة للخسائر المعنوية الفادحة، حيث تحول كثير من العملاء للموانئ الأخرى وفقدان الثقة بمخلصي الجمارك بالرياض اعتقادا أن المشكلة منهم". تلال من الحاويات ينتظر اصحابها استلامها وأكد السياري أن كثيرا من البضائع وصلت من الدمام للرياض بدون شهادات تفاصيل الحاويات "المانفيست", اضافة لعدم وجود حاسب آلي بعد رحيل المشغل القديم، وبالتالي عدم وجود أي معلومات بالحاسب للحاويات, مما خلق عشوائية كبيرة لدى المخلصين والمستوردين بسبب ضياع الحاويات وسط التكدس الشديد. وزاد السياري بقوله:"العمل الآن يعاني من عشوائية كبيرة, والمستوردون الآن يعانون من أضرار فادحة ستلحق بهم اضافة لما سيتبعه من رسوم وغرامات للوكلاء الملاحيين عن الحاويات, والتجار الآن سيعانون لاخلالهم بالعقود وايضا بعضهم باع البضائع سلفا, كما أن كثيرا منهم قد يخسر زبائنه الذين سيتجهون لأسواق أخرى, اضافة لانعدام بعض السلع في الفترة المقبلة". وتساءل السياري, :"نعرف أن كل هذا حدث بسبب مقاول, ولكن ما دور الجهات الفنية بسكة الحديد وكيف سلمت الميناء للمقاول الجديد دون التأكد من قدراته التشغيلية والفنية". ورافقت "الرياض" السياري في جولة خارجية لكافة أرجاء الميناء الجاف, واطلعت على حالة التكدس الكبيرة وامتلاء الميناء الجاف بالكامل, كما تقدم عدد من السائقين لرئيس اللجنة الوطنية مبدين تذمرهم الشديد من طول ساعات الانتظار منذ الصباح المبكر انتظارا لتنزيل الحاويات الفارغة, دون جدوى. وقال السياري إيضاحا ل"الرياض": "السائقون ينتظرون في الشوارع المحيطة لانزال الحاويات الفارغة وتسليمها, إلا ان عدم وجود حاضنات وأماكن فارغة بالميناء تحول دون انتظارهم اليومي, وهذا يكبد المخلصين الجمركيين والمستوردين يوميا خسائر فادحة تقدر بالملايين". الكل يتفق على المقاول الجدير بالذكر أن مصلحة الجمارك حملت بدورها المقاول الجديد ما يحدث في الميناء الجاف ووضعت حلولا "مؤقتة" بفسح البضائع من ميناء الدمام, وعممت الأسبوع الماضي خطابا للمخلصين الجمركيين كان نصه :" نظرا لما يشهده الميناء الجاف من ظروف طارئة نتيجة عدم تمكن مقاول المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الحالي من القيام بمهامه حسب العقد المبرم معه والمتضمن تشغيل وصيانة الميناء الجاف وتأخره في نقل الحاويات من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام الى الميناء الجاف بالرياض. على الرغم من أن وجهتها النهائية مدينة الرياض, وحرصا من مصلحة الجمارك على مصالح المستوردين وتسهيلا لاجراءات فسح ارسالياتهم بأسرع وقت ممكن فعلى الراغبين بانهاء اجراءات فسح ارساليتهم عن طريق جمرك ميناء الدمام ان يتقدموا لادارة الجمرك هناك بطلب انهاء إجراءات فسح ارساليتهم لديهم, مع أحقية المستورد بمطالبة المتسبب في تأخر نقل الحاويات للرياض". امتلاء الميناء الجاف عن آخره بالبضائع لقطة عامة تبين حالة تكدس البضائع ضغط هائل ورص للحاويات يحدث لأول مرة الشاحنات تغادر بشكل يومي دون تسليم الحاويات الفارغة أحد السائقين يشرح معاناته اليومية مساعد السياري